بقلم/يرستين النهمي
أزمات إنسانية هائلة من صنع الإنسان و أزمة وباء تتمم شقاء اليمنيين و تلحق مستوى جديد من البؤس والحرمان.

هددت جائحة كرونا استقرار العالم أجمع و اثرت نفسيًا وصحياً على أطفال أعظم الدول واكثرها استقراراً، فماذا عن بلد يعاني مسبقاً من الصراعات المستمرة وويلات الحروب ؟و بحسب تصريحات اليونسيف المتكررة بأن اليمن أسوأ مكان في العالم بالنسبة للطفل

فقد فاقمت الجائحة حرمان الطفل اليمني من أبسط حقوقه ، وأدت الى إزدياد معدل البطالة والفقر والمجاعة لبلد تعد فقيرة وأطفالها يعيشون تحت خط الفقر

لم تكن مواجهة أزمة كرونا أصعب من مواجهة أزمات الحرب ( أطفال الحرب) مجردون مسبقاً من حقوقهم حيث تاثير الحرب والفقر والبطالة على الأطفال يفوق كل التاثيرات، لكنها جعلتهم امام عاصفة جديدة بين المرض و الموت والحرمان

التباعد الاجتماعي كان اول الخطوات الاحترازية والمكوث في المنزل وهذا ما ادى الى حرمان الطفل من أبسط حقوقه وهو اللعب والأمان كما ادى الى توقف الدخل المادي لمعظم الأسر واستصعب على الكثير منهم توفير الطعام وغيره من الاحتياجات الضرورية لأطفالهم وأصيب عدد مهول من الأطفال بالمجاعة خاصة اولئك الذين يتربون في أحضان الفقر , تفاقم الحال بالنسبة لشريحة كبيرة من النازحين و متلقين المعونات بعد ان صرحت الأمم المتحدة إنها لا تملك التمويل الكافي للحفاظ على استمرار المساعدات .

أحمد .... طفلاً من أسرة فقيرة مكونة من ٤ أخوه وام واب يسكن في صنعاء مع باقي افراد العائلة التي يعولها شخص واحد وهو الاب ، ويعمل على بيع الجوارب في بسطه، يقول احمد البالغ من العمر ١٠ سنوات ان الحال لم يتغير كثيراً خلال وجود هذا المرض المميت كما قال ان اغلاق المدارس وحرمانه من اللعب مع اصدقاءه وزيارته لجيرانه واهله كان الأسوأ بالنسبة له ، فالمدرسة والاصدقاء هم المتنفس الوحيد له .

وقال نعيش بلا كهرباء لان تكاليفها باهضة ودخل ابي لا يكفي الا لاشباع جوعنا ، الجلوس بالبيت ممل لا تلفاز ولا غيرها من الرفاهيات وكانني كنت في سجن عائلي جعلني اترقب الإفراج اترقب انتهاء الجائحة والعودة الى الحياة كما كانت ، عشنا في رعب ننتظر الموت بسبب الأخبار المتواصلة عن اعداد الموته الذي جعلنا نخاف ان نخسر بعضنا ، وخوف ابي وحرصه علينا من الإصابة بكرونا كان هاجس جميع من في البيت فلا معقمات ولا مناعة جيدة بسبب التغذية الضعيفة هذا ما يقوله ابي ويكرره ويقول الوقاية خير من العلاج ونحن لا نملك حق العلاج اذا أصيب احداً منا .

خالد ...طفلاً في الثامنة من عمره
يحكي تفاصيل مؤلمة اكبر منه بكثير قال خالد : لم ننحرم من الدراسة واللعب فقط بل انحرمنا حتى من شراء قطعه البسكويت التي اعتدنا تناولها في العصريه مع العصير ،حبسنا خلف جدران المنزل الذي بالكاد يكفينا واصبحت جدرانه هي لوحتنا التي نرسم عليها احلامنا ، اما سقف المنزل كنت اتخيله السماء أبقى الليل مستيقظًا على فراشي اعد شروخه على انها نجوم معلقه ، أتت ايام كنا نذهب للنوم ونسمع اصوات تنبعث من بطوننا من شدة الجوع ، انحرمنا من العشاء ، باع ابي هاتفة المحمول والتلفاز ليشتري لنا ارز ودقيق وسكر، لان ابي يعمل مدرس في أحد المدارس الخاصة في صنعاء الى ان توقفت المدارس ،حرم ابي من راتبه الذي كان يعد الدخل الوحيد لنا ، وقال احمد المدارس الخاصة تستلم الرسوم من طلابها كاملة لكن مدراءها لا يخافون الله الجشع أعمى قلوبهم.

كما اصدرت منظمة اليونسيف تحذير ان خطر المجاعة في ظل كورونا يهدد 2,4 مليون طفل في اليمن ، أي ما يقرب من نصف عدد الأطفال في هذا العمر.وحذرت في تقريرها ان النقص الكبير في المساعدات الإنسانية في اليمن على خلفية فيروس كوفيد-19 يهدد بأزدياد عدد الموتى من الأطفال جراء سوء التغذية في البلد الغارق بالحرب.

جائحة كرونا اثقلت كاهل الأطفال في ظل الظروف الصعبة والحرمان المستمر ،الا ان العزلة الاجتماعية جعلت الطفولة في مخاوف اكثر، اضافة إلى الضغط النفسي الذي فرضه الوباء على الاب والام مع ارتفاع مستويات البطالة وانعدام الدخل المادي وضيق الحال انعكس على الطفل وزاد من معدل العنف الأسري

حول الموقع

سام برس