بقلم /حمدي العكيش

لقد عملت الإمامة الكهنوتية على طمس هوية اليمن وطمس معالمه التاريخية وسلبت من اليمنيون حريتهم وامتهنت كرامتهم وداست على احلامهم لقرون من الزمن حتى أتت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد لتعيد لليمن هويته ولليمنيين وطنهم وتاريخهم وحريتهم وكرامتهم

إن ثورة 26سبتمبر لم يكن قيامها بالأمر السهل ولا بالهين مقارنة بباقي الثورات والانقلابات العسكرية التي حدثت في المنطقة في تلك الفترة فبرغم الإحتياطات الامنية المشددة التي قام بها النظام الملكي لحماية عرشه ومملكته خصوصاً بعد محاولات الانقلاب العديدة التي وقعت انذاك وكانت أولها في الثلاثينيات ثم المحاولة الثانية في ٤٨ ثم محاولة الاطاحة الثالثة في ٥٥ فهذا ما جعله يعمل على تشديد الإجراءات الأمنية لحمايه العرش وقد كان هذا النظام يجازي كل معارضيه بالاعدام المباشر امام أبناء الشعب في الميادين العامه لتخويف البقية وبث الرعب في قلوب من يفكر في الانقلاب عليه مجدداً وايضاً عمل هذا النظام على كسب ود بعض شيوخ القبائل ليعملوا على حماية ملكه إضافة الى كثرة الامراء من ابناء هذة الاسرة الحاكمة الذين كانوا يمسكون زمام الامور في البلد ويتحكمون بكل مفاصل الدولة..

فقد كان من الصعب جداً الاطاحة بهذا النظام مقارنة بباقي الانظمة الحاكمة في البلدان العربية وممكن يكون النظام الملكي في اليمن أقوى نظام ملكي محاط بأقوى حماية له في المنطقة وعلى مستوى الشرق الاوسط!!

وبالرغم من كل هذا الا ان الثوار نجحوا بالإطاحة بهذا النظام والاستلاء على الحكم وبرغم كمية الدعم الغير محدود الذي قدمته السعودية للملكية والذي قُدر ب ١٥ مليار دولار ودعم الاردن وبريطانيا وإسرائيل التي ضلت تدعم الملكين بالسلاح والعتاد لأكثر من سنتين الى جانب المرتزقه الأجانب الذين استجلبوهم من كل بلدان العالم والذي بلغ عددهم ل٢٥٠٠٠ الف مرتزق وبعض القبائل الذين خانوا الثورة و الجمهورية وقاتلوا بصف الملكين ،
كل هذا لأجل إعادة الملكيين إلى الحكم من جديد ولكن كان النصر في النهاية من نصيب أحرار الجمهورية والثوار الذين بذلوا أغلى ما عندهم لنجاح هذة الثورة

وهذا كله إن دل على شي فإنما يدل على أن هذة الثورة لم تكن بالسهل ولا بالهين فقد قدم الشعب اليمني الغالي والنفيس من إجل انجاح هذة الثورة وممكن تعتبر بأنها أكبر ثورة على مستوى الشرق الاوسط في تلك الفترة
وبرغم كل هذة التضحيات التي قُدمت لقيام هذة الجمهورية الا ان هناك من يقلل من هذة التضحيات ويقلل من قيمة هذة الثورة ويستهين بالدور الكبير الذي قاموا به ابطال هذة الثورة

إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد هى أعظم حدث تأريخي حدث لليمنين منذ نحو 58 عاماً ، حدث وطني خالص غير موازين القوى المحليه والاقليمية ورسم خارطة جديدة لمستقبل اليمن وانتشل اليمن من براثن الجهل والتخلف والفقر والأمية الى مصافي الدول المتعلمةوالمتقدمة وقد لمس المواطن اليمني كل هذا التطور في كل المجالات وعاشه بعد سنين قليلة من قيام هذة الثورة عندما بدأ عهد التنمية والتطوير في عهد الزعيم الرئيس إبراهيم الحمدي لولا اعداء الثورة والجمهورية والوطن في الداخل والخارج الذين وقفوا كحجرة عثراء أمام هذة التنمية والتطور والتقدم فلولا اعداء اليمن هولاء واياديهم في الداخل لكانت اليمن اليوم بفضل هذة الثورة في مصافي الدول المتقدمة والمتطورة في المنطقة العربية والشرق الاوسط

لقد نحجت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد في تغيير وجه اليمن في الداخل والخارج فقد نشرت الثورة في اوساط المواطنين الوعي بخطر الامامة وعملت على تذكيرهم بتاريخهم المشرف وتراثهم الحضاري وكيف ان الامامه عملت على طمس معالم هذا التاريخ الذي صنعه أجدادهم قديماً فالأئمة لم يكونوا يمنين بل مستوردين أتوا من الخارج ولهذا عملوا على طمس التاريخ العريق لليمن.

وارسلت رسالة للخارج بأن اليمنيون خلقوا أحرار ولن يعيشوا الا أحرار ولن يرضوا بالذل والهوان ولم يقبلوا الا بالعيش بعزة وكرامة كباقي شعوب العالم فهم ليسوا أقل منهم في شي وانهم قادرين على بناء وطنهم بأيادي وطنية يمنية مخلصة والوصول به الى العلا مهما واجهتهم من عوائق وصعوبات في طريق البناء والتمنية

الرحمة لشهداء ثورة 26سبتمبر المجيد
والمجد للثورة
والخلود لأبطالها
والنصر لليمن

حول الموقع

سام برس