سام برس
استطلاع/ هيثم القعود

مع زيادة معاناة اليمنيين وحصارهم الجائر الممتد لخمس سنوات كاملة من قبل تحالف المملكة العربية السعودية ما كانت النتيجة من تلك الحرب إلا انها اضعفت كاهل اليمنيين ودهورت وضعهم المعيشي ومستوى دخلهم الاقتصادي.

حيث تم تصنيف اليمن مؤخراً من قبل الأمم المتحدة كأسوا بلد يعيش أسوا أزمة انسانية في العالم. الأمر الذي ليكن على اليمنيين فحسب بل على اللاجئين الافريقيين والقادمين من الحدود اليمنية الذين حقيقة لا يدركون خطورة الوضع الكارثي في اليمن لكن معظمهم يظنون بأنهم سوف ترحب لهم الأرض بما وسعت لكن خيبة أملهم أن لقوا اليمنيين أنفسهم هم من يبحثون على الأمل ولقمة العيش الهنية في ظل ظلام معتم الرؤية. حيث أظهرت الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة أن اللاجئين الصوماليين يمثلون 90 بالمائة من اللاجئين وطالبي اللجوء في اليمن.

حيث خلفت المعاناة أوضاعاً معيشية وصحية متردية للغاية، جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وألقت بانعكاساتها السلبية على اللاجئين والمهاجرين من منطقة القرن الإفريقي.

على الرغم من هذه الإجراءات ، ينظر اليمنيون إن الآلاف من المهاجرين الأفارقة وطالبي اللجوء يواصلون التدفق إلى البلاد عبر المعابر الحدودية غير القانونية ، حيث أن السلطة على المعابر البرية والجوية والبحرية اليمنية ممزقة بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية وجماعة أنصارالله في صنعاء دون أي تنسيق ، مما يجعل من الصعب على الحكومات المتنافسة احتواء الفيروس التاجي.

فيما وتحذرالمفوضية العليا للاجئين باليمن ان اللاجئين الآفارقة هم "الأكثر عرضة لخطر تفشي وباء كورونا نتيجة عدم الوصول الى رعاية صحية دون المستوى المطلوب وإمكانية الوصول غير الكافي إلى المياه النظيفة والصرف الصحي والخدمات الأساسية الأخرى.

كورونا .. واللاجئين الافارقة

بعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الصحة اليمنية في العاصمة صنعاء في مايو الماضي عن تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس لدى لآجى صومالي عُثر عليه ميتاً بأحد فنادق صنعاء، أصبح المهاجرون واللاجئون الأفارقة منبوذين بشكل متزايد، حسبما قالت الأمم المتحدة ومهاجرون. ويرجع الخوف من استقبال اللائجيين الافارقة بسبب عوامل عده اهما: تدهور البنية التحتية للنظام الصحي في اليمن, وضعف الاقتصاد القومي للبلد, وانتشار الامراض: كالمكرفس, حمى الضنك, الكواليرا, واخيرا فيروس كورونا..
وغيرها من الأمراض التي فتكت باليمنيين نتجية تدهور النظام الصحي في اليمن.

ويرجع ذلك إلى إن اليمن بات منهكا بسبب سنوات الحرب الطويلة، وأصبح بالتالي غير قادر على مواجهة تفشي فيروس كورونا، في وقت قلصت فيه وكالات العمل الإنساني التابعة للأمم المتحدة برامجها وأصبحت المنظومة الصحية في البلاد منهارة. ناهيك عن توافد اللاجئين الى اليمن وما يشكلون طين اضافي يزيد بلة مشاكل ومعاناة اليمنين من الجوع والفقر ونقص الغذاء والمستلزمات الطبية اللازمة وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

حيث أن التدفق للاجئين يمثل عبئا كبيرا على اليمن بل أن المفوضية الساميه للاجئين أكدت أنه ليس بمقدور اليمن وحده أن يعالج مثل هذه القضية، وأن الأمر يستدعي تعاون المجتمع الدولي والإقليمي من أجل معالجة هذه المشكلة.


انعدام الاحتياجات الأساسية للاجئين

الصحفية والناشطة في حقوق اللاجئين تسنيم أمين أردفت: أن الاوضاع التي يعيشها اللاجئون الصومالين والافارقة في اليمن مأساوية. حيث ان معظمهم لا تتوفر لديهم المخيمات الخاصة اضافة الى نقص في المواد الغذائية وانعدام الخدمات الصحية وسوء تعامل الجهات المعنية معهم. وأشارت إلى مدى الحجم الكارثي وعدم اهتمام المنظمات والجهات المعنية بقضايا اللاجئين الأفارقة قد يؤدي الى انتشار مخاطر صحية كفيروس كورونا والكوليرا وحمى الضنك، وغيرها من الأمراض في حال اذا لم تتضافر الجهود في الحد من تقليص توافد اللاجئين عبر المنافذ الحدودية الى اليمن. ونبهت الأطراف المعنية الى المسئولية الكاملة في تحمل واستيعاب اللاجئين خصوصاً وكالات الأغاثة التي تقع عليهم المسئولية.

وأشارت إلى أن الكثير من المهاجرين لقوا حتفهم في البحر، لأن المهربين وأصحاب السفن يرمون بهم على بعد مسافة من الشاطئ، ولعدم تمكن البعض من السباحة مما يسبب كارثة بيئية وصحية على المواطنيين اليمنيين.

أرقام المهاجرين

وتقول إحصاءات منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 150 ألف مهاجر وصلوا إلى اليمن عام 2018، بزيادة ناهزت 50% مقارنة بعام 2017، ووفق المنظمة نفسها فإن أكثر من 107 آلاف مهاجر وصلوا إلى الأراضي اليمنية منذ بداية العام الماضي وإلى نهاية سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

وكان تقرير للمنظمة التابعة للأمم المتحدة ذكر أنها سهلت العودة الطوعية لأكثر من 24 ألف مهاجر غير نظامي من أفريقيا في اليمن إلى أوطانهم في الفترة بين عامي 2010 و2018، أغلبيتهم الساحقة من إثيوبيا (18 ألفا و646)، فضلا عن 3889 مهاجر من الصومال، و1460 من السودان، و74 من جنسيات أخرى. ومع تزايد المخاوف من فيروس كورونا المستجد، تقول منظمة الهجرة الأممية إنه يجري نقل المهاجرين قسرا خارج المناطق الحضرية إلى أماكن يصعب الوصول إليها، ومن بينهم أكثر من 1300 شخص نقلوا من الشمال إلى الجنوب منذ أواخر أبريل/نيسان.


جهات غائبة

الناشط في منظمات المجتمع المدني باسل الدره شدد:على ضرورة تشديد الاجراءت ومنع الدخول موقتاً الى مناطق اليمن نظراً للوضع المعيشي والصحي الكارثي الذي يعشيه اليمنيين في الظروف الحالية .وأضاف أن "قطعًا كبيرة من المهاجرين الأفارقة تدخل المناطق اليمنية كل يوم بشكل غير قانوني ولا تخضع لأي فحوصات طبية لفيروس كورونا " . وقال باسل الدره "ان زيادة التدفق للاجئين يفاقم من المشكلة في ظل تحديات العمل الإنساني في اليمن جراء النزوح الداخلي، وأهمها ضعف أجهزة الحكومة والخدمة الأساسية التي تقدمها الدولة، وضعف تنسيق الجهود بين المنظمات الدولية والمحلية والحكومة اليمنية. وأضاف باسل " أن زيادة أعداد اللاجئين تؤثر بصورة سلبية على الاقتصاد اليمني الذي يعاني من مشاكل كثيرة وجمة، بسبب أن بعض المهاجرين مؤهلين للعمل وينافسون اليمنيين في ظل ارتفاع معدلات البطالة، ناهيك على ان دخولهم للدول المجاورة يدفع تلك الدول لتشدد من إجراءاتها الأمنية مما يمثل عبئا إضافيا بالنسبة للمهاجرين أو المغتربين اليمنيين إلى دول الخليج وغيرها من البلدان الأوربية.

حول الموقع

سام برس