بقلم/ محمود كامل الكومى
ننام ونصحو على أخبار رحيل الرواد والمناضلين , ومن فضلوا العيش لتفهيم الناس وانتشالهم من براثن الخضوع والخنوع , ونفاق الحكام من اى نوع , ومن أجل الفقراء عاشوا كحائط صد لجراثيم مافيا الرأسمالية يحول بقدر الإمكان بينها ومص دماء الفقراء.

لكن فارسنا الذي ترجل من على صهوة جواده في هذا اليوم المجيد من أيام عروبتنا يوم الذكرى ال 63 للجمهورية العربية المتحدة , يتفوق بأنه كان على أرض الواقع فدائي حمل سلاحه من خلال حركة فتح ليحرر فلسطين.

في هذا اليوم المشهود ارتفعت روحه إلى العلا , على أرض سورية محتضناً ربي دمشق لتفوح غوطتها - وتُميلُني نَحْوَكَ الخُزامى إِذا سَرَتْ ساعَةَ المَغيبِ .

أنيس النقاش من أنت؟ لتنقلب وسائل الإعلام عبر أثيرها رأساً على عقب , وتهتز ملايين الصفحات , حين طيرت الأنباء خبر رحيلك الذي أدمى قلوبنا , رغم أننا وخلال أيام سبقت الوفاة , تضرعنا بالدعاء وارتفعت أكفُنا للسماء , متمنين لك الشفاء العاجل الذي لايغادر سقما , لكن علت إرادة الله واختارتك , وطهرته من كل الآثام , صعدت روحك نقية تقية , لأنها لبت نداء الجهاد ضد عدو الله خلال سني عمرك على الأرض , وها أنت الي السماء , فى جنة عدنان جزاء الطاعة العمياء بعد أن أديت الفرض الإلهي .

أنيس النقاش من أنت ؟ ليكون هذا الحب الجارف , لتروي الدموع الصفحات وتصير أنهاراً , تعيد لنهر المقاومة فيضانه من جديد .
الفعل والحركة والواقع يشهد أنك الفارس النبيل , الذي ضحى بالغالي والنفيس (بالروح) ليعيش الوطن , ويعيش الأمل فى عيون اللاجئين

ولد النقاش أبنا لبيروت المقاومة ,وأحد المشاركين فى حركة فتح الفلسطينية , باعتبارها حركة تحررية هدفها تحرير فلسطين , فقتل العدو على ترابها وصنع البطولة ضد مستوطناتها , ثم قاد الجنوب اللبناني لمقاومة الغزو الصهيوني , وزرع المقاومة فيه وأذاق العدو مُر أيامه حتي الرحيل , وفي الحرب الأهلية اللبنانية , كان خطوطه بيضاء من أجل سلام لبنان , وكان أشد ما كان يعانيه من عملاء إسرائيل فى لبنان ,جعجع وحبيقة وحداد ولحد وآل الجميل , فكانت المقاومة اللبنانية طريقه لتطهير الداخل اللبناني والتصدي لغزو الخارج الصهيوني , لذا كان أخلص من تولي المسئوليات الأمنية سواء داخل لبنان أو فى فلسطين , وحتى فى أوروبا حين أجهض المؤامرات ضد الثورة الإيرانية من اجل عودة نظام الشاه فى شخص شاه بور باختيار , فقضي عشر سنوات خلف قضبان السجون الفرنسية , وعاد الي لبنان 1990 ,يصب فى نهر المقاومة اللبنانية , ويزيد من فعلها وعبقها , وينتصر لانتصارها بتحرير لبنان , وانتصار المقاومة على العدوان الإسرائيلي فى 2006.

كان فارس مغوار ومحلل سياسي من طراز فريد كمنسق لحركة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية , ف دافع بشراسة عن سوريا وجيشها , ضد المؤامرة الكونية عليها , من أجل خضوعها لصفقة القرن ,وأمان إسرائيل , فمات على ترابها , قديس في بيت المقدس , وإمام فى محراب الأقصى , يتدنى أمام اسمه شيوخ الفتنة وتبرير دعارة السلطان , وباباوات آل جميل الفاتحين أحضانهم ل ماكرون , وحاخامات اللطم أمام حائط المبكي يذهبون الى مزبلة التاريخ فيما ترفرف عالية روح أنيس النقاش تحوم حول فلسطين , لتكون زادا وزود لكل المناضلين والمقاومين والمؤمنين بأن الصراع مع إسرائيل صراع وجود .

والي كل شعبنا العربي البقية فى حياتك , أنيس النقاش حلقة من حلقات نضالك .

*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس