بقلم/ سحر ناصر
افتتح لعبة الأحجار السبعة اليوم بـ "دجاجة حسين"، التي شغلت المجتمع اللبناني، وهي دجاجة لطفل يُدعى "حسين شرتوني" هربت باتجاه الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وعندما لحق بها حسين لاستعادتها أطلقت القوات الإسرائيلية النار في الهواء.

البعض في لبنان اعتبر أن تتبّع "حسين" لدجاجته عمل بطولي، وإطلاق النار في الهواء عمل جبان؛ القصة وبكل بساطة هي أن الدجاجة "طفشت" من لبنان بغض النظر عن اسم مالكها سواء كان حُسيناً أو عُمر أو طوني؛ فذكاء الدجاجة الفطري جعلها تُدرك أن مصيرها هو "نتف ريشها"، كما نُتفنا نحن، وبعدها البلع كما بُلعنا، وذلك بعد استنزاف قدرتها على "الإباضة" كحالنا تماما، هل "طفشة الدجاجة العميلة" نحو فلسطين المحتلة أفضل من العيش في لبنان؟، الجواب: هناك العدّو واحد وواضح، بينما في لبنان اتحدّ الأعداء، وأصبحوا حلفاء بوجه معاناة شعب واحد، رغم امتداداتهم الإقليمية والعربية.

لغتنا العربية الجميلة التي احتفلت بها الأمم المتحدة مؤخراً، طرحت فرضية بعنوان: "اللغة العربية ضرورة أم ترف؟"، اعتبر ذلك تشكيكاً في أهمية وجودنا، كأن أقول لكم: "هل تعتبر أنّ الأوكسجين ضرورة للبقاء على قيد الحياة؟"، هذا الطرح سيفتح باب المساومة، فالضرورات تبيح المحظورات، خاصة أن المناقشات الأممية ركّزت على دور اللغة العربية في التطوّر التكنولوجي والأكاديمي.

هنا نتساءل، هل سنفرض يوماً على الناطقين بغير العربية اختبار "إيلتس" أو "توفل" بالعربي قبل التحاقهم للعمل في بلادنا أو التدريس بجامعاتنا أو نشر البحوث العلمية بلغتنا بما يفيد مجتمعاتنا؟، مجتمعاتنا المحظوظة حتى الساعة في ظلّ تداعيات كوفيد - 19 من حيث الأمن الغذائي، حيث أعلنت منظمة اليونيسف تقديمها مساعدة غذائية طارئة لآلاف الأسر في بريطانيا، وذلك للمرة الأولى في تاريخها منذ أكثر من 70 عاماً، فيما تعيش بريطانيا حالة إغلاق عام بسبب سلالة كورونا الجديدة "الخارجة عن السيطرة".

يبدو أن لندن ستتمسك بحقها مما تصطاده القوارب الأوروبية بمياهها الغنيّة بالأسماك، وستبقى قضية الصيد معلّقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات "بريكست" حتى لا يجوع أطفال لندن وضواحيها.

من ضواحي لندن إلى دار الإفتاء المصرية التي حذّرت المسلمين من استخدام خاصية Nearby في تلغرام، معتبرة أن في ذلك "اختراق الخصوصيات حرام شرعاً وقانوناً، وهو لون من تتبع العورات التي نهى عنها الشرع ولعن فاعلها"، يرجى من المستخدمين الكرام إطفاء هذه الخاصية لأنها تفضح المشاوير السرية، و"الغُرز" المخفية، وتتسبّب بمشاكل مجتمعية لمن يعيش بالظلام.

ما زال الفنان "فضل شاكر" يعيش في الظلام بعد إصدار حكم غيابي بسجنه لمدّة 22 عاماً مع الأشغال الشاقة، بتهمة التدخل في أعمال الإرهاب، وجرم تمويل مجموعة مسلحة والإنفاق عليها، من أهم أغانيه "بيّاع القلوب باعني حبيته ليه خدعني"، قلب شاكر كان دليله، فاحذروا بيّاعي القلوب والوقوع في فخّ المعزوفة النضالية نفسها.

نضال العراقيين مستمر، إذ خفّض البنك المركزي العراقي قيمة الدينار مقابل الدولار، وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي: "إما انهيار النظام والدخول في فوضى عارمة وإمّا ندخل في عملية قيصرية للإصلاح"، لن تظهر ندبات الجراحة القيصرية إلا على الفقراء، فيما الأغنياء ينعمون برفاهية الجراحات التجميلية الإصلاحية.

على "غوغل" أن يُصلح سياسته قريباً، وإلا سيواجه تداعيات الدعوى القضائية التي تقدّمت بها 10 ولايات أمريكية بتهمة: "الاحتكار" لأنه يُسيء استخدام الملكية في مجال سوق الإعلانات الرقمية بهدف إثراء نفسه على حساب المنافسة العادلة، لو مُنحتَ حرية مقاضاة "المحتكرين"، كم دعوى قضائية ستُسجل في محاكمنا؟ ولا واحدة؛ فمن يحكمون ولاياتنا هم أنفسهم من يمتلكون الشركات الدولية، القاضي واحد، لذا العدل موجود أتوماتيكياً.

نقلاً عن الشروق

حول الموقع

سام برس