بقلم/ يحيى يحيى السريحي
الأكيد أن أول مراحل معالجة أي مشكلة هو الاعتراف بوجودها ومن ثم معرفة اسبابها والعمل على حلها ، أما التنصل من المشكلة والتبرؤ منها وجعلها مطمورة ، أو التحايل وتحميلها الأخرين اعتقادا من النفس الأمارة بالسوء أن ذلك سيعفي المسئول من المسئولية فهذه هي المشكلة الحقيقية بل والطامة الكبرى.

فكل دول العالم بما فيها تلك الدول المتقدمة لا زالت تأن حتى اليوم من مشاكل جم وليس مشكلة وحيدة أو اثنتين ، ولكن ما يميزهم عن دول العالم الثالث انهم يعترفون بالمشكلة حال وجودها ويعملون جاهدين على حلها وليس ترحيلها أو التغاضي عنها .

ولعل ما يؤرق القائمين على ادارة خدمتي المياه والصرف الصحي اليوم بدء من وزير المياه مرورا بأمين العاصمة كونه رئيس مجلس ادارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وانتهاء بمدير عام المؤسسة ونوابه هو أن تتفاقم مشاكل المياه والصرف الصحي وتخرج عن السيطرة ويعجز الجميع القيام بواجبهم .

ولعل اكثر ما يخشى وقوعه أن تتوقف محطة معالجة الصرف الصحي عن العمل نتيجة انقطاع الوقود وتساهل فئات المشتركين والمستفيدين من خدمة المياه والصرف الصحي سواء ما يعرف بمشتركي الاستهلاك المنزلي او التجاري او الحكومي عن الوفاء بالتزاماتهم وتسديد المستحقات والمديونية التي عليهم للمؤسسة ، فمواصلة قيام المؤسسة بواجبها الوطني والانساني في خدمة المواطنين مرهون بالتزامهم وتسديد المستحقات التي عليهم ، لأن ما سيحدثه توقف محطة الصرف الصحي عن العمل أقل ما يمكن وصفه بالكارثة البيئيه والصحية فستنتشر أمراض الفشل الكلوي وأمراض الكبد وامراض السرطان ، والكوليرا والاسهال الفيروسي والبلهارسيا البولية والمعوية والدوسنتاريا الاميبية ، والطفيليات المعوية ، وقتئذ سيدفع الجميع الثمن غاليا جدا ( حياتهم ) ، فما تعانيه مؤسسة المياه اليوم من قلة الموارد المالية من جهة و شحة المحروقات وغلاء اسعارها من جهة ثانية يهدد ديمومتها واستمرارها في عملها ، وما لا يعرفه الناس ان مشكلة توقف محطة معالجة الصرف الصحي أخطر من مشكلة توقف ضخ المياه ، فمياه الصرف الصحي تحتوي على مياه عضوية مما يؤدي في حال عدم معالجتها وتوقف المحطة الى تكوين بؤر لتلوث الحشرات ، فضلا عن الغازات الأمر الذي يؤدي الى انتشار الأمراض والأوبئة القاتلة !!

حفظ الله اليمن وشعبه

حول الموقع

سام برس