بقلم/ حسن الدولة
أعظم سنة سنها الغرب هي هذا العيد؛ فما أعظم أن نحتفل بيوم واحد في السنة نحمل فيه الورود الحمر ونتقدم بها لمن نحب ، فالحب هو الإيمان والدين الحق هو محبة ألم يقل الشيخ الاكبر:

أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني

وما اروع ما قاله الشاعر الفيلسوف الذي اوتي الحكمة ايليا ابو ماضي، من قصيدة ليل الأشواق لإيليا أبو ماضي :

قال قوم إن المحبة أثم !
ويح بعض النفوس ما اغباها

إن نفسا لم يشرق الحب فيها
هي نفس لم تدر ما معناها

خوفوني جهنما ولظاها
أي شيء جهنم ولظاها ؟

ليس عند الإله نار لذي حب
ونار الإنسان لا أخشاها

أنا بالحب قد وصلت إلى ربي
وبالحب قد عرفت الله

نعم بالحب نصل إلى الله وبالحب نعرف الله وقد روي عن السيد المسيح عليه الصلاة والسلام أنه قال:(الله محبه).

الحب يقود إلى محبة الحياة والناس والوجود وبالحب نستطيع أن نصنع السلام فالحب يجترح المعجزات
آه لو يعلم المتقاتلون أهمية الحب وقدسيته ومكانته عند الله ، فمن احبه الناس احبه الله ، فلنحب بعضنا بعضا يحببنا الله ، فما اعظم قيم الحب وما اسمى وارفع قيمة الحب ..

لو غرسنا في نفوسنا الحب لوضعت الحرب اوزارها ولسالت دموعنا بعد أن سالت دمائنا فعندما يقول الله أنه يحب المحسنين ويحب المتقين ويحب الصابرين فهو في المقابل لا يحب الظالمين ولا يحب الكافرين ولا يحب الخائنين ولا المنافقين ولا كل معتد اثيم ...فلنهتد بهدي الله ونحب ونقدس يوم الحب ونعلي من قيمة الحب ولا نصدق تراهات الإسلام السياسي الذين يقللون من قيمة هذه المناسبة التي من خلالها ستتوحد البشرية...

ورحم الله العلامة المرحوم يحيى الدار الذي قال ذات مرة في جلسة مقيل لو أن جلدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل توصلت إلى وسيلة من خلالها نستطيع أن نحقق العدل بين الناس فاننا ملزمون أن نعمل بتلك الوسيلة لأننا مطالبون بتحقيق العدل...

والله سبحانا قد أمرنا أن نستمع القول وتتبع احسنة بغض النظر عن القائل، قال الإمام علي كرم الله وجهه:

(اعرف ألحق تعرف أهله فالرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال) وهذه القاعدة الذهبية تزيل قدسية الرجال تلك القدسية ألتي تجعل من الباطل حقا ومن الحق باطلا..وكاتب هذه السطور قد قام بتجربة حيث أخذت نصا لمحمد باقر الصدر ونسبته للقاضي محمد بن علي الشوكاني ونقلت نصا من كتاب أدب الطلب للإمام الشوكاني الذي يقول فيه ما ينبغي تعليم العلم لإصحاب احرف والمهن وان من واجب العلماء طردهم من حلقات العلم كأني ونسبته للعالم الجعفري محمد باقر الصدر ، وقرأت النصين في مقيل الراحل عبدالله بن حسين الحلالي وكان الحضور من السلفيين والاخوان ففوجئت انهم هاجموا النص المنسوب لمحمد باقر الصدر هجوما لا ذعا وقالوا انه نص فيه التعالي على اصحاب المهن بل بلغ بأحدهم ان تخرج قاىل ذلك النص من الإسلام لمجرد ان كاتبه شيعي .

وفي المقابل مجدوا النص المنسوب للإمام الشوكاني تمجيدا يفوق الوصف وقالوا انه يمثل روح الاسلام ودللوا على ذلك بآيات واحاديث، فصمت وبقيت مذهولا فقال لي الأستاذ حمدي السنيدار رحمة الله تغشاه هذا هو الفرق بين السنة والشيعة ، فلم اعلق بل قلت لهم غدا سوف أحضر المرجعين الذين نقلت منهما النصين نفتح باب النقاش ، وكانت المفاجأة أنهم تبادلوا الكتابين في ذهول وتعجب، فقلت لهم لو اتبعنا قوله سبحان(الذين يستمعون القول ويتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) ، لعلمنا أن الحق أحق أن يتبع واننا مطالبون أن نعرف الحق لنعرف أهله لكنها الأحكام المسبقة والاعتماد على القلقلات والعنعنات ألتي تصرفنا عن معرفة الحق بالرجال تعرف بالحق ولا يعرف الحق بالرجال...فلنحب الجميع ولنحب الحق والحق أحق أن يتبع.

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس