بقلم/ معاذ الخميسي
▪عشر سنوات طوت مسافاتها في سرعة فائقة..وذهبت بأشياء كثيرة جميلة ومبهجة ورائعة..لم تعوض..ولم يأت أحسن منها..ولا حتى ما هو مشابه لها..بل على العكس تماماً..!!

▪أحد أهم خسائر العشر السنوات الماضية الأستاذ الأديب والشاعر والمثقف الكبير والكاتب الصحفي المميز عبدالكريم أحمد محمد الخميسي الذي عاش ومات نظيفاً ونزيهاً وعلماً من أعلام اليمن في الفكر والأدب والصحافة..وفي الدبلوماسية التي عايشها وتعايش معها بمهام ومسئوليات عدة كمستشار ثقافي في السعودية ورئيس البعثة الدبلوماسية في ليبيا ووزير مفوض في الصين ومسئوليات أخرى في سفارات عدة

▪كنت يومها أعيش ذروة السعادة والفرحة بعد أن انتهينا للتو من استضافة ناجحة ومميزة ومبهرة لخليجي20..واصلت خلالها الليل بالنهار مع زملاء أعزاء لانجاح مسئولية اللجنة الإعلامية والمهام الاعلامية المتعددة التي واجهناها قبل بدء البطولة بأيام قليلة جداً وجاءت شهادات الاعجاب والثناء من وسائل الاعلام العربية والدولية ورجال الاعلام الأشقاء والأصدقاء لتضعنا في نهاية المطاف عند الإحساس الجميل والفخر والاعتزاز لنجاح اليمن الأرض والإنسان..!

▪ لم تكتمل الفرحة..فقد عرفت أن أحد أركان اسرتنا أصيب بجلطة في الدماغ..سافرت إلى صنعاء وذهبت للاطمئنان عليه فوجدته وقد تماثل للشفاء وغادر المستشفى..لكنه انتكس من جديد وتوفي..ومنذ ذلك الوقت بدأ الألم يتسرب بين أيامنا..وسنواتنا..وكأن نجاح وتميز اليمن في خليجي20 مثل البداية الحقيقية للانقضاض على اليمن وأمنها وتطورها ونجاحاتها..!!

▪فقدنا أحباء وأعزاء وأصدقاء..وخسرنا أشياءً كثيرة..وحتى الشيء الذي لم يتخيله أسوأ المتشائمين حصل وطارت مرتبات الموظفين..ودخلنا في حرب وعدوان وحصار..ومُزقت اليمن..ومازلنا نعيش أتعس وأبشع وأفظع الأحوال..!!

▪ كان الأستاذ عبدالكريم..سعيداً وأنا أزوره بعد خروجه من المستشفى لأن اليمن فازت باستضافة مميزة لخليجي20..وقال لي إن شاء الله تكون بداية النجاحات المهمة لليمن ولكرة القدم..لكنه مات اليوم الثاني..ولم يعش ليرى ماذا حدث..!!

▪وغير أنه كان أديباً وشاعراً مميزاً..فقد كان يمتلك(رحمه الله) قلماً مبدعاً ونادراً وقوياً وله أسلوبه الخاص والمتفرد بسلاسة عجيبة واختصار بديع في مقاله اليومي(أشواق الغد) في صحيفة الثورة والذي سخره للنقد اللاذع والقوي لكل السلبيات والأخطاء والفساد..ولم يحصل أن حُذفت علية كلمة أو عبارة أو تم منع مقال من مقالاته عن النشر سواء في عموده اليومي في صحيفة الثورة أو (بيت القصيد) الاسبوعي في صحيفة26 سبتمبر..وكان يواجه بسبب ذلك الكثير من أحقاد الفاسدين..لكنه لم يواجه أي مخاطر أو تحذيرات أو استهدافات من السلطة..!!

▪ولم يكن فقط دبلوماسياً أو أديباً وشاعراً وصحافياً..بل كان مربياً ومعلماً وهامةً وقامةً وقدوةً..ولم يبخل في أي يوم من أن يتابعنا ويقيمنا ويوجهنا بنصائحه الدائمة وبرسائل (الموبايل) التي كانت تلحق كل ما يعلم به أو ما يقرأ من أخبار أو كتابات..غير أنه ظل مرتبطاً بأعمال الخير والوقوف مع المحتاجين والمساكين حتى آخر أيامه..وبعد مماته..!

▪آآآه ما أوجع أن يرحل النبلاء والعظماء..وأن ترحل أيام البهاء..والصفاء..!!

▪ رحمة الله تغشاك ومغفرته ورضوانه

حول الموقع

سام برس