بقلم/ د. عدنان أبو عامر
أصدر مركز الزيتونة ورقة علمية أعدها الدكتور عدنان أبو عامر تقدم قراءة إسرائيلية في معركة سيف القدس، وتسعى لتقديم عرض تفصيلي بأهم السياقات الإسرائيلية لهذا العدوان الذي أسمته "إسرائيل" بـ"حارس الأسوار"، وأطلقت عليه المقاومة اسم "سيف القدس"، بدءاً بأسبابه، مروراً بأهدافه، وصولاً إلى إخفاقاته، وتأثيراته الإسرائيلية والعربية والدولية، وانتهاء باستعراض جملة سيناريوهات متوقعة لمآلات العدوان في المرحلة المقبلة.

حيث رأى الدكتور عدنان أبو عامر أن هذه المعركة كانت علامة فارقة من حيث الدافع نحو المواجهة وهو الدفاع عن القدس، كما رافقها وحدة فلسطينية شاملة للفلسطينيين في الداخل والخارج، وهي وحدة شهدت إسناداً وتفاعلاً واسعاً في البيئات العربية والإسلامية والدولية. مما أفشل المخططات الإسرائيلية التي عملت لسنوات وعقود على تقسيمهم وتفتيتهم.

وأشار د. أبوعامر أن هذه الحرب قد شكلت انكشافاً للجبهة الداخلية الإسرائيلية أمام جبهة غزة، التي تُعدُّ جهة متواضعة في قدراتها العسكرية أمام جبهات أخرى أكثر قوة وأشد فتكاً، مما طرح تساؤلات كبيرة لدى صناع القرار الإسرائيلي عن طبيعة الاستعدادات التي تجريها المؤسسة العسكرية طوال العام، وفي لحظة الاختبار الحقيقي جاءت النتائج مدوية، مما أثار جملة انتقادات واتهامات متبادلة بين الإسرائيليين حول المتسبب بهذه الانتكاسة مثلثة الأضلاع: سياسياً، وأمنياً، وعسكرياً.

وأشار الباحث إلى أن الأوساط البحثية ووسائل الإعلام الإسرائيلية قد حفلت بجملة من الانتقادات الموجهة لدوائر صنع القرار السياسي والعسكري، بسبب ما عدّته إخفاقاً متعدد المجالات خلال العدوان على غزة، مما أسفر عن نتائج لم تكن في صالح الاحتلال من جهة، واستفاد منها الفلسطينيون، لا سيّما المقاومة المسلحة من جهة أخرى.

وقال أن الإسرائيليين قد رأوا في نهاية هذه الجولة العدوانية على غزة أن حماس قد نجحت في القيام بمهمتها، لأنها أدركت أنها أمام فرصة استثنائية لجلب دعم متزايد لها، وتمكنت من أن تغرس في الوعي الفلسطيني والإسرائيلي أنه لم يعد هناك فصل بين غزة والقدس، فيما أرادت "إسرائيل" الفصل بين القطاعات الفلسطينية، غزة والضفة والقدس، وقد أرادت حماس العكس، ونجحت في ذلك.

وفيما يتعلق بالسلوك الإسرائيلي تجاه المقاومة في قطاع غزة، يرى أبو عامر أن الوضع يخضع للكثير من الحسابات والمتغيرات، بسبب تداخل مصالح اللاعبين الكثر في الساحة الفلسطينية، وتضاربها في الكثير من الأحيان. ومن بين جملة سيناريوهات محتملة رجح احتمالية أن يصمد وقف إطلاق النار إلى فترة زمنية محدودة، وإلى أجل مسمى، على اعتبار أن الجانبين، المقاومة والاحتلال بحاجة إلى هذا الهدوء، فالمقاومة تسعى لإعادة إعمار ما هدمته آلة الحرب الإسرائيلية في غزة، والاحتلال قد يتحضر لإجراء انتخابات خامسة في حال فشل الفرقاء في تشكيل حكومة مستقرة طال انتظارها.

حول الموقع

سام برس