بقلم/د.علي أحمد الديلمي
فشل الدبلوماسية اليمنية عنوان برنامج أبعاد في المسار تابعتة على قناة المهرية والذي يقدمه الإعلامي القدير علي صلاح لكن كما يبدو أن توجه القناة المنحاز لطرف سياسي معين أبعد الموضوع عن المعالجة المبتغاة لموضوع بهذة الأهمية ومالفت نظري في هذا البرنامج إتهام كل الكوادر الدبلوماسية بالفشل ودول التحالف بأنها هي من تضعف أداء الدبلوماسية اليمنية ، بينما تم الإشادة بوزير الخارجية محمد الحضرمي لأنة أتخذ موقف ضد الامارات العربية المتحدة ينسجم مع توجهات حزب الاصلاح والإخوان المسلمين في نفس الوقت تم أغفال توجهات الوزير الحضرمي في الاصلاح الإداري داخل الوزارة والقرارات التي أتخذها في أستدعاء كل من أنتهت فترة عملهم القانونية من السفراء والدبلوماسيين وإصراره على عدم التمديد لأي شخص وتنفيذ قانون السلك الدبلوماسي والقنصلي لكن يبدو أن الإصلاحات التي يرغب الحضرمي في تنفيذها سوف تصطدم مع لوبي الفساد في الرئاسة وضغوط حزب الاصلاح وبعض المنتفعين والانتهازيين الذين يرغبون في البقاء في أماكنهم


وفي سطور قليلة سوف أحاول توضيح بعض الأسباب التي أدت إلى فشل الدبلوماسية وسبل المعالجة


يتساءل الكثير عن أسباب غياب السياسة الخارجية اليمنية وضعف الاداء للبعثات الدبلوماسية في الوقت الحالي والأسباب واضحة فساد التعيينات فساد نهب المستحقات تشريد الكادر الدبلوماسي الأصيل وأحلال اصحاب المحسوبية والمناطقية خصوصا من المرتبطين بحزب الاصلاح والإخوان المسلمين وبعض المنتفعين القريبين من رئيس الجمهورية وشخصيات أنتهازية تتربع على عرش السفارات لفترات تجاوزت عشرات السنين غير مكترثين لا بالقوانين ولا بالدستور ولا حتى بالأخلاق


كما أن الاخوان المسلمين ومن فترة طويلة لم يكن لهم تواجد كبير داخل وزارة الخارجية لكنهم بعد أحداث الربيع العربي كان لهم توجة واضح وقوي في سبيل السيطرة علي وزارة الخارجية والدبلوماسية اليمنية من خلال التشكيك بكوادر ها بإنهم من أتباع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والأسطوانة الجديدة التي يرددونها الان أن سبب فشل الخارجية أن معظم الدبلوماسيين متماهون مع الحوثيين وهي حجة من خلالها أستطاعو أستبعاد كثير من كوادر وزارة الخارجية وتعيين كوادر تنتمي لحزب الاصلاح والإخوان المسلمين أو كوادر متعاطفة معهم وتنفذ كل طلباتهم ومعظم هذة الكوادر غير مؤهلة للعمل الدبلوماسي لأسباب كثيرة أهمها معرفة أبجديات مهنة العمل الدبلوماسي .

بينما كوادر وزارة الخارجية تمكنت من أداء أعمالها بدبلوماسية صادقة وكان همهم الأساسي ان تبقي مؤسسة الخارجية تعمل لصالح اليمن وفقا للقواعد القانونية والشرعية التي بموجبها يتم التعامل الخارجي بما يحقق المصلحة الوطنية العليا لليمن مستوعبين ومدركين ذلك من بداية الصراع بين المكونات السياسية اليمنية وصولا الي تدخل التحالف العربي في اليمن حيث ظل معظم الدبلوماسيين اليمنيين وفِي كل البعثات الدبلوماسيية الي جانب القانون والشرعية عملا بمبدأ الوقوف الي صف الدولة وسلطاتها الشرعية المعترف بها دوليا وهذا يؤكد صدق المهنية آلتي تميز بها معظم الدبلوماسيين اليمنيين في تلك الفترة رغم الصعوبات التي واجهتها معظم البعثات الدبلوماسية من تأخر المستحقات المالية من رواتب وميزانيات التشغيل الخاصة بالبعثات الدبلوماسية ورسوم دراسة اولاد الدبلوماسيين والتأمين الصحي


مايهمنا اليوم هو تو ضيح أهم الأسباب ألتي أدت إلي غياب السياسة ألخارجية أليمنية وعدم فاعليتها وفشلها في المساهمة في قضايا أليمن المصيرية من خلال التمثيل المناسب في كل المحافل الدولية والإقليمية


جميعنا يعرف أن ظروف الحرب والأزمات المتلاحقة ألتي تعرضت لها بلادنا كان لها ألاثر الأكبر في عدم تمكن السياسة الخارجية من تمثيل نفسها وعكس القضايا الوطنية ألتي تهم كل أبناء اليمن بسبب الاستقطابات السياسية وعدم قدرة القائمين عليها بالإلتزام بالثوابت الوطنية ومحاولة أرضاء ألاحزاب أو القيادت التي تمثلهم وهذا عكس نفسة علي ضعف الاداء وعدم الفاعلية في التعامل مع الخارج


الكثير من الدول تعرف من خلال السياسة الخارجية ألتي تتبعها لتحقيق الأهداف الوطنية ورعاية مصالح الدولة ومواطنيها حول العالم ومن خلال أهداف ومحددات واضحةوأستراتيجيات مدروسة


اليوم أصبحت الدبلوماسية اليمنية في أضعف حالتها ولا يوجد لها اَي عمل ملموس اليوم كثير من الناس يشكون من تدني الخدمات التي تقدمها السفارات اليمنية في الخارج
ان ماحدث في وزارة الخارجية هو استكمال التدمير الممنهج من استبعاد معظم الكوادر الأصيلة والمؤهلة منابناء المناطق الشمالية والجنوبية واستبدالهم بكوادر دخيلة علي السلك الدبلوماسي من الأحزاب ومن ابناء بعض المسؤولين في السلطة الشرعية ومجموعة كبيرة من المتقاعدين والتي تم إعادتهم للعمل فيد استلام مرتبات وامتيازات فقط دون القيام بإي اعمال
كما يتم العبث بالتعيينات في السفارات وتوزيعها علي الاصحاب والمقربين


إن شرعنة الفساد داخل وزارة الخارجية
اليمنية وسرقة حقوق الدبلوماسيين من مرتبات وحقوق لايمكن السكوت عليها خصوصا وأن معظم ألتعيينات والمرتبات تتم بطريقة مناطقية وحزبية ويتم أستبعاد كل الكوادر الدبلوماسية المحترفة من الشمال والجنوب من الوظائف الدبلوماسية ومناصب السفراء التي أصبحت حكرا علي فئة معينة
عمل ممنهج الهدف منة تأصيل السلوك الاقصائي والمناطقي والحزبي والانتقام من هذة الكوادر وكأنها أصبحت سياسة يتبعها هوامير الفساد من أجل زعزعة الثقة بين أبناء الوطن



فعلا الأوضاع في وزارة الخارجية تحتاج
الي وقفة من الجميع لم يعد هناك وزارة خارجية كمؤسسة متكاملة وهذا شئ طبيعي نتيجة الحرب هناك الْيوم الكثير من الدبلوماسيين الذين تم استدعائهم للعودة بعد استكمال فترة عملهم والنسبة الأكبر منهم الان لم يعد للوزارة اَي تواصل معهم لترتيب اوضاعهم وكل واحد علية تدبير امورة وعائلتة بنفسة وهذا المصير سيواجة معظم الدبلوماسيين الذين يعملون في الخارج وتم استدعائهم وعليهم تدبير تسوية اوضاعهم سواء بالعودة الي الداخل اوالبحث عن مكان استقرار في اَي بقعة في العالم


إنّ الدبلوماسية عمل متكامل من خلالها يتم النجاح أو الفشل وتتمثّل عوامل النجاح في القدرة على إيصال القضايا الوطنية عبر كوادر دبلوماسية مقتدرة ومجربة، أما وقد أصبحت معظم الكوادر الدبلوماسية من خارج السلك الدبلوماسي وغير مؤهلة لهذه الأعمال وكلّ همها هو الكسب المادي وتمثيل وخدمة أحزاب معينة فإنّ الفشل سيكون النتيجة الحتمية.


إنّ المنظمات الدولية والإقليمية هي التي تتحدث اليوم عن المعاناة الإنسانية في اليمن وحقوق الإنسان التي تُنتهك من كلّ أطراف الصراع، في ظلّ غياب واضح من السلطة الشرعية ودبلوماسيتها عن نقل الوقائع والدفاع عنها في جميع المحافل.

وفي الختام نري أنه من الأهمية في الوقت الحالي إحداث عمليات تطوير وتغييرات في الدبلوماسية اليمنية خلال الفترة القادمة تشمل إعادة تقييم الأوضاع الحالية للسفارات وكوادرها.والعمل علي إصلاح كل الاختلالات المالية والإدارية من أجل إعادة المكانة والشخصية الاعتبارية للدبلوماسية اليمنية باعتبارها رافداً حقيقياً للجهد العسكري والمجتمعي في بناء الدولة

سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس