بقلم/ حسن الوريث

قبل يومين تلقيت اتصالا هاتفيا من رقم مازلت احتفظ به للذكرى كان على الطرف الآخر أحد المشرفين حسب قوله ووصفه لنفسه بأنه ابو المظلومين وقد كان اتصاله في أغلبه تهديد ووعيد للعبد لله ليس بالحبس فقط ولكن بأشياء أخرى .

وتوعد بأنه سيحضر الي كما قال لتنفيذ تهديده ووعيده وعندما قلت له انني سابلغ الجهات المختصة قال انه لايهمه ذلك وانه لا يخاف من أحد حتى لو كان المشاط نفسه إلى درجة انني تخيلت أنه هو المشرف الخاص بالرئيس المشاط والمجلس السياسي الأعلى  .



طبعا هذا الاتصال يعيدنا إلى المشهد السوداوي الذي تعيشه بلادنا في ظل غياب الرؤية الحقيقية لبناء الدولة ويؤكد أننا مازلنا رغما عنا وعن الجميع نعيش تحت سلطات المشرف الذي هو الحاكم بأمره في كل شيء وان كل مؤسسات الدولة لا تستطيع الوقوف في وجوه هؤلاء المشرفين من رئيس الحكومة وكافة وزرائه الذين لاحول لهم ولاقوة أمام سلطة أصغر مشرف وصولا إلى كل مسئولي المؤسسات وأقسام الشرطة وكل أجهزة الدولة كبيرة كانت أو صغيرة عاجزة امام جبروت هؤلاء المشرفين وتحكمهم إلى درجة ان هذا المشرف يتحدى  ويقول أنه لايخشى من المشاط وربما يأتي اليوم الذي يقول انه لا يخاف من هو فوق المشاط أو من هو تحته على اعتبار أننا الان في وضع إعادة تدوير مراكز النفوذ والفساد وانهاك جسد الدولة المنهك اصلا والذي يتعرض للانهيار .



بالتأكيد ان بقاء سلطات المشرفين بهذا الشكل وذلك التناقض في أدوارهم  مع المسئولين يقوض دور مؤسسات الدولة والحكومة بل وسيؤدي بها حتما إلى الانهيار الكامل ولابد من وضع الحد لتلك الصلاحيات اذا كنا فعلا نريد بناء الدولة  وفق ما تسمونها الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والتي تتناقض فعلا مع ما يجري وما يحدث سواء من قبل المشرفين أو من قبل مسؤولي الرؤية الذين هم فعلا ليس لديهم رؤية ولايعرفون ما يريدون وأهم نقطة اعتقد أنهم لو تغلبوا عليها ربما تكون هي البداية وتتمثل في توحيد القرار والصلاحيات بيد المسؤول وليس تقسيمها وتوزيعها بين المشرف والمسئول بل ان سلطة وصلاحيات وقرار المشرف أعلى وأقوى من ذلك المسئول الذي لم يعد له حول ولاقوة وان الكثير منهم رضي لنفسه بالهوان وان يبقى تحت صلاحيات وإذلال المشرف له .




مما لاشك فيه ان كل ذلك يوصل رسائل سلبية بأنكم بعيد عن بناء الدولة الحقيقية التي ينشدها الناس ونسمع منكم كلام لكن الفعل مازال بعيدا بل ان الفعل الحقيقي هو لذلك المشرف الذي يهدد ويتوعد الناس اذا لم يستجيبوا له ولرغباته والسجن والحبس مصير كل من يعترض عليه.



وأخيرا.. فان هذه القصة التي حدثت معي تتكرر كل يوم عشرات بل مئات المرات ليس مع المواطنين فقط ولكن مع المسئولين والوزراء الذين يقعون تحت اشراف المشرفين لكنهم يفضلون الصمت خوفا من اي عقوبات قد تحدث لهم سواء  الحبس أو الإقصاء من أعمالهم او أشياء أخرى..

ولايمكن ان تكون هذه تصرفات من يريد بناء دولة كما قلنا من قبل وسنظل نقول إلى أن نرى ذلك الحلم يتحقق ولكن بعيدا عن سلطات المشرفين وعنجهية الكثير منهم ليس بتهديد الناس فقط ولكن باستفزاز مشاعرهم لكل أنواع الاستفزاز .. واعتقد ان أول نقطة والاساس في بناء الدولة اليمنية الحديثة ليست في بقاء سلطات المشرفين على حساب القانون والنظام .

حول الموقع

سام برس