بقلم/ يحيى يحيى السريحي
حينما اتذكر ما يحدث اليوم من صراع دموي في تعز وعدن يبعث من نفسي أنين خافت غير قابل للمعالجة ، وحسرة منكسرة وزفرات حارة ، ما يحدث هو صراع اطماع وتصادم لأرباب المصالح الشخصية والفئوية والحزبية ، والذي وجد فيه العدو السعودي ضالته ومكنه من اختراق تلك الصفوف وتجنيد الكثير بما يخدم مصالحة ومآربه في اليمن ، ويصعب علينا تخيل ما آلت اليه الاحوال في مدينة تعز والذي بات الاخ فيها يتربص بأخيه ليفتك به ويرديه قتيلا.

حتى سادت الفوضى وحل الخراب البلاد ، وكان ابناء تعز – ولا زالوا – محل تقدير واعجاب ومضرب المثل عند غالبية ابناء الشعب اليمني لمسالمتهم وتسلح ابناء تلك المحافظة بالعلم والمعرفة والاحتكام للغة العقل والمنطق ونبذ العنف ، وكراهية التمترس وراء القوة وفوهة البنادق.

كما أن ابناء تعز عرفوا بتغليبهم المصلحة الوطنية والمصلحة العامة على مصالحهم الشخصية والفئوية حتى استحقوا عن جدارة ان تكون محافظتهم تعز الحالمة عاصمة اليمن الثقافية ، لما امتاز به ابناءها من اهتمام بالعلم والتعلم بل أن اكثرهم كان يرفض حتى التسلح بالزي التقليدي – السلاح الابيض – في المناسبات الشعبية والاعياد الدينية ، فاذا ما غلبت على بعضهم شقوتهم وفار التنور غيضا وغضبا من بعضهم البعض وتنازعوا في شيء احتكموا للشريعة والقانون ، فالثابت عند المجتمع اليمني ان ابناء تعز هم اكثر فئات الشعب اليمني تعليما وعشقا للمدنية والحضارة والرقي الفكري والانساني ، فماذا اصابهم حتى يكون هذا حالهم ومآلهم اليوم من التشرذم والانقسام ؟ فأين ذهبت سنوات التعليم والتنوير ؟ هل اصاب ابناء تلك المدينة العين ومرعوا ؟!.

أن الكثير منا لا زال يعول على ابناء تعز الكثير لوقف سلسال الدم المتدفق كل يوم وتغليب العقل والمنطق ، وعدم الانجرار وراء اعداء الوطن والتصدي جنبا الى جنب مع اولئك الشرفاء من ابناء اليمن لمواجهة ذلك التحالف المتخلف لدحره عن وطننا ، فعدونا الحقيقي هو من استباح دماءنا وقتل ابناء الشعب اليمني بطائراته وصواريخه وبارجاته ، عدونا الحقيقي من يسرق ثرواتنا وخيراتنا من نفط وغاز وثروة سمكية ويسرق الاثار ، لقد حولتنا مملكة الرمال المتصحرين دينا وخلقا وانسانية من اخوة احباء الى الاخوة الاعداء !!

* حفظ الله اليمن وشعبه

حول الموقع

سام برس