بقلم/د.علي أحمد الديلمي
أستمرار الحرب في اليمن يضعف دور الولايات المتحدة وشروكائها في محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعيد بناء نفسة ويزيد من قدراته في مناطق سيطرة الشرعية ودول التحالف في اليمن وأصبح لدية من الإمكانيات والقدرات مايمكنه أن يسبب الكثير من الإزعاج للولايات المتحدة وشروكائها

إن أستمرار الحرب في اليمن يزيد من قوة تنظيم القاعدة حيث لم يتمكن الأمريكيين من الضغط علي دول التحالف في ضرورة وقف الحرب والبدء في الحل السياسي ومازال الرئيس ترمب يقدم كل الدعم السياسي والعسكري لدول التحالف من خلال عقد صفقات السلاح المستمرة وتقديم الدعم اللوجستي المستمر ورغم ذلك لم تتمكن السعودية والإمارات من أنهاء الحرب في اليمن من خلال الوسائل العسكرية وكل ماحدث في اليمن هو سلسلة من الحروب


في طليعتها حرب إستعادة الشرعية بقيادة السعودية والإمارات والتي لم تحقق أهدافها وظلت الشرعية متواجدة في الرياض وأسهمت في أدخال دول التحالف في مستنقع اليمن وأصبحت هي المشكلة بالنسبة لدول التحالف

حرب الولايات المتحدة ضد تنظيم القاعدة المسؤولين الأمريكيين يعدون فرع تنظيم القاعدة في اليمن هو التهديد الأكبر لميله للقيام بعمليات بعيدة المدى ضد الأمريكيين فتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية حاول تفجير طائرات أمريكية أكثر من مرة ولم ينجح

الحوثيين حملو الحكومة التي انقلبوا عليها أنها لم تبذل جهدا كافيا في حرب تنظيم القاعدة وقد أصدر تنظيم القاعدة بيانا ضد الحوثيين يتهمهم بأنهم "شركاء أوفياء للولايات المتحدة في الحرب ضدهم

أن أمريكا تنظر إلى الحوثيين استنادا لمبدأ عدو عدوي هو صديقي

الحوثيين تمكنو من محاصرة تنظيم القاعدة في مناطق نفوذهم وفككو العديد من خلايا القاعدة في المحافظات اليمنية التي تقع تحت سيطرتهم مما يؤكد أن محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة هدف مشترك بين الولايات المتحدة والحوثيين وإن كان هناك تعارض في قضايا أخرى كثيرة

فيما دعت الحكومة اليمنية الكونغرس الأمريكي إلى تصنيف جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "ندعو البرلمان الأمريكي إلى تصنيف الميليشيا الحوثية منظمة إرهابية فهل تستجيب الحكومة الامريكية لمثل هذه التغريدات.

أما الحرب الأكثر خطورة هي الحسابات الخاطئة لكل الأطراف اليمنية التي تقود حروبها ضد بعضها البعض بالوكالة لخدمة أطراف خارجيه في اليمن :

هناك أيران تستغل أستمرارالحرب في اليمن لأزعاج خصومها وبالذات الولايات المتحدة والسعودية حيث تستغل أيران علاقاتها مع الحوثيين وبعض المكونات الجنوبية حيث أعترضت البحرية الامريكية بعض شحنات الأسلحة الإيرانية الي اليمن حيث أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن مخاوف بلادها من نوايا إيران لزعزعة استقرار اليمن تقريرات كثيرة تؤكد تدفق مزيد من الأسلحة والأموال من إيران لبعض «أتباعها» في اليمن تلك ليست «مبالغات» أو «دعاية» مضادة لإيران اليمن -حتى من دون إيران- «قنبلة موقوتة» في وجه أمن الخليج. وفي لعبة المصالح والتجاذبات السياسية الإقليمية يصبح طبيعياً أن تلعب إيران -مثلما يلعب غيرها- بأي ورقة إقليمية متاحة واليمن «ورقة» سهلة في ظل المرحلة الانتقالية الحرجة التي يمرّ بها

تركيا أيضا تعمل من خلال وكلائهاويظهر أن النشاط العسكري والتحضيرات الغير مسبوقة والتي يتم التحضير لها من قبل الجماعات المسلحة التابعة لحزب الإصلاح والإخوان المسلمين من أجل خوض معركة الساحل الغربي هي في أطار رغبة تركيا أن يكون لها تواجد أكبر من أجل الاستفادة من وضع جيوإستراتيجي أقليمي يمكنها من بسط نفوذها على قوس البحر الأبيض المتوسط وتتمكن من إعادة حلفاءها الاخوان المسلمين في بسط نفوذهم على مناطق الساحل الغربي ومحافظة شبوة وحضرموت حتي تتمكن من مواجهة دول التحالف وإضعافها في سبيل الحد من تدخلها في مناطق النفوذ التركي في قوس البحرالابيض المتوسط

أن العواقب المخيفة لمثل هذه الحروب هي في تهديد الملاحة البحرية في البحر الاحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والجزيرة العربية بشكل عام مما سيؤدي إلي تهديد المصالح التجارية والاقتصادية لكثير من دول العالم

إن إستمرار مثل هذه الحروب تضعف من أستراتيجية الولايات المتحدة الامريكية في محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب رغم العمليات العسكرية التي قامت بها الامارات العربية المتحدة بدعم أمريكي للحد من تواجد تنظيم القاعدة في بعض مناطق حضرموت والجنوب وفي ميناء المخاء وغيرها إلا أن المخاطر أصبحت أكبر في ظل أستمرار الحروب المتعددة داخل اليمن وتغير نمط التحالفات السياسية والعسكرية وتعارض المصالح والنفوذ

تبدو صورة الوضع السياسي والاقتصادي اليوم في اليمن قاتمة على نحو متزايد ويبدو أن مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيث غير قادر على تحريك أي شئ وأصبحت اليمن في ورطة بسبب تربع سلطة فاسدة لم تستطيع تجنيب اليمن حربًا مدمرة وفشلت في حل النزاعات بين النُخبةولم تعمل على إحداث تغيير جذري في الاقتصاد السياسي الفاسد الذي أنهته هذه المعارك وبدلاً من ذلك وعلى مدى ست سنوات استغلت نخب النظام حالة الإرباك وتبنّت تكتيكاتٍ تقتنص بها ما استطاعت من الغنائم داخل الدولة في الوقت الذي يزداد فيه تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية التي ترهق الشعب اليمني ما فتح الطريق أمام الإحباط بشأن العملية السياسية وما تقود إليه

الأمل يظل معقود على تيار جديد يحملة مجموعة من أبناء اليمن الخيرين يؤمنون بالحياة لجميع اليمنيين والعيش المشترك وبأهمية الدولة ومؤسساتها والقانون والعدل والمساواة وأحترام العلاقات مع المحيط الإقليمي والعالم التغيير قادم والزمن يحكم حكمة.

سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس