سام برس
كتب / احمد الشاوش

قال الاستاذ والمحلل السياسي عبدالباري عطوان ، رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم ، في مقالة الصادر يوم الاثنين ، ان الرئيس السوري بشار الاسد ، يعترف بالاخطاء التي التي حدثت خلال الفترات السابقة وان الرئيس بشار الاسد يؤمن بالنقد الذاتي ، وان هناك توجها يطل برأسه بقوة نحو عملية التغيير في النهج والاسلوب .

وأكد عطوان ، ان الرئيس الاسد مارس نوعا “نادرا” من “النقد الذاتي” عندما اعترف في رسالته المكتوبة لكوادر حزب البعث ، بإن الحزب أرتكب بعض أخطاء خلال مسيرته مما ادى الى تراجع دوره في بعض المراحل”.

وأشاد عبدالباري عطوان ، بعظمة الشعب السوري الذي يقدم كل التضحيات انطلاقا من وازع وطني مجانا ودون أي مقابل ، داعياً الحكومة الى الاهتمام به والاطلاع على معاناته.

وقال الرئيس بشار الاسد ان تلك الاخطاء تسببت في تغييب الكوادر والكفاءات التي كان من الواجب ممارسة حقها وواجبها في الترشح والانتخاب والمشاركة في إيصال القيادات في مؤسسات الدولة الوطنية المنتخبة.

ولفت عطوان الى ان هذا النقد الذاتي جاء بعد بضعة أيام من عزل السيد عادل خميس، رئيس الوزراء من منصبه كرد على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وتعيين حسين عرنوس وزير المالية مكانه، وقرب البدء في تطبيق قانون قيصر وكأن الرئيس الأسد يريد ان يقول ان هذا التغيير هو بداية التحول الجديد الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة وكل تحدياتها.

وأشار عطوان الى ان تلك الاخطاء قد قد دفعت بعض المنافقين والفاسدين الى الصفوف الامامية في مؤسسات الدولة بدلاً عن أصحاب الكفاءات وسيطرتهم على بعض مفاصل الدولة وذلك نتاج طبيعي لمثل هذه الاختلالات التي لم تكن مفاجاة في اعلان البعض من رؤساء وزارات ووزراء، وسفراء، وقادة كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية، واقارب من “عظمة” رقبة النظام انشقاقهم مقابل مبالغ ماليةمقدما.


وقال عطوان ، في النقد الذاتي للرئيس الاسد ..ان تأتي متأخرا خير من ان لا تأتي بدا، والاعتراف بالخطأ فضيلة.

وأكد الكاتب ان الدولة السورية تواجه اكبر تحديين في تاريخها، الأول : فيروس كورونا

والثاني الازمة الاقتصادية التي يعود تفاقمها الى أسباب عديدة ابرزها القانون الأمريكي (قيصر)، وعقوباته التي تريد عرقلة عملية إعادة الاعمار، وتجويع الشعب السوري، بالإضافة الى التحدي الاكبر المستمر منذ تسع سنوات، وهو المؤامرة التفتيتية للوحدتين الترابية والشعبية السورية.

وأشاد عطوان بالنجاح الكبير للحكومة السورية في تطويقها السريع لازمة تراجع أسعار صرف الليرة السورية بسبب المضاربات الداخلية والمؤامرة الخارجية، وتحسنها من 3000 ليرة الى حوالي 2000 ليرة مقابل الدولار هو مؤشر اولي على تعاف اقتصادي، يأمل الكثيرون في الداخل السوري ان يتطور في الايام والاسابيع القليلة القادمة.

واكد ان استخدام سياسة القبضة الحديدة ضد المضاربين، وبعض رجال الاعمال المحسوبين غاليا على النظام، ومصادرة مئات الملايين من الدولارات، لعب دورا كبيرا في الاستقرار النسبي الذي تعيشه العملة الوطنية السورية في الأيام القليلة الماضية.

وأمل عبدالباري عطوان من القيادة السورية، ان لا يتم استبدال رجال الاعمال المتهمين بالفساد وجرى قصقصة اجنحتهم، بآخرين من الصنف نفسه، وربما اكثر سوءا فسادا، فهذه ظاهرة يجب ان يتم إقتلاعها من جذورها كشرط أساسي لاي تقدم وتعاف في سورية.

وقال في نهاية المقال ان الغالبية الساحقة من رجال الاعمال في سورية كونوا ثرواتهم الضخمة بسبب الفساد، وحماية الدولة، او بعض رجالها، وتفشي المحسوبية، ومعايير الولاء الزائف، وحان الوقت لإعادة هؤلاء الملايين من الدولارات التي جرى نهبها الى خزينة الدولة وعرق الشعب، والوقوف بالتالي في خندق الدولة السورية، خاصة في هذا الظرف الصعب الذي تتعاظم فيه المؤامرة، ويصبح اكثر من 80 بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر.

ونصح الحكومة السورية الى الاخذ بعين الاعتبار الى معاناة الشعب السوري الذي تحمل الكثير طوال السنوات الماضية،لاسيما وانه اثبت اعلى درجات الولاء والانتماء والحفاظ على وحدة بلاده الوطنية، وهذا الشعب يملك العديد من الكفاءات “غير الحزبية” التي تستحق ان تكون في الصفوف الامامية أيضا، لانه كان يقدم كل هذه التضحيات انطلاقا من وازع وطني مجانا ودون أي مقابل.

حول الموقع

سام برس