بقلم/ احمد الشاوش
كثيرة هي الامثال الشعبية التي تُلخص حياة وواقع اليمنيين في دروب الحياة وفي هذه المقالة سنُسلط الضؤ على قضية أجتماعية في غاية الاهمية تتمثل في "الزواج " المكمل للشطر الآخر من الدين وبعض المشاكل الذي تترتب على عدم أحترام رغبة وخيارات عريس الغفلة.

واذا كان المثل اليمني يقول لامزوج سلي ولاعزب مستريح ، فقد أختزل المثل حلاوة ومرارة وسذاجة الحياة اليومية ، فالعزب مشغول بالموضة والمشطة والعطر والضحكة والدلع والمطاعم والافلام الرومانسية ومن شارع الى شارع ومن حي الى حي ومن زقاق الى آخر ،، وآخر مايفكر فيه القفص الذهبي واذا ضاقت عليه بدأ الجنان وارتفع ترمومتر الحالة النفسية وتحول بسرعة الصوت الى مؤمن ، بينما العريس يصطدم بمطب الاختيار الخاطئ والغير موفق ، لاسيما وان بعض الشباب يكون ضحية أختيار والدته البريئة أو أحد أفراد عائلته ، فإما ان يحالفه الحظ والتوفيق في زوجة جميلة وصالحة وصادقة وامينة تدخل عليه بالسعادة والرضاء والستر ، أو يحصل على زوجة مثل ياجوج وماجوج وفي رواية بدة وفي رواية أخرى بخت يانصيب مثل الحبحبة .

وعلى قول صاحب ذمار الذي خطب وزوج ولده على فتاة من القرية ، مطربلة ومقفصة مثل السيارة الشاص ، والحريو في قمة الرومانسية والقماشة على احر من الجمر ، وما ان انتهت الزفة والسمرة ودخل على زوجته " فتنة" ، ودفع حق الفتاشة وشاف صورتها حتى قامة القيامة وقال لوالده ووالدته والحاضرين،"الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها" بضاعتكم ردت اليكم ، لذلك لابد من أحترام خيارات ورغبات الابناء وفقاً للشريعة الاسلامية والقانون واحترام انسانية الانسان في أختيار شريك أو شريكة الحياة لتكوين اسرة صالحة ، بعيداً عن لي الذراع والثقافة الشعبية السلبية والعادات والتقاليد التي تؤدي في فترة وجيزة الى اثارة المشاكل والتذمر والسخط وعدم الانسجام وتحطيم البيت الاسري والتضحية بالاطفال ، كما ان زواج البدل صار مشكلة كبيرة بسبب غياب الوازع الديني وقلة العقل والمقامرة والانتقام من امرأة بريئة ورابطة زوجية سعيدة رغم ان الله تعالى يقول"ولا تزر وازرة وزر أخرى".

والعجيب في الامر انه ما ان يفكر شخص في "الزواج " أو تراود الفكرة الاب والام ، حتى تسارع الام الى أختيار زوجة العمر التي وصفتها بالجمال والقوام والادب والكمال من وجهة نظرها ، دون أن تدرك الام اتجاهات ونفسيات ورغبات نجلها أو ابنتها والمتغيرات المحلية التي طرأت في المجتمع وواقع الحياة ، ما يؤدي الى تدمير عش الزوجية وطلب الطلاق أو الهروب او فتح قناة تواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعيش في عالم العشق والغزل والحب والخداع الافتراضي ومن ثم تدمير الاخلاق.

دون ان يدرك الجميع ان الزمن قد تغير على حد قول الفنان ابوبكر سالم وان على الانسان ان يُحسن أختيارة ، وان عالم آدم وحواء بعد الثورة التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والتوكتك والتويتر قد غرس مفاهيم وثقافات وصور ومشاهد وتغريدات في عقل وقلب وعين وأذن ووجدان آدم وحواء ، وان شباب اليوم له مواصفات ومعايير وخيارات جديدة مثل الصناعات الالكترونية ، وان بعض النساء على درجة كبيرة من الجمال والكمال والادب ، والبعض أدبها طاغي على جمالها وثالثة بلا جمال ولاادب ولاعقل ولاكمال .

والمشكلة الكبرى ان الام بعد زواج ابنها أوبنتها لاتزال تعتقد ان رجل الاسرة اليوم مازال في نظرها ذلك الطفل المدلل والزوج الذي سلبته الزوجة من والدته ، وغياب دور الزوجة في تذكير زوجها بالطاعة ، لاسيما في حالة التقصير مع والدته التي سهرت الليالي ، ما يؤدي الى الحساسية والغيرة وكهربة الجو الاسري وسماع الجيران صدى الصوت وترديد أغنية حسين الجسمي .. ضحكتك فيها كهربه ، والنهاية ظلمي فلا كهربه ولاطبطة.

والرسالة التي يجب على الاباء والامهات والابناء الالتزام بهاء لبناء اسرة سعيدة ومستقبل مشرق ، اتباع مكارم الاخلاق وان المرأة ليست مجرد سلعة والمغالاة في المهور جريمة، ولابد من حرية الاختيار وفقاً للشريعة الاسلامية والكفاءة والفحص الطبي للتاكد من أي مرض خبيث قد يحول عش الزوجية وحياة الاطفال والاسرة مستقبلآً الى جحيم.. والمثل يقول اذا حبيبك عسل لاتلحسه كله ، وعلينا الابتعاد من اكليشة الُحب عذاب وضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ، والتحلي بالصبر والعقل والحكمة ومخافة الله عند أي خلاف عائلي ، عملاً بقوله تعالى :

"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةًإِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.. سورة الروم 21 صدق الله العظيم .

حول الموقع

سام برس