بقلم/ حمدي دوبلة
جميل كل ما قيل عن المخطط الاستراتيجي العام لصنعاء الكبرى (أمانة-محافظة) الذي دشنته حكومة الإنقاذ الوطني يوم امس الأول ممثلا في الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني والذي يأتي في اطار الترجمة الفعلية لمضامين وروح الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وفق خطط استراتيجية للعمران والتخطيط الحضري وبأياد يمنية خالصة كما يقول رئيس هيئة الأراضي ..لكن هذا الحديث أثار شجونا قديمة ونكأ جروحا لم تندمل وأحيا بصيص آمال أوشكت على مغادرة النفوس.

-كان أول مخطط للعاصمة صنعاء، حسب تأكيدات الدكتور حسين مقبولي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية، في العام 1975 وحينها تم تنفيذه عن طريق شركة فرنسية وأن ما تم بعد ذلك من مخططات لاحقة كانت عبارة عن مخططات بقيت في الأدراج ولم تر النور .. مثلها مثل كثير من مشاريع الجمعيات السكنية والمدن الحضرية التي ظلت غصة في نفوس كثير من الضحايا الذين دفعوا كل ما يملكون من أموال وظلوا لسنوات وعقود طويلة يجهلون المصير الذي آلت إليه تلك الجمعيات .

-من آخر هذه المشاريع الحالمة الجمعية السكنية للإعلاميين التي يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل أكثر من عشر سنوات وبالتحديد في العام 2007م تقريبا وحينها تداعى المئات من منتسبي الإعلام ومهنة المتاعب للاشتراك في هذه الجمعية التي قيل انه تم تخصيص قطعة ارض كبيرة في مديرية بني الحارث جوار سوق الخميس إلى الشمال الشرقي من مطار صنعاء الدولي وبالفعل تم فتح حساب في البنك العربي وقام الإعلاميون بدفع المبالغ التي تم الاتفاق عليها كسعر لقطعة الأرض الواحدة المكونة من خمس لبن وكان المبلغ حينها مائتي الف ريال لكل قطعة لكن سرعان ما تعثر المشروع وأوشك الحلم أن يتبخر حتى جاء انصار الله في العام 2014م وأعلنوا فتح باب للشكاوى والمظالم وبحسب آخر الأنباء المتوفرة لدى الإعلاميين المشتركين في هذه الجمعية تم إحالة ملف القضية إلى الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي قبل أن يرتقي شهيدا لتتوقف القضية مجدداً، وحالياً كما أكد على ذلك بعض القائمين على المشروع فإن الموضوع تم أحالته إلى الشيخ /ضيف الله رسام – رئيس مجلس التلاحم القبلي، الأمر الذي جعل الآمال تنبعث مجددا .

– أنظار الإعلاميين اليوم ترنو إلى الشيخ رسام وإلى الرغبة الواضحة من قبل قيادة الثورة الشعبية المباركة في اتمام هذا المشروع وإنصاف أبناء مهنة المتاعب بعد سنوات طويلة من الانتظار والترقب والقلق وما يزيد الأمل في نفوسهم أن عددا من الجمعيات السكنية المماثلة قد رأت النور مؤخرا على غرار جمعية منتسبي الحرس الجمهوري في منطقة العشاش بحدة.

-الآمال الكبيرة معلقة اليوم في قيادة الثورة وفي الشيخ ضيف الله رسام ونجدها فرصة هنا لتهنئته بتجاوز وعكته الصحية سائلين الله له تمام الصحة والعافية والتوفيق في تحريك ملف هذه القضية التي كانت بمثابة حلم جميل يعشش في عقل ونفس كل إعلامي في هذا البلد خاصة وقد قيل بأن هذه الجمعية ستشمل كل منتسبي مؤسسات الإعلام الرسمي على عدة مراحل قادمة.

-قبل هذه الجمعية الخاصة بالإعلاميين كانت هناك جمعية مماثلة للصحفيين والإعلاميين بصنعاء وأيضا جمعية الحتارش الشهيرة وكذلك جمعية «الميثاق» السكنية التابعة لسلاح المهندسين وقد اشترك فيها كثير من المواطنين وباعوا مجوهراتهم ومدخراتهم فيها وكثير من المشاريع المماثلة لكنها تلاشت وتبخرت بسبب أخطاء وممارسات العهود الماضية ..وكل ما نأمله اليوم من قيادة الثورة الشعبية وحكومة الإنقاذ التي وقعت امس الأول اتفاقية البدء في تنفيذ مشروع مخطط صنعاء الكبرى وفقا للمعايير العمرانية العالمية وإنشاء مدن حديثة أن تعمل على معالجة هذه القضايا التي تنطوي على كثير من المظالم التي طالت أعدادا كبيرة من أبناء المجتمع وبما يعيد اليهم حقوقهم وابتسامة غادرت شفاههم منذ زمن طويل .

-لا بد من التأكيد هنا بان معالجة هذا الملف صار أمراً ضرورياً وسيكون ذلك بمثابة الأسس الصحيحة للانطلاق في هذا المشروع الحضري العظيم الذي يتضمن – كما يقول المختصون – آلية تنفيذية مزمنة وأخرى لإصدار المخططات العمرانية والمجمعات الصناعية وكذا برنامج تنفيذي لمنع الاعتداءات على أراضي الدولة وإنشاء قاعدة بيانات وحصر وإسقاط للأراضي الزراعية ومنع البناء فيها وفقا للقانون وكذلك إشهار القائمة السوداء التي وضعتها هيئة الأراضي لأسماء المعتدين على أراضي الدولة.

نقلاً عن الثورة نت

حول الموقع

سام برس