بقلم/ د.علي احمد الديلمي
كثير من المهتمين بالشأن العام في اليمن أصبح همهم الاول من يدفع أكثر حتي أصبح معظم الناس ينظر إلي الغالبية من اليمنيين أنهم بالمال يتحركون كما يريد صاحب المال

أنعدمت كثير من القيم والاخلاق وأصبح الكثير لا يهتم إلا بجمع المال ولو على حساب الكرامة والوطنية والأخلاق لا تستغربو من كلامي أنا أتكلم عن واقع نعيشة جميعا ونتكلم عنه يوميا كل ذلك بسبب عدم وجود قيادات قدوة أصبح معظم القيادات مصنفين في خانة الأرتزاق لبعض الدول ويتفاخرون بهذا الارتزاق مع أن هذة الدول كان يمكن أن تتعامل معهم بطريقة أفضل وبأحترام أكبر لو كانو يحترمون أنفسهم

كيف سيتغير حالنا إلي الأفضل وكل من يمثلنا من السياسين والناشطين والناشطات وغيرهم يطرحون كرامة اليمنيين من أجل حفنة من الدولارات ولا يتحدثون عن اليمن إلا بما يعجب من أشتراهم لم يعد يفكر أغلبيتهم بأن المال مجرد وسيلة فقط ويمكن أن يحصلو علية وبصورة أكبر لو صلح حال بلادنا وأحترمنا الآخرين

عليه أن يعلمو أن هناك من اليمنيين من لا يهمهم ألا بلادهم ومكانتها بين الأخرين

مانراة اليوم عبارة عن مسوخ بشرية تشوهت معها صورة اليمن صحيح حصلت على الأموال وأشترت الشقق في مصر وتركيا ودبي والدوحة وغيرها لكنهم فقدو مكانتهم بين اليمنيين الذين ينظرون إليهم أنهم سبب معاناتهم وأحزانهم ولم يعد لهم أي تأثير على الناس

الواقع الذي نعيشة اليوم يجعلنا نقدم النصيحة ‏لهذه الدول التي تتعامل ‏ ‏مع هؤلاء أنها تخسر اكثر من ما تستفيد منهم لأنهم أصبحوا لا يهتمون الا في مصالحهم الشخصية واصبحوا بعيدين عن الناس وقضايا هم

إذا كانت هذه‏الدول تفكر ‏بالفعل ‏في مساعدة اليمن وشعبها عليها الاستماع إلى الشخصيات اليمنية التي قد يكون طرحها واقعيا ويمكن ‏أن لا يعجبها طرح هذه ‏القيادات و الناشطين وقادة الرأي والإعلاميين الذين يرغبون في أخراج اليمن من أزمتها

إننا اليوم أمام فرصة جديدة يحملها على أكتافهم مجموعة من اليمنيين يرغبون في أخراج اليمن من الدمار الذي حصل فيها من خلال مبادرة التوافق الوطني

إن اليمنيين المبادرين الي الي عمل تيار للوفاق الوطني هي البداية الصحيحة والعملية التي يمكن أن تساهم في جمع اليمنيين من أجل الاتفاق والوصول إلي حل سياسي شامل

يتسأل البعض إن هناك بعض الشخصيات في هذا التيار كانت في مواقع المسؤولية من وزاراء وسفراء وقادة عسكريين ومحافظين وأكاديميين وأعلاميين وناشطين وناشطات من المجتمع المدني وأنهم يمثلون أجندات سياسية معينة وهم غير قادرين علي تقديم أي شئ جديد طالما كانو جزء من كل ماحصل

الحقيقة تقول مادام هذة الشخصيات بداءت في أعلان نفسها وعن رغبتها في التواصل مع كل المكونات السياسية اليمنية أطراف الصراع بالاضافة الي التواصل مع الأطراف الاقليمية والدولية المنخرطة في مايجري في اليمن من أجل صناعة السلام ورفع المعاناة الانسانية عن جميع أبناء الشعب اليمني فهذا هو البداية والطريق الصحيح

أري أن على الجميع عدم أصدار الأحكام المسبقة على هذا التيار وتشجيع مثل هذة المبادرات لأن الحل في اليمن يجب أن يكون مسؤولية اليمنيين أولا ولا يمكن الانتظار للحل أن يأتي من الخارج

على مدار يوميين ٩و ١٠يناير وعبر تقنية الزوم حضرت أعمال المؤتمر التأسيسى لتيار الوفاق الوطني مع أكثر من مائة شخصية يمنية ووجدت يمنيين لديهم طموح ورغبة كاملة في تحقيق السلام وحريصين على إنهاء الحرب والأنطلاق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة على أساس التوافق الوطني

وتم خلال أعمال المؤتمر التأسيسي مناقشة عدد من أوراق العمل شملت العديد من القضايا في سبيل تحقيق السلام والدور الذي ينبغي أن يقوم به التيار للوصول الي حلول تفضي إلي رأب الصدع بين جميع الفرقاء وأنهاء الحرب كما تم التطرق إلى إعادة الإعمار وترتيب الأولويات التنموية وعدد أخر من المواضيع الهامة مثل مرحلة الانتقال السياسي ومرحلة مابعد الحرب وشكل الدولة التي تكفل لجميع المواطنين حقوقهم غير المنقوصة وطموحاتهم في الحرية والكرامة والمساواة والحياة الآمنة والمستقرة بالاضافة الي قضايا كثيرة هامة مثل العدالة الانتقالية وهيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية والشروع في المصالحة الوطنية الشاملة وأصلاح نظام الخدمة المدنية وأصلاح نظام التعليم بالاضافة الي الأولويات الاقتصادية التي ستساهم في رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني

في الأخير هل ستتعامل أطراف الصراع مع هذة المبادرة بمسؤولية وحكمة ويكتب لها النجاح طالما والهدف منها هو إنهاء الحرب ومعالجة أثارها وأحلال السلام وإعلاء المصالحة الوطنية والتعافي الوطني الشامل والدفع بالإصلاحات الشاملة لبناء الدولة اليمنية الحديثة والانطلاق نحو الاستقرار والتنميه وتعزيز قدرات ووعي الانسان اليمني بما يمكنه من مواكبة العصر وعلى قاعدة لم الشمل وعدم الإقصاء وتحقيق التوازن الدقيق لمختلف التوجهات بين مختلف القوي اليمنية وذلك بهدف الحرص على إخراج اليمن من مأزقه التاريخي

إن مبادرة تيار الوفاق هدفها أنهاء الحرب وتسعي أن تكون لها القبول من الأطراف اليمنية وتحظي بالدعم الإقليمي والدولي

إن الأيام ستظهر لنا مايمكن أن يحدث سواء بقبول دور هذا التيار وتعامل الآخرين معه وكلي أمل أن لا يأتي يوم ويصبح مثل هذا التيار والمبادرة التي يحملها مثلها مثل المبادرات السابقة والتي تلاشت بفعل كيدية الصراعات السياسية الداخلية وأرتباطات بعض الحاملين لمثل هذة الاعمال الهامة بالخارج لكن مايجعلني أكثر تفأولا أن هناك رغبة حقيقية من معظم من في هذا التيار بالمساهمة بشكل جدي وواقعي وإحساس وطني بأن اليمن تستحق كل غالي ونفيس والله لايضيع أجر من عمل في مصلحة بلدة وشعبة

*سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس