بقلم /م. نضال يحيى العنسي

بروفيسور بريطاني يرفض فكره اقتناء، وشراء تلفزيون، وادخاله الى منزله، وعندما سُئل عن السبب قال: لانه يفرض عليّا افكار لا استطيع ان اناقشه فيها.

إن التفكير،والسؤال، والاستنتاج، وايجاد الحلول هو سلوك الانسان الطبيعي، ووظيفه العقل التي تميز فيه الانسان عن باقي المخلوقات، يجب تشغيله للتفكير، والتدبير في حكمه كل شي بالوجود، من الخطأ تعطيل مميزات العقل عبر تلقي اراء الاخرين، ونظرياتهم بسلبياتها، وايجابيتها دون فحصها بعدسه العقل ، او نقدها، اوتمييز صوابها من خطاها..

وإن الطبيعي هو الاختلاف في الاشكال، والاحجام، والعقول، والغريب هو التشابه مثل ايجاد اكثر من شخصين بنفس الصوره، وإن للعقول تمايز، واختلاف كاختلاف الصور، والاجسام، والملامح بين جميع الناس، وإن الافكار تسمو في مجدها بثقافتها، وتنحط بانحرافها، وضلالها، وتقوى، وتضعف يجب صقلها، وعدم اهمالها..

وواقع حياتنا اليوم يزدحم بالكثير من البرمجيات المرئيه، والمسموعه، والجوالات في مجتمع غالبيته فراغ، وبطاله والتي صارت تؤثر على حياتنا، وتصرفاتنا كليا، سواء بارادتنا، او بدونها، وصرنا كالوعاء الذي تضع فيه ماتريد سواء جيد، اوسيئ دون التفريق بينها.

واصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي عالمنا الافتراضي، والمجتمع غير الحقيقي الذي يعيشه الشخص يوميا مضيعاً لكل وقته الا القليل، واصبح الجوال الذي لايكاد يفارق يد الشخص سواء رجل او امراءه هو القيد الوحيد المحبوب لدى الجميع دون ان يشعروا بثقله، وسجنه، واثاره الضاره بتضييع الوقت، وتاثيره على افكارهم، وعقلهم الباطن بكل مايتلقوه منه..

ورغم مميزات البرمجيات، والجوالات على تقريب المسافات البعيده، الا ان من آثار ادمانها ابتعاد كل قريب، وربما الشخص يعرف الكثير من الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، ويحدثهم، ويعرفون همومه، وافكاره بينما افراد اسرته الحقيقيه من اباء، وامهات،واخوه لايكاد يتفضل عليهم ببعض الكلمات المستفزه، والغاضبه، والمفترض ان يبث همومه لوالديه، او احد اخوانه الذي يستطيع ان سيسعى جاهدا لحل مشاكله بكل نصح، وعطف، والذين يعون تماما واقعه، وحياته بينما العالم الافتراضي، وافراده فهو عالم خيالي لا يعلمون عن واقع الشخص نفسه شي..

ويجب ان نسقي العقول الافكار الصحيحه من منابعها الاساسيه الصادقه، والصافيه، والحذر ان نسقي العقول من كل راكد، وآسن دون تنقيته، وتطبيق مواصفات الصحه، والقبول، والواقعيه عليه، لان العقول هي الجوهر المشع الذي نصونه، ونحفظه من كل فكر باطل، ومشبوه يضر على تلك الافكار..

وافكارنا هي من تعبر عن شخصيتنا، وترسم تصور عن تصرفاتنا، وهي التي تحدد الاسلوب التي تجبر كل من يعرفنا ان يتعامل معنا، وإن للعقول، والافكار رونق انيق اشد جمالاً من هندامه الشكل الخارجي من ملابس وغيرها يجب الاهتمام بجمال تلك الافكار، وتنميتها، وتطويرها، وثقافتها..

وإن العقول هي الفحص الذي يحدد صحة الامور، او خطاها، والتي تميز الشي الجيد من السيئ، وهبنا الله هذه الميزه، والموهبه التي ميزتنا عن باقي المخلوقات يجب عدم اهمال هذه النعمه، او تعطيلها، والحياه دون تفكير ومعرفه الحق، والصواب هي حياه الانعام، بل ان الانسان دون ان يفقه شي من حكمه وجوده، والتفكير في غايه خلقه اضل منها، وصفهم الله في كتابه الكريم بقوله تعالى:

(لهم قلوب لايفقهون بها،ولهم أعين لايبصرون بها، ولهم أذان لايسمعون بها إن هم كالانعام بل هم اضل سبيلا )

حول الموقع

سام برس