بقلم/ حسن الوريث
خرجت مع ابني وصديقي الصغير عبد الله إلى ميدان التحرير حيث يقع المقر الرسمي لوزارة التربية والتعليم ومطابع الكتاب المدرسي وتباع فيهما الكتب المدرسية وذلك لشراء منهج الصف السابع لان المدارس الحكومية لم توزيع الكتاب وربما لن توزع لان المطابع المدرسية تبيع هذه الكتب للمدارس الخاصة وتجار السوق السوداء التي أصبحت بيضاء وبعد عناء طويل ومفاوضات مع باعة الكتب خرجنا بخفي حنين .

كان معنا في هذه الجولة أحد الزملاء الأعزاء الذي قال .. انصحكم بشراء الكتب من التحرير لانكم لن تجدوها في المدرسة وكلنا نشتري من هنا .. كان هذا الكلام دافعا لصديقي الصغير للعودة إلى باعة الكتب لشراء المنهج وبعد جدال طويل اتفقنا ان ننتظر أسبوع واحد وإذا لم يتم توفيرها من المدرسة نشتري من السوق السوداء كما نفعل مع البترول والديزل والغاز وغيرها من المواد حيث صارت البلاد كلها مجرد سوق سوداء لكل شيء.

قال لي زميلي المواطن العزيز سمعت ان وزارة التربية والتعليم أطلقت حملة وطنية لدعم الكتاب المدرسي .. قال له صديقي العزيز عبد الله .. لا تصدق هذا الكلام وهذه الحملات الإعلامية التي لا تقدم ولا تؤخر وعادهم اليوم اخذوا مننا في المدرسة الاشتراك الشهري كشرط لتوزيع النتيجة النصفية .. قلت لهما .. اتعرفون ما الذي نريده.. نريد حملة وطنية لدعم المواطن اليمني فهو الوحيد الغائب في برامج كل الوزارات والهيئات التي تحولت كلها إلى جهات لجباية الأموال والمواطن المسكين يدفع حتى هذه الحملة سيتحمل تكلفتها المواطن لان كل من سيدفع سيحيل الفاتورة إلى المواطن.

قال لي زميلي المواطن العزيز وصديقي الصغير عبد الله ماهو الحل في نظرك للخروج من هذا الوضع؟ .. قلت لهما .. اعتقد ان الحل ليس في العمل العشوائي والحملات الوهمية والرؤية الفنكوشية لمحمود الجنيد وفريقه العاجز .. بل في العمل المنظم والمخطط له برؤى علمية عميقة واستراتيجية فمنظومة التعليم تحتاج إلى إصلاح حقيقي وليس إلى حملة لدعم الكتاب وحملة لدعم المعلم وحملة لدعم الطالب وحملة لدعم الموظفين وحملة لدعم الوزير وحملة لدعم النائب الجديد .

المهم رسالتنا انا وزميلي المواطن العزيز وصديقنا الصغير العزيز عبد الله إلى الجهات المسئولة بان تكون مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة اهتماماتهم وليس جباية الأموال وتحميل المواطن المغلوب على أمره كل شيء .. عدوان وحصار خارجي وسوء إدارة داخلي .. ونتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر لإيقاف العبث والحملات الوهمية وان نعمل جميعا على تنفيذ حملة دعم المواطن اليمني وليس تعذيبه.

حول الموقع

سام برس