سام برس
دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى مكافحة منسقة لما يسمى بنظريات المؤامرة في ألمانيا.

وقالت المستشارة الألمانية يوم الثلاثاء (15 ديسمبر/ كانون الأول) خلال مناقشة عبر الإنترنت مع طلاب من أنحاء البلاد: "يعد ذلك في الأساس هجوما على أسلوب حياتنا العام".

وأضافت أنه و"منذ عصر التنوير، سارت أوروبا في طريق-إذا جاز التعبير- تشكيل نظرة للعالم، على أساس حقائق. وإذا تفككت النظرة للعالم فجأة أو صارت غير واقعية، سيكون حينئذ من الصعب للغاية التوفيق بين ذلك، وبين أسلوب حياتنا بشكل عام".

وأشارت ميركل إلى أن "مثل هذه النظريات تعد تحديًّا كبيراً بالنسبة لألمانيا بالفعل"، لافتة إلى أنها "ربما تكون أيضا مهمة لعلماء النفس"، مؤكدة أنه من الضروري بحث سؤال مفاده:

"كيف يترك المرء عالم الحقائق ويدخل إلى عالم -إذا جاز التعبير- تتحدث فيه لغة أخرى لا يمكننا الوصول إليها مطلقا بلغتنا المعتمدة على حقائق؟"، وأضافت أن هناك لدى أتباع مثل هذا النموذج الفكري "رفضا حقيقيا للنقاش".

وتابعت ميركل أنه "على الرغم من ذلك، فإننا بلد متسامح"، مضيفة أن هؤلاء الأشخاص هم أيضا مواطناتنا ومواطنونا، ولكنها أشارت إلى أنه من الصعب للغاية إعادتهم إلى عالم الإصغاء المتبادل، لافتة إلى أنها ليس لديها رد مثالي، ولكنها أكدت أن المشكلة تشغل الأوساط السياسية للغاية.

وقالت ميركل في نقاشها عبر الإنترنت مع الطلاب إن بعض الناس يودون استغلال أي ثغرة لم تنظمها الأوساط السياسية. وأضافت المستشارة: "يعد ذلك غير جيد بالنسبة لتكاتف المجتمع أيضا... البعض يتحدى الخطر. وهذا مدمر".

وأعربت ميركل عن أسفها لانخفاض الاستعداد لقيود التباعد الاجتماعي مقارنة بالإغلاق الأول في ألمانيا في ربيع هذا العام، وحذرت من أن 400 شخص، على الأقل، يتوفون إثر الإصابة بكورونا يوميا. وأكدت ميركل أن "الموجات الثانية من الأوبئة تكون غالبا الأخطر"، محذرة من أن الوضع في الشتاء حاليا يعد أكثر صعوبة، وناشدت المواطنين في ألمانيا الانتباه لخطورة الموقف.

وتأتي تعقيبات المستشارة الألمانية في وقت تنشط فيه عدد من الحركات التي ظهرت في الآونة الأخيرة في نشر أفكار ومعتقدات تستند على نظريات مؤامرة لغياب الدلائل، كعدم وجود فيروس كورونا من أساسه أو أن الجائحة ما هي إلا مؤامرة من قوى عالمية للسيطرة على البشر، كما تدعي بعض المجموعات التي تنشر أفكارها بشكل أساسي على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشهدت البلاد مؤخرا عددا من المظاهرات تخللتها أعمال عنف وشغب، ومجملها تطالب بوقف الإجراءات الصحية المعتمدة لكبح انتشار الوباء بما في ذلك ارتداء الكمامات، كما رفعت شعارات وصور تحذر من "فقدان" الحقوق الفردية والعودة إلى الدكتاتوريات حسب زعمهم.

المصدر:(د ب أ، ك ن أ)

حول الموقع

سام برس