بقلم/ شيماء شعبان
اجتاح مجتمعنا الفترة الأخيرة فيروس أشد خطرًا من " كورونا " وهو "فيروس التيك توك "، منذ الربع الأول لعام 2018، والذي بلغ عدد مستخدميه أكثر من 1.5 مليار؛ منهم نصف مليار مستخدم نشط شهريًا أغلبهم من الشباب.

الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لما يتعرض له الشباب - خاصة المراهقين منهم - لحملة نفسية ممنهجة، لتشويه القيم الأخلاقية واستبدالها بالقيم المادية، حيث أصبحت الأخيرة أحد أغلى وأهم الأهداف بالنسبة لهم من القيم الأخلاقية في مجتمعات غابت عنها الرقابة الأسرية والمتابعة، وافتقدت لنشر الوعي الديني والثقافي والأخلاقي.

ويتضح لنا أنه بفضل التكنولوجيا الحديثة مع غياب الدور الرقابي للأسرة، ساعدت في إصابة الكثير من الشباب ب هوس الشهرة والتركيز على هدف تحقيق " التريند " دون معرفة أهميته الفعلية، وخطورة تأثيره حتى أصبحوا ضحية لهذه الظاهرة.

فكم منا شاهد فيديو متداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي ، لفتاة لم تبلغ من العمر الثالثة عشرة من عمرها، ترقص وتتمايل على أغاني المهرجانات والتي تحتوي أيضًا على كلمات بذيئة تتنافى مع الأخلاق والقيم التي نشأنا عليها، وأخرى فيديوهات لشباب بحركات بعيدة كل البعد عن الرجولة، الأمر الذي يجعلنا نقف ونفكر أن مثل هذه التطبيقات ما هي إلا أحد أسلحة حروب الجيل الرابع ، فالحرب القادمة حرب فكر وهدم للقيم المجتمعية، وليست حرب أسلحة ثقيلة.

وقد حذرت بعض هيئات مراقبة الخصوصية، من أن تطبيق "تيك توك"، والذي ينتهك قانون خصوصية الأطفال ويعرضهم للخطر، وقد قدم العديد من التحالفات - من بينهم حملة من أجل "طفولة خالية من الإعلانات التجارية" و"مركز الديمقراطية الرقمية" - شكوى إلى لجنة التجارة الفيدرالية، وجاء فيها أن "تيك توك"، يجمع معلومات شخصية للأطفال دون سن 13 عامًا، دون موافقة والديهم، حسب ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وأخيرًا، فإن هدف نشر ثقافة " التيك توك " هدم العقول وتدمير أخلاق النشء، في بداية تكوين ثقافته الدينية والأخلاقية، فمثل هذه الفيديوهات لديها القدرة على هدم وتدمير ما نفعله كأسرة مع أولادنا.

وتدور في أذهاننا عدة تساؤلات كيف لمثل هذه التطبيقات أن تدخل مجتمعات مثل مجتمعاتنا العربية والشرقية المتدينة بطبعها؟ وكيف تسمح أسرة لبناتها بالرقص والتمايل والعري الذي نراه ويراه العالم كله؟

كيف يمكننا التصدي لهذه الظاهرة المرعبة التي تنتشر كالنار في الهشيم؟ فالتقدم والتطور ليس بالعري والرقص واستباحة خصوصية الغير؛ بل بترسيخ القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية، واستغلال التكنولوجيا الحديثة في مواكبة التقدم العلمي بما يعود بالنفع على المجتمع؛ ولذلك لابد من وقفة جادة لنشر الوعي في المدارس والجامعات، وكذلك الإعلام والمؤسسات الدينية؛ ليكتمل دورها مع الدور الأسري وإلا سيضيع جيل بأكمله.

نقلاً عن بوابة الاهرام

حول الموقع

سام برس