بقلم/ يحيى يحيى السريحي
كانت المرأة ولا تزال محور اهتمام الغرب خاصة المرأة العربية والإسلامية ، فأعدوا لذلك الخطط والبرامج وعقدوا المؤتمرات والندوات وخصصوا الميزانيات والأموال الطائلة وأنشئوا المنظمات الظاهرة والباطنة ، وجندوا الرجال والنساء والولدان كل ذلك من أجل هدم القيم والمبادئ الاسلامية التي تربت عليها المرأة العربية خاصة والمسلمة عامه وبدأوا المناداة بحرية المرأة وحقها في العمل والمشاركة في البناء والانتاج والكسب والاكتساب والسفر بدون صحبة ولي الأمر وضرورة خلع الحجاب.

ويكفي رفقة الأصحاب والأحباب ، ومارسوا كل وسائل الضغط والمساومة على الحكومات العربية والاسلامية لترضخ لمطالبهم حتى اصبح موضوع المساعدات والقروض التي يقدمها الغرب لتلك الحكومات مرهون بالمرأة وضياع المرأة – حرية المرأة – كما يزعمون ، كما انهم كثيرا ما يلجئون لتهديد تلك الحكومات التي غلبت على امرها بضمهم للقوائم السوداء التي تعدها وتقدمها منظماتهم الخاصة أو ما يسمى بحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني في حالة عدم استجابة تلك الحكومات لدعواتهم الضالة والمضلة .

كما أن العامل الاقتصادي لكثير من البلدان العربية والاسلامية المتسارع الخطى نحو التدهور ، وازدياد حالات الفقر والعوز المفجعة بين معظم شعوب الدول العربية والاسلامية وللغرب في ذلك اليد الطولى في حالة الفقر لمعظم بلداننا العربية بسبب صناعة الغرب الحروب وايقاد نار الفتن في عالمنا العربي والاسلامي ، كل تلك الاسباب وغيرها جعلت من المرأة لقمة سائغة طرية سهلة المنال ، فتواجدت المرأة في كثير من المؤسسات والمنشئات الحكومية وغير الحكومية ، العامة والخاصة حتى في اماكن كان المرء يستبعد بل يجزم استحالة تواجد المرأة العربية فيها مثل الفنادق بمختلف نجومها ومع ذلك كان لها حضور وتواجد واقبال منقطع النظير ، فامتلأت كل تلك الاماكن وغيرها بالمرأة واكتظت الشوارع والدروب بالمرأة ليلا ونهارا.

وفي المقابل خلت البيوت من المرأة وأظلمت بيوت كانت عامرة بالزوجة والابنه والاخت ، وبخروج المرأة سوق العمل يوجد في ذلك السوق بطبيعة الحال من البشر الجيد والردي والطيب والخبيث والصالح والطالح ، والصالح وما أقله والفاسد وما أكثره في هذا الزمان .

كل أولئك كان على المرأة أن تتعامل وتتكيف معهم وبالممارسة والتعود واختلاط الغث بالسمين وبمرور الوقت فقدت المرأة أنوثتها مطلب كل رجل ، كما فقدت أيمانها بالرسالة والغاية الاسمى التي خلقت ووجدت من اجلها في ان تكون زوجة صالحه وأم فاضلة ويحضرني قول الشاعر " الأم مدرسة أن اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق " واذا ما تأملنا حال المرأة العاملة اليوم والثمن الذي تدفعه نتيجة تخليها عن رسالتها السامية ومشاركتها في ذلك السوق لوجدنا أن الثمن غالي ولا يقدر بمال ، لقد خدعوا المرأة المسلمة باسم الحرية وحقوق المرأة ومظاهر الحياة الكاذبة وأخرجوها من مملكتها – بيتها – وادخلوها مملكة الشيطان واتباعه سوق العمل او كما اسميه انا سوق النخاسة .

حول الموقع

سام برس