بقلم/ على ناجي الرعوي
انتقل إلى رحمة الله مساء أمس الصحافي والسياسي والأديب المخضرم محمد عبدالرحمن المجاهد بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع حيث كان الراحل الكبير بالنسبة لكل من عرفه المثال الصالح، والطيب، والعاشق للوطن والحياة.

ماذا عساني أن أقول في رحيلك أيها الأستاذ الكبير ونحن من تعلمنا منك الكثير من الصفات الحميدة والمواقف المشرفة، فقد كنت الذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم. سواء حينما توليت رئاسة تحرير صحيفة الجمهورية عام ١٩٨٢ م أو حينما تحولت الجمهورية إلى مؤسسة مستقلة عن مؤسسة سبأ للصحافة والأنباء عام ١٩٩١ م وكنت على رأس مجلس إدارتها حيث ظللت الذاكرة الصحافية التي يعلو فوق أديمها عفة اليد والصدق والمسؤولية.

لقد رحل الأستاذ المجاهد عزيزا شريفا محبا للوطن ومهنة الصحافة التي سكنت في قلبه وعقله منذ أن التحق بها كما علمت منه عام ١٩٦٧م .

أيها الراحل لا تسعفني هنا الكلمات والقلب يعتصرني، والدمع يحاصرني، وصورنا الجماعية وذاكرتنا خيط ناظم في استعادة سيرتك العطرة التي هي حكم في كلام أقل.

لقد تعلمت منك أشياء كثيرة، ألهمتني الكتابة لمواضيع عدة، بل إنك كنت في صفاء طويتك المعهودة بالنسبة لي المثال الطيب والقدوة الحسنة .

وبحق فقد كنت ذاكرة الصحافة اليمنية والمدرسة التي تعلمنا منها كل فنون ( صاحبة الجلالة ) حيث عرفت أن تخاطب وجداننا. يا سليل عزة النفس والصدق مع الذات قبل الصدق مع الآخرين لقد بقيت أيها الزميل الرائع متمسكا بالبقاء في تعز التي أحببتها إلى آخر رمق وآخر نبض في قلبك الكبير الذي توقف ورحلت إلى دار البقاء.

أيها الزميل البهي، تغيب عني الكلمات وتسابقني الدموع، وأنت ترحل في هذه الظروف ، لتحلق روحك الطاهرة في سماء الله . وكذلك هي الحياة أقدار نعيشها ونمشي في أديمها ونرحل، ، ولا يبقى لنا سوى العمل الصالح والكلمة الطيبة .

أيها الزميل أعطيت لوطنك كل كيانك وحبك وظللت مدى حياتك وطنيا دون أن تتنازل عن القيم التي تؤمن بها ..

أسكنك الله أستاذنا الجليل فسيح جناته مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا..

كما أدعو الله القدير أن يعصم قلوب أبنائك واهلك وأسرتك وجميع محبيك بالصبر والسلوان
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر الاسبق

حول الموقع

سام برس