سام برس

سام برس/ فن / احمد الشاوش

يُعتبر يوم العاشر من ديسمبر من كل عام ، يوماً حزيناً في حياة الشعب العربي ، برحيل الفنان الكبير أبوبكر سالم بالفقيه ، أحد عمالقة الفن اليمني والخليجي والعالم العربي ، تلك الاسطورة الفنية التي جمعت بين الصوت الجميل واللحن الساحر والموسيقى الراقية والكلمات البديعة والاحساس الفريد والحنجرة الذهبية التي الهبت مشاعر عشاق الفن العربي والطرب الأصيل .

ومن المفارقات العجيبة والامل الكبير وبطموح وإرادة بلاحدود تحول الحلم الى حقيقة في زمن الانهيار، بتنظيم احتفالية بالذكرى الثالثة لرحيل الفنان الكبير ابوبكر سالم بالفقيه ، وان يحتفي مركز " كيان" الثقافي في البيت اليمني للموسيقى بالعاصمة صنعاء ، بذكرى رحيل اسطورة الفن العربي ، تحت عنوان " من يشبهك من" في زمن الجحود والعجز والاعاقة ، بحضور نُخبة من الادباء والشعراء والمثقفين والإعلاميين والفنانين.

وقدم الاديب والشاعر والمثقف زياد القحم بصوته والرائع الفعالية كبار الشخصيات والضيوف المشاركة والمداخلة مع عدد من الهامات بثقة كبيرة ، بالإضافة الى الدور الكبير الذي قام به الاديب والشاعر أوس الارياني في الاعداد والتحضير والتصميم للفعالية التي أثارة شجوناً واستحضرت روحاً طيبة وصوتاً نادر والحاناً وقصائد عظيمة لعملاق نادر.

وتم انزال رابط المشاركة عبر تقنية الزوم

ورمز الدخول 666666https://zoom.us/j/93302829104...

الموسيقار يوسف عزيز:

وفي مشاركة رائعة للموسيقار العراقي والفنان العربي يوسف عزيز ، عبر تقنية "الزوم "قدم مجموعة من الفيديوهات عن عمالة الفن العربي ، مستعرضاَ الموهبة الفريدة للفنان الراحل أبوبكر سالم بلفقيه ، مستعرضاَ جمال الصوت وطبقاته وحلاوة اللحن وبراعة الكلمات والقدرات والاحساس النادر المُحلق في سماء الاغنية اليمنية والعربية.

وتحدث الموسيقار يوسف عزيز ، عن طبقات صوت "أبو أصيل" الذي يُحلق بجمهور الفن والمستمع والمشاهد من الأرض الى الى سماء الخامة الجميلة والطبقات العجيبة وقوة الإحساس والأداء المُذهل في كل مقطع فيديو ، ويضرب مثالاً على ذلك الصوت الساحر والحنجرة الذهبية في ترديد " يازمن يكفي ترى الحال أستوى والجور والنكران".

وتحدث الموسيقار العراقي ، عن مقدرة ابوكر على إعطاء التعبير الرائع وإعطاء الجملة حقها بشكل باهر ضمن فلسفة الأداء والجمال والتركيز في رائعته " سامحك ربي لما هذ الجفاء".

وركز الفنان العراقي على طبقات الصوت وحالة الاسترخاء والأداء الساحر والصوت المذهل في أغنية بحفلة ابها مؤكداً على استثنائية " أبو أصيل " والانسجام والتنسيق بين الأداء والغناء والايقاع ومسايرة الموسيقى في حالة " تجلي " عجيبة ، دون أن يخرج عن الإيقاع والوزن كما في اغنية " ليلي مسافر ودمعي ما أكتفى".
يتواصل الجمال والفن الأصيل والشهقة الجميلة التي اطلقها الفنان أبو بكر سالم من الروح في " ليلي مسافر وليلي ما اكتوى ، صاعداً بالأغنية والاحساس الى السماء بلهيب اداءه، كما في اغنية " يالهفتي المشتاق شوقي ما ارتوى يلهب لهيب النار".

وختم الموسيقار والفنان العراقي يوسف عزيز مداخلته عبر تقنية الزوم بإن الفنان الكبير ابوبكر سالم مدرسة ومرجع فني فريد أعجز كبار الفنانين ، متمنياً ان يُكرم أسطورة الفن اليمن والعربي والعالمي بـ " تمثال" في اليمن في صنعاء وحضرموت .. وختم مداخلته بالترحم على فراق الك الهامة والقامة الفنية التي ماتزال وستظل تعيش في قلوبنا جميعاً.

ثم قرأت الشاعرة ليلى حسن ، مقالاً فنياً رائعاً للشاعر عبدالاله الشميري ، تحدثت فيه عن قصة الرحيل الموجعة لظاهرة كونية مرصعة بنكهة البن اليمن الأصيل والعسل الدوعني ، واسترسلت في مناقبة وحنجرته الذهبية والطرب الأصيل .
وذكرت بالصوت الجميل والموشحات الدينية والصوفية ، قائلة لم يكن ابوبكر سالم مطرب ، بل شاعر واديب ومفكر وانسان نبيل وفي قمة التواضع والبساطة والقيم والوفاء أثر فينا جميعاً.
أوس الارياني:

وأستعرض الاديب والشاعر والمثقف أوس مطهر الارياني ، مجموعة من أعظم وارقى اعمال الفنان أبوبكر سالم بالفقيه من خلال اختيار وعرض عدد من الفيديوهات والمقابلات الفنية التي أسرة جمهور الفن والطرب ، مشيراً بإن مسيرة الفنان " أبو أصيل" واغنياته تجاوزت 300 أغنية تفرد بها الفنان الكبير والمبدع بطبقات صوته الجميلة والاحساس الكبير والالحان الجميلة والكلمات الرائعة والموسيقى الراقية ، واستعرض " الارياني " عدد من الخيارات الصعبة للأغاني الرائعة التي سلبت عقول ومشاعر وقلوب الامة .

ولفت الى بعض المقابلات الفنية الرائعة مع الفنان ابوبكر سالم خلال اقامته في بيروت وأحد شعراء لبنان في التسعينات مع الإعلامي الرائع مقدم البرامج الفنية " زاهي" ، وخروج أبو أصيل من لبنان بسبب الحرب الاهلية عام 1975م ، وركز على انعكاس احساسه الشخصي وذكرياته في بيروت واداءه.

واستعرض الارياني بعض المشاعر الفياضة والاحساس الرهيف و النادر والضمير الحي للفنان اليمني والعربي الذي وصل الى حد " الدموع" ، عندما اتصلت بالبرنامج أحد الفنانات وعجزت عن التعبير في حق اسطورة الفن "ابوأصيل " وتأثره الكبير بالكلمات والوفاء والاشادة والنجومية والتميز بصورة عجز عن تمالك نفسه ودمعت عيناه ، قائلة انت قامة فنية كالشجرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء.

وشكر الشاعر أوس الارياني ، مجموعة أبو أصيل فني الذي انتقى منه بعض الفيديوهات وعرضها للجمهور الذي شارك في الفعالية التي نضمها مركز " كيان " في بيت الموسيقى بالعاصمة صنعاء.

وتحدث " الارياني" عن الأغاني الجميلة والصوت الاجمل واللحن الأصيل والكلمات العظيمة ، التي تميز بها الفنان ابوبكر سالم ، من بينها .. الله لطيف الله .. سر قلبي ،،، وتطرق الى " الآهات" الكثيرة وبراعة الفنان ، وركز على موضوع التعبيرات .. الحب له بشه لي ما عرف قدر المحبة صعلوك في قدر الصعاليك وطاب السمر قطب قلبي.

وذكرنا أوس الارياني ، بوالده الشاعر الغنائي الكبير مطهر الارياني ، عندما سمع تسجيل أغنية " "حجة الغائب معه.. أرحمونا فضيله من لهيب الهوى " والمغزى الكبير بعد ان أصبحت الرحمة توسل ، متأثراً بها كثيراً.

الفنان شرف القاعدي..

وشارك الفنان الكبير شرف القاعدي في أحياء احتفالية رحيل الفنان أبوبكر سالم بعدد من الأغاني الساحرة للفنان المرحوم ، من بينها ليالي الانس في وسط سيئون.. احبت ربى صنعاء،، .

وعبر الفنان الكبير والانسان المتواضع والرجل الوفي شرف القاعدي عن عميق أسفه وحزنه لفراق تلك القامة الفنية التي تركت فراغاً كبيراً في العالم العربي وسعادة كبيرة لدى عشاق الفن.
الفنان علي الاسدي:

والقى الفنان علي الاسدي ، كلمة عن الفنان الرائع أبو بكر سالم ، مسلطاً الضوء على بعض جوانب الحياة من خلال لقاءه الأول بـ أبو " أصيل" ومعرفته به في الثمانينات خلال زيارته الى مدينة صنعاء ، واللقاءات الأخرى التي تمت في منزل الاديب والشاعر والفنان والدبلوماسي اليمني علي الخضر ، مشيراً الى العلاقة الحميمة بين ابوبكر وعلي الخضر .

وقال الفنان علي الاسدي .. كلما زار الفنان أبو بكر سالم صنعاء .. زار صديقه الفنان علي الخضر ، مؤكداً على انه لا يستطع ان يفي بحق الفنان الأسطورة أبوبكر سالم ، لافتاً الى حنجرته الذهبية وطبقات صوته العجيبة والحانه الجميلة وكلماته الرائعة وعطاءه .

وأكد ان كانت من أماني الفنان ابوبكر سالم أن يؤسس في مدينة صنعاء " أستوديو" لتسجيل الأغاني وتوثيق الاعمال الغنائية ، ولكن لايدري لماذ توقف ذلك الحلم فجأة .. وقال الفنان علي الاسدي .. عند زيارتي للفنان أبوبكر الى القاهرة في شقته .. قال لي " انساه" أي بناء الاستديو.. وترحم الاسدي على رحيل الفنان ابوبكر ، قائلاً وان ترجل ، لكن ذكراه ستظل في قلوب الملايين.

الغربي عمران :

والقى الاديب والقاص والمثقف الرائع الأستاذ الغربي عمران مداخلة ، في ذكرى الرحيل المؤلم ، وتحدث عن عظمة وأصالة والاعمال الراقية للفنان أبوبكر سالم ، وقارن بين الجمال والقُبح .. ، ودعا الحاضرين الى الملاحظة بين جمال المعنى ان تحضروا في مناسبة انسان عظيم ، وقال انا متأكد انكم حاضرين لهذا الغرض السامي والجميل .

وقال كنا في القاهرة على أساس احتفاءيه " باكثير" وكانت في القلعة الاثرية ودخلناها وخُصص لكل لشاعر واديب وقلم وهامة ، غرفة اديب ، غرفة طه حسين ، ونجيب محفوظ ، والعقاد وباكثير ، مشيداً بذلك الاهتمام ، ولفت الى حالة الانتقاص في المجتمع اليمني من المبدعين ، مشيراً الى ان المبدع " انسان" ، يُحلق في عالمه ، وهو يمني صحيح ، وسعودي ، باكثير يمني نعم ، مصري ، هذا حق ، وكذلك الفنان أبوبكر سالم ، غنا يا طائرة بعد ان هرب من الحزب الاشتراكي ، ولم يُغني داخل البلد وحُرمت عليه كيمني ، أحتضنه الرأسمال الحضرمي في السعودية ، وكذلك الشاعر الكبير الذي كان يغني له وهكذا .

وقال الغربي عمران ، نتحدث اليوم عن ابوبكر ، نتحدث عن " أنسان" يمني ، احتضنته السعودية والكويت ، هذا اثراء لشخصيته وكذلك باكثير وغيرهم ، وحذر من طمس بعض الأشياء على شأن " اليمننة" ، كننا عندما نقول الحقيقة لا ننتقص من أي شخصية او بلد ، وقال لاحضتوا في المقابلة مع تلفزيون المستقبل كيف يتحدث الناس عن الفنان ابوبكر بعيداً عن الحدود السياسية ، مؤكداً على الإنسانية وضرورة تجاوز الإرث والثقافة التاريخية والبطاقة والجواز المجافي للحقائق ، قائلاً صحيح انا يمني ، لكنني انسان وصاحب مسيرة ومحل فخر .
وحفلت الفعالية بالعديد من الفقرات الغنائية التي تركت انطباع ايجابي كبير وحلالات من الحزن والسعادة برد جزء من الجميل لتلك الهامة الفنية والأدبية والثقافية والوطنية لدى الحاضرين خلال ساعات من الزمن الجميل والوفاء النادر لعملاق الفن أبو بكر سالم في بيت الموسيقى بصنعاء .

يذكر ان الفنان ابوبكر سالم بالفقيه من مواليد ، 17 مارس 1939 وتوفي في 10 ديسمبر 2017.. ولد بمدينة تريم التاريخية في حضرموت، وسُمي "أبو بكر" تيمناً بجده العلامة أبو بكر بن شهاب أحد أبرز علماء حضرموت في ذلك الوقت.

نشأ في أسرة عريقة وتربى في رعاية جده زين بن حسن وعمه حبشي ووالدته الصالحة بنت السيد عمر بن حسين الكاف وعدد من أعمامه؛ إذ توفي أبوه مصابا بالاستسقاء وابنه أبو بكر لم يكمل عامه الأول ولم تتزوج والدته بعد أبوه وبقي أبو بكر وحيدا دون إخوة في بيت جده الكبير برفقة والدته، فدرس بمدرسة الإخوة في تريم، وهي المجاورة لمنزلهم، وتعلم على يد عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم، وقد أظهر تفوقاً ملحوظاً في علوم اللغة العربية والشعر وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه.

ثم عمل في مجال التعليم لمدة ثلاث سنوات بعد تخرجه من معهد إعداد المعلمين. فعمل مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدينة تريم، ثم في مدينة عدن، ثم اتجه نحو الغناء والطرب، ومارس إلى جانب ذلك عددًا من الأعمال التجارية.

وكان يؤذن ويردد تكبيرات العيدين في بعض مساجد مدينة تريم، واشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية، وكان يشارك بعض أعمامه في إنشاد بعض الموشحات الدينية في عدد من الحفلات، بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر والغناء الذي مارسه بشكل رسمي بعد الإنشاد.

كتب أول اغنية له من كلماته عند بلوغه السابعة عشر من عمره وهي (يا ورد محلى جمالك بين الورود)، ولديه ديوان شعري سماه «ديوان شاعر» قبل الطرب تحتوي القصائد التي غناها والفنانين الآخرين أيضا.

شارك في العديد من المهرجانات المحلية والاقليمية والدولية ، واقام عشرات الحفلات وطرح عشرات الالبومات التي تردد صداها على كل لسان ونُقشت في كل قلب وهزت مشاعر ووجدان الملايين ولحن وقدم العديد من الالوان مثل اللون الحضرمي والدان الحضرمي والصنعاني والعدني واللحجي والخليجي وغناء لشعراء كبار ومن قصائده والحانه والمحضار وكوكبه من المحنين.. رحمة الله عليك اسطورة الفن العربي الاصيل وادخلك فسيح جناته.

حول الموقع

سام برس