بقلم/ احمد الشاوش
لسان حال الشباب اليمني اليوم يردد أضاعوني وأي فتى أضاعوا, بعد ان تحول حكام امريكا والغرب الطغاة الى آلهة تُقدم لها القرابين وحكام الشرق اللصوص الى كهنة ، والقتلة والماجورين الى عبيد للدولار الامريكي والاغراءات البريطانية والتركية والسعودية والقطرية والاماراتية والايرانية الذي حل محل القيم الانسانية وحول البعض الى تجار حروب والكثير من المغفلين الى بنادق للشيخ و المنطقة والحزب والحاكم والتاجر والسفير والسفيه.

وكما يقول المثل اليمني " القرش يلعب بحمران العيون" ، فقد كان للمال الحرام بريقه الساحر و اثره الكبير في تغيير النفوس والمواقف والقرارات والذمم والولاءات واشعال فتيل الفتنة والتآمر والخيانة والناجي من جحيم الخيانة والارتزاق نادر والقابض على دينه ومبادئة اليوم كالقابض على الجمر في سوق المزايدات.

وشاهد الحال اليوم يؤكد ان حكام الشرق والغرب وتجار الحروب حولوا اناس في عنفوان الشباب الى مجرد قطيع يُجر الى ميادين الوهم وانتصارات الموت ونزوات المصالح الدامية والبعض الآخر تحول الى لعبة اتاري في معارك الضلال والضياع بعد ان عملوا على تعطيل العقل وفرمتت الحكمة واستنساخ المنطق وتهجين المعرفة وتغييب حرية الرأي والتعبير ، واستبدال الفكر النير بالافكار والثقافات والخرافات والاجندات والديناميت المدمر.

لم يعد المواطن اليمني يتفاءل بالغد المشرق والمستقبل الواعد ويأمل بتحسن الاوضاع ويطمح الى العلم والمعرفة أويحلم بغد أفضل نتيجة للصدمات الشديدة التي تعرض لها جراء سيناريو الفوضى الخلاقة وانهيار القيم وسقوط الانظمة وتعري النُخب وافتضاح الاحزاب الكرتونية وغياب وتغييب الشخصية الجامعة .

وشاهد الحال اليوم يؤكد ان المواطن والاسرة والمجتمع اليمني لم يعد مستقراً بعد سياسة الافقار والتجويع وسيناريو الترهيب والترغيب ومسلسل التهم الجاهزة للشرفاء والمعارضين في طول اليمن وعرضها من قبل تجار الحروب الذين تسببوا في قتل آلاف الشباب من اليمنيين تحت لافتات ويافطات وعناوين وأجندات مشبوهة منذ العام 2011م حتى اللحظة.

هيكلوا الفرد والمجتمع والدولة والمؤسسات وشيطنوا الدين والسياسة والدبلوماسية والثقافة والقيم في الجنوب والشمال والشرق والغرب وحولوا البلاد الى نقاط وبراميل ومطبات ودُشم وخنادق وبنادق وشوارع وأحياء وسجون واتاوات وابتزاز وتقييد حريات وانتهاك انسانية الانسان وادخلوا الحقد والكراهية والفجور والخلاف والدم والثأر الى كل بيت وقرية ومدينة ومحافظة في حالة من السقوط الاخلاقي والجنان الرسمي وغير الرسمي في حالة افلاس لانجد له نظير في دول وشعوب العالم تحت مسمى الوطنية والقومية والتقدمية والدين والاسلام والقرآن والسنة والليبرالية والدولة المدنية ، وتحت يافطة ماركس ولينين وجيفارا وناصر والحمدي وصالح وهادي والسقيفة وعلي ومعاوية والحسن والحسين وابوبكر وعمر ،،،. دون ان يُدرك الجميع ان تلك الشخصيات قد ارتقت الى السماء وحسابها عندالله.

هيكلوا المخ والعقل والفكر والاعصاب والقلب والانظمة والمناهج والقضاء والمؤسسات والاسعار والبترول والغاز والكهرباء والماء والخدمات والمرتبات وبرمجوا الازمات واستنسخوا شياطين الجن والانس لترويض الشعب المظلوم ..

تباكوا على الشعب ومعاناة الفقراء والمساكين والامراض والمعاقين والجرحى والمرتبات وذرف اللصوص دموع التماسيح وأبكونا معشر الفقراء والمظلومين والمنهوبين والمفجوعين كما يتباكى الهنود في الدراما المأساوية وأبكوا الطفل والمرأة والعجوز والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي حتى رق لحالنا الغرب الكافر بينما كانت ومازالت قلوب الاعراب أشد من الحجارة.

ورغم الجوع والفقر والحزن وأعوام الرمادة مازال أخواننا من تجار الحروب هنا وهناك يستقبلون التبرعات ويجمعون المساعدات في عدن وصنعاء وتعز والحديدة ومأرب من المواطنين ورجال الاعمال والبسطاء وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو والفاو والصليب الاحمر والهلال الاحمر وكل تلك المنظمات الاخيرة تجمع فضلات الاعداء للتغطية على الجرائم الانسانية في مؤتمرات الشحت وتسول الاموال من الشيطان الاكبر " أمريكا" وقرن الشيطان في السعودية والامارات وشياطين قطر وإيران وبريطانيا وكندا وتركيا في حين يتقاسم جميع امراء الحرب المساعدات ويضيع الجائع والفقير الذي شحتوا وزايدوا لاجلة بعد ان تحول المال"المدنس الى حلال ومذبوح على الطريقة الاسلامية وضاعت البلد والعزة والكرامة و الشرعية وتوارى شعار الموت لامريكا أمام المساعدات وغابت مقاطعة البضائع الامريكية والسعودية والامارتية التي دمرت كل مصنع أمام تدفق مليارات الضرائب والجمارك في سوق المصالح.

مازال وسيظل المواطن اليمني اليوم يحلم فقط بالبقاء على قيد الحياة وقطعة خبز وشربة ماء وسكن متواضع وكتاب مدرسي موزون ومدرس مستقل ولايهمه من يحكم ، بينما من يدعون الوطنية والالوهية والحداثة يكنزون الثروات ويمارسون أبشع الاساليب ضد أخوانهم وابناء جلدتهم ، بينما يراها العقلاء سحابة صيف.

لقد فقد الكثير منا الثقة في النفس والحكام والنُخب والعلماء والسياسيين والمثقفين دول الجوار والمجتمع الدولي وغابت شمس الحرية والقيم الفاضلة ولم نعد نثق في هذا القائد أو ذلك الحاكم أو ذلك التربوي بعد ان اصبحت طموحات واحلام الشعب اليمني الحصول على الفُتات مقابل رحيل كل اللصوص والعملاء والمرتوقة والدجالين والقتلة وأصحاب المشاريع المشبوهة أو هجرة العقول و الكفاءات والمبدعين والشرفاء الى العالم للبقاء على قيد الحياة بعيداً عن الضباع المفترسة.

شغولنا تجار الحروب الله يشغلهم في أرواحهم بالشعارات والقتال والحروب والغزوات والانتصارات والولاءات وجحيم المعارك ولهيب الاسعار ونهب المرتبات واستقطاب الشباب والزج بهم في جحيم الازمات واستنزاف الارواح والدماء والاموال تحت عناوين السيادة و التحرير وسلم جبل وخذ جبل وانسحب واتقدم وفر وكر "وجر منه ناوله " والشقى من باولة والحسابة بتحسب .

حروب الى يوم القيامة وفجأة يصحو المواطن اليمني على تصريحات ولي الله " وفي رواية عدو الله" بايدن " بدعوة الشرعية والحوثيين الى وقف اطلاق النار بعد تواصله مع إيران لبحث الملف النووي والازمة اليمنية وارسال المندوب الاممي غريفث الى طهران والمندوب الامريكي كنج الى السعودية والتوصل الى الرؤية الامريكية والاوروبية والايرانية والسعودية الاخيرة من أجل السلام !!؟ ، ودخول سلطنة عمان على الخط الدبلوماسية بمشاورات من تحت الطاولة ومحادثات من فوق الطاولة ووسيط عُماني ينقل المبادرة الامريكية المشفرة الى الحوثيين لجس النبض وشرعية خارج اطار الخدمة وانتقالي بيتقارح رصاص لنكتشف مع الاسف الشديد ان الكل مجرد " أحجار على رقعة الشطرنج" ، وان بيت القصيد والزر النووي للازمة اليمنية في " واشنطن وإيران" وان الشداد الغلاظ وغبر الوجيه أضعف من خيوط العنكبوت امام دبلوماسية و صميل العم بايدن.

والشيء المفزع ان دماء الشهداء في مهب الريح مع مؤشرات السلام التي تلوح في الافق وان السلام قادم لامحالة شاء من شاء وابا من ابا لانه لاحرب ولا سلام الى يوم القيامة ، وان على العقلاء والشرفاء ان يُحددوا موقف وطني يتجلى في اليمن أولاً واخيراً ، وان على تجار الحروب ان يلتقطوا الرسالة أما ان يجنحوا للسلم ويمضوا في عملية السلام الى النهاية حفاظاً على ماء الوجه وصوناً للثروات والشركات والقصور والارصدة التي جمعوها عن طريق الحرام والابتزاز والنهب واقتناص الفرصة أو على الاقل المشاركة في بناء الدولة اليمنية القادمة أو المضي في المغامرة والمقامرة والخاتمة السيئة والعودة الى ضبط المصنع جبراً وهو اضعف الايمان .. فهل يعي حكام مأرب وعدن وصنعاء وتعز وحضرموت والحديدة وابين وأصحاب الفنادق والخنادق وغيرهم المتغيرات العاصفة والسياسات المتقلبة على مدار الساعة ام على قلوب أقفالها؟.

shawish22@gml.com

حول الموقع

سام برس