بقلم/ يحيى يحيى السريحي
قبل ظهور عهد الحوثي على سطح السياسة اليمنية وبلوغه سدة الحكم بعقود كان يتولى مسئولية وإدارة مؤسسة المياه رجال من آل الفسيل وآل المتوكل وآل المهدي وهم من خيرة رجال الإدارة والدولة ، ولا أبالغ إذا ما قلت أنهم الأفضل من تولى مسئولية قطاع المياه .

الأفضل وطنيا واخلاقا وأنسانية ، أخلصوا للمؤسسة وأفنوا أعمارهم في خدمتها وخدمة المواطنين ، لذا نجحت مؤسسة المياه بنجاحهم وحققت أهدافها ورضي المجتمع عنها ، وهذه غاية الناس من المسئولية والمسئولين أن يجدوا من يخدمهم لا من يستخدمهم ويستغل حاجتهم ، نعم لقد كان أولئك الرجال ملهمين لغيرهم ومنارة تضيئ للآخرين دربهم وللحائرين طريقهم ، بيد أن الوقت الراهن أضحت كثير من مؤسسات الدولة أحوج ما تكون الى مثل أولئك الرجال سيما في ظل الظروف الاستثنائية والحرب والعدوان على بلادنا والتي تحتاج طبيعة الظرف والمرحلة لرجال استثنائيين ، وإذا كانت الحوثية دين فهم معتنقوه والناس على دين ملوكهم ، وإذا كانت وطنية فهم رواده الأوئل ، أما إذا كانت مقاومة فيجب أن يتقدموا الصفوف الأولى لا أن يغيبوا والوطن احوج ما يكون الى ولائهم وكفاءتهم وخبرتهم ، فمقاومة العدوان باختيار الرجال المخلصين والكفاءات في مؤسسات الدولة لخدمة الوطن والمواطن لا تقل أهمية عن مقاومة العدوان وأذنابه في جبهات القتال لرد العدو عن صلفه وعدوانه ، والظالم عن ظلمه ، فذلك الجيل الذي أخذ على كاهله المساهمه الفعّالة في خدمة الوطن والمواطن ومنها مؤسسة المياه التي شكلت خدمتها نقطة تحول في حياة المواطن اليمني حقاً له علينا أن نذكر مآثره وجميل خصاله وأفعاله .

لأجل ذلك يستحق أولئك كل الاحترام والتقدير ومنهم الاستاذ القدير المهندس محمد علي الفسيل باني مؤسسة المياه وموجدها من العدم ، والى رفاق دربه الاستاذ القدير المهندس عباس عبدالرحمن المتوكل ، والمهندس الاستاذ عبدالله اسماعيل المتوكل ، والاستاذ القدير المهندس ابراهيم احمد المهدي المدير العام الأسبق للمؤسسة المحليه للمياه والصرف الصحي بالأمانة والذي أتذكر له مشهد لا ينسى حيث تعرض الأستاذ ابراهيم المهدي في أحد أيام توليه مسئولية الإدارة العامة للمؤسسة أثناء فترة الدوام الرسمي تعرض لحالة غيبوبة وسقط مغشيا عليه في مكتبه وتم اسعافه للمستشفى وتوقعنا غيابه لأيام أو ربما أسابيع أو قد يسافر للخارج للإطمئنان على صحته كما يفعل الكثيرون غيره من المسئولين الذين إن أصابهم ألم في الرأس أو انتفاخ في البطن طافوا بلاد أوربا بحثا عن التطبب وبعدها شرق آسيا بحثا عن النقاهه والاستجمام ، وأخذوا من تلك العوارض العادية ذريعة لنهب الخزينة العامة وتعطيل مصالح الأمة ، ولكن الاستاذ ابراهيم المهدي رعاه الله لم يفعل ذلك كله فما ان فاق من غيبوته وحس بجريان وعودة العافيه الى جسده عاد اليوم التالي لممارسة عمله، وهو مالا نلمسه اليوم من بعض المسئولين الذين يتغيبون عن اعمالهم أيام عديدة في الاسبوع الواحد بسبب التخزينة لوقت متأخر من الليل ومن ثم يصبحون غير قادرين على النهوض في صباح اليوم التالي لتأدية مسئولية الأمانة الوظيفية التي حملتها اعناقهم ، وهكذا دواليك طوال الشهر والعام ولا ندري كم يوما في الاسبوع الواحد حتى يتغيبون فيه أيام ?!

والأدهى والأمر من ذلك أن عينة من أولئك المسئولين إذا حدثت معجزة وداوم يوما مثل بقية البشر حضر وهو متجهم الوجه مكشر عن انيابه يبحث عن فريسة من الموظفين او من المواطنين لينقض عليه ويفرغ ما في جوفه من اقذع الشتائم والسباب لأنه صحى باكرا وحضر دوامه وكأن ذلك المواطن أو الموظف هو من أجبره على الصحيان ليداوم في ذلك اليوم المشئوم !! أن حاجة الناس اليوم الى فصيلة المسئولين أمثال الاستاذ ابراهيم المهدي لا تقل عن حاجتهم للمأكل والمشرب ، فالشكر والتقدير مرة اخرى للمهندس ابراهيم المهدي والشكر موصول لكل من كانوا على شاكلته، واتمنا على القيادة العليا في الدولة أن تطّعم مؤسسات الدولة بمثل أولئك الكوادر الأمينة والمسئولة والقادرة ليستقيم بهم اعوجاج ما مال ويصلح بهم سائر الأحوال . والله من وراء القصد ..

حفظ الله اليمن وشعبه

حول الموقع

سام برس