بقلم/ د. عائشة الجناحي
يعتقد بعض الناس أنهم يحبون ذواتهم ويقدرونها تمام التقدير، لكن لو ركزنا على هذا الشعور فعلياً لأدركنا أنه ليس حباً للذات، بل حب مشروط، لأنهم يحبون الذات عند تحقيق النجاح فيعجبون بنجاحاتهم وإنجازاتهم، ولكنهم يعاقبون النفس وينظرون إليها بازدراء ويمنعون عنها الحب عند الإخفاق في الإنجازات.

حب الذات وهي الأنا الإيجابية يتمحور حولها الاحترام وتقدير الذات.

فكيف نرى أنفسنا وهل نقدِرها حق قدرها؟

تقول أخصائية في علم النفس إنها سألت إحدى السيدات التي كانت تعاني من مشكلة إن كانت تحب نفسها فأجابت بعفوية نعم أحب نفسي، فسألتها هل تحبينها فعلاً في كافة حالاتها في النجاح والفشل والتعثر فأجابت لا.

حب وتقدير الذات يزيدان من ثقة الإنسان بنفسه ويجعلانها أكثر سيطرة على طغيان العاطفة والأنا السلبية.

حب النفس هو أن نتقبلها بكل عيوبها ومحاسنها، مع الاجتهاد في إصلاح العيوب بعد الاعتراف بوجودها بدون هدم الذات، فأحياناً عندما يختلي الشخص بنفسه ويستغرق وقته بالتفكير طويلاً فيما وصل إليه حاله، يبدأ في معاتبة الذات باستخدام بعض العبارات القاسية مثل، أنا لا أستحق، أنا لا أتعلم وأكرر الأخطاء، وهذه الكلمات بعيدة كل البعد عن حب الذات.

لذا لتتمكن من تنمية تقدير الذات، أولاً لابد من الانتباه للكلمات التي ترددها على نفسك والوعي بصوتك الداخلي، ثانياً حاول السيطرة على الصوت الداخلي بإلغاء الرسائل السلبية التي تبرمج عقلك عليها منذ الصغر واستبدالها برسائل إيجابية، ثالثاً حرر طفلك الداخلي بتغيير طريقة حديثك مع النفس دون إصدار أية أحكام.

أناني أنا على نفسي بإيجابية من غير أن أسمح للأنا السلبية أن تخترق مسيرتي نحو تطوير الذات، فأتمكن من المحافظة على إنجازاتي وطموحي من دون أن أخدش نجاحات الآخرين أو الصعود على أكتافهم.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس