بقلم/ احمد الشرعبي
من ايام إب : ٢١

حب الظهور ومواهب الله في إخراج آدم من الجنة اخرجاني شبه مطرود من مدرسة النور بمدينة العدين التي أكملت فيها مرحلة الابتدائية ثم المعهد العلمي بمركز المحافظة وهو الصرح الشامخ المؤسس على يد وجهد المربي الفاضل الأب والمعلم الفقيد احمد على الراشدي ولهذه الفترة القصيرة من العمر مذاق وللنعسة في تخومها رواق .ولي عود إليها في سياق ذكريات مبعثرة وطلل بال لهذا المشوّق بحب الظهور ظهرأ قصم ..!!

اولاني الأستاذ الراشدي عنايته..راقه صوتي فأصبحت مؤذن جامع النور المجاور لمعهده وتزامن هذا مع اعجاب الأستاذ المصري المبدع محمد الفقي وكان إلى جانب تخصصه في مادتي العربية والسيرة النبوية كتلة من مواهب وتجليات فصرت رئيس تحرير الصحيفة الحائطيةوكان من بين أساتذتنا مدرس الفرائض العلامة الجليل عبدالله الحميدي وهو فقيه ينظم الشعر وله في الأدب باع وفي حركة الاخوان ذراع رحمه الله.

دارت الأشهر وغدت علتي في محار دواتي وبدأت الكتابة بموضوع لا أذكر عنوانه في صحيفة التصحيح على عهد رئيس تحريرها الشاعر المرموق محمود علي الحاج وهو ما شجعني على نشر موضوع آخر في صحيفة الجمهورية _ التي رأس تحريرها _ أحد أعلام الصحافة اليمنية محمد السنيني _ عن مظلمة أقرباء وأخوة اعزاء في عزلة وادي حرد العدين

وللحرف عند حضور الدولة حروف !!

ثارت ثائرة المتنفذين وخرجت بندقية التشيك من معقلها وقرر المحافظ إلزام والدي يرحمه الله بإحضاري وكان يومئذ احدالمعتمد عليهم في حل النزاعات هو وصاحبه القاضي محمد النزيلي رحمهما الله أحدهما عن العدين والأخر عن ناحية حبيش وبينهما برزت حكمة وإناة القاضي عبدالعزيز عيسى ورصانة وحنكة رئيس اللجنة الفرعية للتصحيح الافندم حسين الخراشي .

احكم مصلح قبضته في خناق والدي ونجحت حبكة التحريض التي تتهمه بكتابة ما ينشر باسمي ..
ليس في الوقت متسع ولا في المحافظة مكان .. يحي مصلح موجود يا ولدي موجود وانا لا أملك خيارا بين تأنيب الضمير بما الحقته بوالدي من نكاية وما استدعته مخاوفي من شظايا بندق العسكري النزق النزيه ..!!

لا خيار غير الفرار وحيدأ كالسيف غادره النصل ..وعلى باب الله وسيارة البيجو ومن اب إلى صنعاء إلى لوكنده السلام في باب اليمن إلى أبواب اللجنة العليا للتصحيح إلى مكتب الأستاذ المناضل الذي لا تجحد افضاله ولا تنكر اياديه ولا تنسى مواقفه ولا تعرف مكرمة الاّ به الفقيد العزيز حسين المقدمي ولي عودة مطولة مجلجلة معه في مواقف أخرى.

عرضت للاستاذ المقدمي مظلمتي من يحي مصلح..وكان كلما تعثرت في الحديث استنفر طاقتي على الاستفاضة .. ذاك ان رجال الدولة يعرفون ولا يوصفون.

أكملت مرافعتي اللجوجة وهو مصغ بحنو واندهاش ..واوصاني بالعود صباح اليوم التالي ولم يغفل عن السؤال عما إذا كان لي قريب يستضيفني والاّ كنت ضيفه.. كان مقر اللجنة العليا للتصحيح بالحصبة خلية نحل وبيت من بيوت الله الحقيقية التي يوُذّن فيها لميلاد يمن جديد .

عدت في الموعد المحدد وألفيت المقدمي هاشّأ تكاد شمس اليمن الجديد تطل من حدقةعينيه استقبلني وقد ارتسمت في محياه ابتسامة بشرى..لا تخف نحن إلى جانبك..وسلمني مظروفين .._ قال_ هذا للمحافظ وهذا لك ..قل كلمتك ولا تتهيب .ولم يكن المظروف الخاص بي غير الف ريال سماها مصاريف سفر..

حول الموقع

سام برس