بقلم/ د.علي أحمد الديلمي
أصبحنا جميعا مشاهدين لما يجري في بلادنا والكثير منا يحاول تقديم أي شئ يستطيع أن يقوم به من أجل اليمن وهو أقل مايمكن أن يساهم به أي يمني ينظر إلي نفسه أنه مكلف ومسؤول أمام نفسه وأمام الله وأمام اليمنيين في واجبه أمام وطنه فاليمن تمثلنا جميعا وهدفنا أن تكون بلادنا دوله مؤسسات فيها عداله وقانون ومساواة لجميع اليمنيين دون أي تمييز .

فالحرب المستمرة الان لست سنوات متتاليه دمرت البنيه الاجتماعيه والاقتصاديه وغيرها ومع ذلك فإن الوضع المتدهور في اليمن سيعود أجلا أو عاجلا إلي نقطة النهايه لكن المهم كيف سيبداء اليمنيين بعد توقف الحرب في إعادة التوازن للوضع الداخلي وهل هناك إمكانيه لعودة المجتمع اليمني لحالة الاستقرار والدوله وهل اليمنيين إذا ماتوقفت الحرب قادرين على الخروج من نتائج الحرب وبناء الدوله والتوافق والشراكة في إدارة السلطه .

إن المراقب المنصف للوضع في اليمن يستطيع أن يعيد السبب في ذلك إلي فشل النظام السياسي ونظام الحكم في اليمن والنخب السياسية كونها لا تمثل كل الشعب اليمني ولذلك فشلت ولم تستطيع تعزيز دورها وتحقيق الاستقرار والتنميه والقبول من كل مكونات الشعب اليمني .

مرت اليمن بالكثير من التسويات والاتفاقات السياسيه قبل قيام دولة الوحدة وفي ظلها وكلها أثبتت فشلها وأنتجت حروب وصراعات تعاني منها اليمن حتي اليوم ويمكن أن نستنتج أنه حتي لو توقفت الحرب فإنها ستؤدي إلى خلق حالة من فراغ السلطة والفوضى وهو ما يمكن أن يستمر لسنوات في ظل هذه الظروف ستظل القوى السياسية الحقيقية الوحيدة الفاعلة على الأرض هي الجماعات المذهبية والدينيه حزب الإصلاح الاخوان المسلمين وأنصار الله الحوثيين ولن يتسبب ذلك سوى في تعزيز دورهم السياسي وسيتحول اليمن إلي ساحة لإدارة الحروب الصغيرة بالوكالة وفي أحسن الأحول إذا تم الوفاق والتوافق بين أنصار الله والإصلاح على الشراكه وتقاسم السلطة فإن ذلك سيؤدي بالنتيجة إلي تأجيل الحروب الي حروب مستقبليه في ظل عدم وجود وغياب مشروع وطني جامع يؤسس لبناء دولة تحقق العدالة والمساواة لجميع اليمنيين وفق أسس مقبولة من جميع فئات الشعب مع الأخذ بعين الاعتبار بإن باقي المكونات اليمنية في الشمال والمكونات الجنوبية إن لم تشملها تسويه شامله فإنها ستكون الشرارة لاستمرار الحروب الداخليه والصراعات المناطقية بين اليمنيين .

و لعل أهم الأسباب في ذلك

أولا تم تصنيف بلادنا من ضمن الدول الفاشلة على مستوي العالم والوضع الاقتصادي متدهور وحالة الشعب اليمني في وضع كارثي والموارد محدودة ويتم نهبها بطريقه منظمه ولايتم أستخدامها في مصلحة الشعب وإنما يستفيد منها الفاسدين والمقربين منهم

ثانيا الفساد الحكومي أصبح ثقافة وسلوك فكل من وصل إلي السلطه في اليمن كان أبرز الإنجازات ألتي تم تحقيقها من قبلهم هي كميه المخالفات والاختلاسات وألاثراء من المال العام وهذا يعتبر أكبر ماتم تحقيقه من كل الحكومات المتعاقبة حتي أصبح الشعب اليمني لا يثق بإي حكومه أو سلطه

ثالثا صعوبة الوفاق الوطني تأتي من خلال أصرار كل طرف من المكونات اليمنية المتصارعة على السلطه بأنها قادرة علي أستبعاد ألاخرين وأن تتمكن من الحكم متفردة وهذا أثبت فشلة على مرور تاريخ اليمن

وفي ظل الحديث والانتظار لصدور قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل حكومه جديده فما هي الفائدة من مثل هذه الحكومة وهي محكوم عليها سلفا بإنها حكومة فاشلة وغير قادرة على تقديم أي شئ جديد وهي حكومه تتلقي التعليمات ولا تشارك في صنع القرار وتحمل المسؤوليه والأهم من ذلك أن أي حكومة اليوم غير قادرة أن تمثل كل الشعب اليمن هي مجرد إعادة للوضع المتدهور في اليمن وإنتاج لصراعات وحروب جديدة بين اليمنيين .

سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس