بقلم/ إيمان الكعبي
مَن يقرأ عنوان المقال ربما يتبادر إلى ذهنه أغنية «النفخة الكدابة « للفنان الكويتي علي كاكولي والذي فاجأنا بإتقانه الغناء باللهجة المصرية ودعوني هنا أهنئه على هذا الأداء الرائع، ولكن قد يقول البعض هل مقالة إيمان هذا الأسبوع عن هذه الأغنية؟! وقد يأتيكم الجواب سريعا..

كل ما في الأمر أني استوحيت عنوان مقالتي من عنوان أغنية «النفخة الكدابة» والتي تصف ظاهرةً مجتمعية انتشرت للأسف لدى البعض.. هؤلاء باختصار من يعيش واقعا غير واقعه وحياة غير حياته.. من يتباهي ويتفاخر بصورته من الخارج وهو فارغ من الداخل!
قد يقول البعض الآن «عليهم بالعافية دام عندهم» نعم عليهم بالعافية ولكن ماذا سيُقال في حال كان هؤلاء الأشخاص من أصحاب «النفخة الكذابة» لا يملكون المادة التي تؤهلهم للبس ثوب ليس بثوبهم؟!

لست ضد الفرح والاحتفال ولكن ضد البذخ والإسراف.. ولعل من مظاهر الاحتفالات الأخيرة التي انتشرت بكثرة بين أوساط «هن» تحديدا، احتفالات ما قبل الزواج وربما أكثرها انتشارا هي حفلة ما يسمى برايدل شور أي حفلة لتوديع العزوبية، أما الهبة وما أدراك ما الهبة فهي حفلة معرفة نوع الجنين.. طبعا هذا بعد حفل الزواج وما صاحبه من تبعات قبل وبعد المناسبة، نأتي لهذه الحفلة تحديدا والتي تجهزها الأم بعد أن يزف لها الدكتور بشرى نوع الجنين الذي في أحشائها فيبدأ الخيال يسرح ويمرح ما الذي قد تفعله لتفاجئ أهلها وصديقاتها بنوع الجنين.. امممم لقد حان وقت التنفيذ، بالتجهيز لحفلة كبيرة يختلط فيها اللونان الزهري والأزرق وتبدأ التخمينات عن جنس المولود المنتظر إلى أن تحين اللحظة الحاسمة والتي يحسمها دبوس يفجر البالونة التي تكون بحجم الكرة الأرضية ليتناثر أحد اللونين ويفصح عن نوع الجنين!!!
وما دمنا في خضم الحديث عن «النفخة الكدابة».. هل شاهدتم طابور الحجوزات للوحش الياباني الجديد «لاند كروزر 2022» حتى قبل أن يعرف البعض سعره النهائي!!!

قبل الختام: الغرض من مقالتي ليس الحسد.. لا والله.. ولكن أتساءل لماذا يعيش البعض عالما غير عالمه؟ يواكب الموضة ويلهث وراء اقتناء كل ما هو جديد وكأنما لو لم يقم بذلك سيطلق عليه لقب متخلف ورجعي؟!!

لماذا لا نواكب الآخرين في التطور العلمي أو المهني أو حتى في تطوير الذات وفي المقابل يجري البعض وراء مظاهر دنيوية وكماليات لن تطيل في أعمارنا ولن تساهم في بناء دولتنا؟!

نقلاً عن صحيفة العرب

حول الموقع

سام برس