بقلم/ معاذ الخميسي
▪لم يكن لاعباً لامعاً في كرة القدم فقط..بل ونجماً متألقاً في التدريب..والإدارة..وفي الحياة أيضاً بأخلاقه العالية..وابتسامته الدائمة..والهدوء الذي كان يسبقه إلى أي مكان يذهب إليه..فلا يجد إلا الحب والود..والتقدير والاعزاز له ولنجوميته وأخلاقه وتواضعه وحرصه على أن يفيد لا أن يستفيد..!!

▪وحكاية أن لا يستفيد..ليس لها بداية ولا نهاية في أجندته وخطواته ومشاوير حياته التي قضاها (كلها) في عالم الحب الأول (كرة القدم) وظل حتى آخر يوم في حياته وفياً لذلك الحب..وللحب الآخر الذي لا يُعلى عليه مع حليفة أيامه وأفراحه وأحزانه (أم رامي) !

▪بالفعل..لم يستفد..خلال السنوات الطوال..ولم يكن ينظر إلى الحياة..والمستقبل من زاوية(المال) ولا من (ثقوب) البحث الجاد عن المصلحة..بل عن (المذبحة) التي ذبح على مقاصلها أيامه وخبراته ونجاحاته..ومضى بهدوء شديد ليتوارى..ويختفي..وهو الذي يشار إليه عندما يأتي الحديث عن كرة القدم..وعن نجوم كبار وعمالقة ارتبط نجاحهم وتألقهم به..وعن المنتخبات..وعن الدورات..وعن النشاط والحركة..والروح النقية..البهية

▪ظل لسنوات كثيرة..وطويلة..يفتش عن الضوء في نهار وليل معتم..وكان أكثر حرصاً وإصراراً وقوةً على أن لا يتوقف..ولا يداهمه اليأس..أو يتسرب إلى أيامه الملل..ولذلك تنقل بين مهام عدة..وتولى مسئوليات مختلفة..واستمر يجتهد في أعماله ومسئولياته..ويصنع الجديد في مراحل عمره الرياضي..وعند محطات العمل التي كان يتزود خلالها بالحماس والإخلاص من أجل أن يصل..وأن ينجح..ويكون

▪لم يحصل أن قفز إلى واجهة عناوين صحيفة يومية أو رياضية ليهاجم أو يبدي حنقه وزعله..ولم يمر عليه يوماً خسر فيه شخصاً أو مسئولاً بنقد لاذع أو بإثارة زوبعة صحفية..ولم يكن في خارطة مهامه واعماله سوى الود والحب والاخلاص والهدوءءءءءءء..!

▪حتى وهو يغيب عن الأنظار..احتفظ بكل الكلام..وبالحكايات..والروايات..في أعماق ذاكرته..وفي خزانته..وظل يوزع ابتسامته المعهودة أينما ذهب..ويسكب بهاء حضوره أينما حل او ابتعد أو أقترب..!!

▪ وحين باغته الموت..غادر بهدوء شديد..ومعه (السيفي) الممتلىء بالخبرات والمهام والمسئوليات والنجاحات..وبقينا نحن نحصي الخسارات..ونتألم بعد أن رحل..ونحن لم نتمكن بعد من ان ننصفه..!!

▪ ولست أدري ماذا يجدي أن أكتب عنه بعد أن اغمض عينيه للأبد..وهل استيقاظي المتأخر في أربعينية وفاته سيمنحه ولو جزء مما يستحق..وأسأل نفسي..ولماذا لم يكن ذلك وهو حي يرزق..ولماذا نحن لا نتذكر إلا بعد أن يحضر الموت !

▪رحمك الله كابتن سالم عبدالرحمن بامشموس..فنحن اليوم نحيي ذكراك..وحزننا يملأ ماحولنا لأنك رحلت دون أن تأخذ حقك..وتواريت دون أن تستثمر كدك وتعبك وخبراتك..ولو جئنا متأخرين سامحنا..فيكفي أنك أفدْت كثيراً..وأن تستفيد ولو لمرة حتى بعد مماتك..هو أن نعدد مناقبك ومكارم أخلاقك ونبلك..وأن نسأل الله لك دوماً الرحمة والمغفرة والجنة..وهذا الأهم..!

حول الموقع

سام برس