بقلم/ حسن الوريث
من يخاف من كلمة الحق ويخشاها يجمع حوله من يقول الباطل ويتبناه .. ومن يخاف من صوت الحق يعمل المستحيل ويستخدم كافة الأساليب والوسائل المشروعة وغير المشروعة لإسكات هذا الصوت ..

وبالتأكيد حين يفشل في مهمته فإنه يلجأ إلى استخدام كافة الأوراق للضغط على صوت الحق .

لقد فكرت كثيرا قبل كتابة هذا الموضوع ولكن كان لابد من توضيح بعض الأمور للجميع وخاصة لكل أولئك الذين لم تنقطع استفساراتهم عن سبب انقطاعي عن الكتابة في الآونة الأخيرة وسوف أعيد هنا ماقلته سابقا أنني تعرضت لضغوط هائلة وكبيرة وقوية منها الإقصاء من العمل ووصلت إلى حد التهديد بالقتل وأيضا أبعاد أبنائي واقصائهم من أعمال معينة ولو بطريقة غير مباشرة وهناك الكثير من الأساليب التي تم استخدامها لمنعي من الكتابة وكما تعلمون فإن كل ذلك لم يمنعني من قول كلمة الحق والاستمرار في الكتابة لايماني المطلق بأن هذه رسالتي تجاه بلدي وأبناء وطني مهما كانت الضغوط والتهديدات لكنهم اتجهوا إلى أشخاص اعزاء عليا للضغط عليهم وتهديدهم بطرق مباشرة وغير مباشرة لمعرفتهم بان ذلك سيجعلني اتوقف فورا من اجل أولئك الأعزاء الذين لايمكن ان اتسبب في ان يلحق بهم أي ضرر بسببي وهو ما حدث فعلا فقد توقفت حتى لا اكون سببا في إلحاق الضرر والأذى بهم .

التساؤل هنا هل هؤلاء الذين يريدون بناء دولة حقيقية نظيفة يدركون أن تكميم الأفواه ليس هو الطريقة السليمة والصحيحة لبناء الدولة بل أنه يعمل على أحداث خلل في ذلك البناء على اعتبار ان التسلط والديكتاتورية يهدم أركان الدولة ويقوضها ؟ وهل يدرك هؤلاء الذين يتغنون ليل نهار برؤية وطنية قادمة ان تكميم الأفواه ضعف وليس قوة وان من شروط بناء الدولة هو كفالة حرية التعبير عن الرأي ؟ وهل يدرك هؤلاء أنهم نقموا على من سبقهم بسبب قمعه للحريات والصحفيين وحبسهم والتضييق عليهم لكنهم سرعان ما اتخذوا نفس تلك الأساليب وانتهجوا نفس السياسات ؟ وهل سيدرك هؤلاء معنى ان تناقض افعالهم مع أقوالهم في هذا الأمر ليس في صالحهم فهم يتحدثون عن حرية الرأي والشعوب الحرة التي تثور ضد الظلم والطغيان ودعم حرية الكلمة في مواجهة الأنظمة القمعية والظالمة لكنهم هم من يقمع الأصوات الحرة والأقلام الشريفة ؟.

في نهاية هذه السطور لابد أن يعرف هؤلاء ان مايقومون به يبث رسائل سلبية إلى الناس عن ذلك التناقض الكبير بين الأقوال والأفعال عن حرية الكلمة والتعبير والحرية والكرامة لكنهم يقمعون كل من يتحدث ويقول كلمة الحق ويقدم النصح لهم ويؤكد عجز وضعف وليس قوة .. من يخاف الكلمة فهو اما فاسد أو عاجز أو ظالم وهو في كل ذلك أيضا ضعيف ..

عموما .. ساقول لكم .. الضغط عليا والإقصاء والتهميش والتهديد بالقتل لم ولن يجعلني اتوقف .. الضغط عليا عن طريق إقصاء الأولاد لم ولن يثنيني عن قول كلمة الحق .. لكن الاتجاه إلى أشخاص اعزاء عليا للضغط عليهم لإيقافي ومنعي من الكتابة ربما نجح إلى حد ما أتدرون لماذا ؟ لأني لا اريد ان اتسبب في إلحاق الضرر والأذى بهم؟.

وختاما .. اعتذر من أولادي الذين تسببت في اقصائهم وابعادهم من أعمالهم .. واعتذر من كل الأشخاص الأعزاء الذين تعرضوا للضغوط والتهديد بسببي.. واعتذر من كل الأعزاء القراء والمتابعين بأني توقفت عن الكتابة ومواصلة رسالتي ليس خوفا ولكن حفاظا على سلامة أولئك الأعزاء.. ولتعلموا ان كل ما اكتبه واقوله يعبر عن رايي ووجهة نظري وانا مسئول عنه لوحدي واتحمل تبعاته.

وساقول.. لاعزاء لأولئك الضعفاء والفاشلين والفاسدين الذين يحاربون كل من يقول كلمة الحق خوفا وهلعا منها .. ولا عزاء لكل من يقول للناس بأنه يريد بناء دولة حديثة بينما يخاف من كلمة الحق بل ويحاول تدميرها وتجميع كل من يتبنى الباطل حوله .. والأكيد ان كل تلك التصرفات هي عبارة عن رسائل سلبية عن رؤى وهمية وصورية وليست حقيقية .. ومن يريد بناء دولة نظام وقانون عليه ان يسمح بحرية التعبير لا تكميم الأفواه.. فهل وصلت الرسالة ويكون هناك من يوقف هؤلاء عند حدهم وتكون دولتنا نموذج في المنطقة خاصة بعد أن استعدنا قرارنا وتخلصنا من الوصاية ام ان الوضع سيبقى ويستمر؟ والى ذلك الحين أعلن توقفي عن الكتابة حتى لا اتسبب في أذية أحد .. مع خالص أمنياتي لوطني بالتقدم والازدهار والتطور وان اراه بلدا ديمقراطيا تزدهر فيه الحريات .

حول الموقع

سام برس