بقلم/ معاذ الخميسي

▪لم يذبل الحب..ولن يموت الشوق..ولا يمكن ان يشفى الألم..ولا أن يتلاشى الحنين..وصعب أن نطوي الحزن إلى بعد حين..مهما فعلت نعمة النسيان أو تعاقبت السنين.!!

▪ماكان..هو باقٍ نستحضره في كل وقت وآن..نمر على محطاته..ونُلملم حكاياته..ونتوقف عند أحداثه..ولا ننسى أفراحه واتراحه..ولا أعوامه وشهوره وأيامه..!!

▪ صعب أن يغتالنا النسيان..أو أن نفرط في الحب والود والحنان..ولا أن نقفز على أحلى وأجمل الأيام..يوم أن كنا في القريب وزمااااان..!!

▪ كان لنا أشياء كثيرة..جميلة..وكبيرة..ولذيذة..وكان طيباً..وودوداً..وصارماً..ودافئاً..وقوياً..وناجحاً..ومتميزاً..ومقاتلاً في دنيا المتاعب.. والعجائب..!!

▪ نفض غبار سنينه العجاف مبكراً..وتخلص من هموم وغموم الحياة وهو لم يسترح بعد.ولم يأخذ النفس العميق والطويل هادئاً..مطمئناً..بعد أن يكون قد طلق الكدّ والنكدّ..!!

▪عاش زاهداً ونزيهاً..يخاف كثيراً من أن يقترب من مال حرام..وحين أسندت إليه مسئولية هامة بقرار جمهوري في الحبيبة عدن..لم يحسب حساب الأرباح..بل ظل يعدّ الخسائر من وقته وصحته وابتعاده عن أهله وتركه لابداعاته الأخرى وسفرياته المتعددة..وبقاءه لسنوات يكافح بإقل مما كان عليه..وبسيارته الخاصة..ومسكن إيجار..!!

▪ كم تحمل من منغصات..وموجعات..وتوجيهات من عديمي الضمير الذين يسكنون بروجهم العاجية في مسقط الروح(صنعاء)..وتجاوزها على مضض..حتى وهو يُستدعى خارجياً للتكريم..كان هناك من تحول له في الداخل إلى غريم..!!

▪ ما أطيب قلبه..وما أحلى روحه..وما انبل وده وتعامله..حتى مع الذين لا يستحقون..ولا يمكن أن يعتدلون..!!

▪ صافي القلب..ونقي السجية..وبهي الحب والود..لا يعرف اللؤم..ولا يختزن الضغينة..ولا يضمر الشر..ولا يفكر بالانتقام..ولا يستند للحسد ولا للحقد في أي وقت وحال..!

▪ تسع سنوات مرت..وكل تفاصيله لم تمر..كأننا لم نفترق بعد..ولم يكبر إبنه الأكبر محمد ويذهب للغربة..ولم يكمل ضياء تخصصه وتميزه في جامعة عدن وصار أباً لغيث وليث..ولم يتألق صغيره (حماده) ويخوض تجربة إحترافية في كرة القدم بأوروبا ويستقر هناك منذ عام !

▪كان كنزه الوحيد(أولاده) وثروته التي نماها..وهاهم يسألون الله التوفيق ويستندون لدعاء ووقفة(والدته ووالدتهم) ليتجاوزوا مُرّ السنين !

▪وعبدالواحد..الذي فارقنا..وأوجعنا غيابه..ارتاح من الأسوأ..والأبشع.والأفظع..فمنذ 8 ديسمبر 2011م وحتى اليوم 8 ديسمبر 2020م مات بموته كل شيء جميل..مات الحب..ومات النقاء..ومات الوفاء..وماتت الرحمة..وماتت الحرية..والشهامة..وماتت أيضاً المرتبات..ومات عبد الواحد قبل ان يموت كمداً والماً وقهراً..!

▪ رحمة الله تغشاك يا أبي وأخي وشقيقي..ومغفرته ورضوانه.

حول الموقع

سام برس