بقلم/محمود كامل الكومى
نجتر الأحزان , وتزداد يوما عن يوم وتتعمق بفقد الرفاق .

ورود تتهاوى من على فرعها الرطيب , فيما الأشواك تزداد غرسا في ظهرانينا .

سقط أبو جهاد الأول ( خليل الوزير) مهندس انتفاضة الشعب الفلسطيني من أعوام خلت , وتخلخلت المقاومة الفلسطينية من حدِها .

واليوم 7 تموز (يوليو)2021 يغادر أبو جهاد الثاني ( الضلع الثاني ) في المقاومة المسلحة ( أحمد جبريل) وللجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة- قرين, تمسك بالتراب السوري حتى الرمق الأخير,
غادرت روحه الحياة ولم تغادر فلسطين.

فيما الفرع الرطيب الذي نما على أغصانه ورود المقاومة الفلسطينية -- -المقاومة التي تعرف أن توجع العدو ,وتتناغم مع لغته المسلحة – وبعد إن صار عتيد ,إلا أنه لم يجد تخصيب , نتيجة عقم الكأس , فلم يعد تلقيح نتيجة التشرذم , واللهث وراء الأنظمة العربية التى قهرت شعوبها , فصارت عميلة لعدو فلسطين , فسارت الكثير من قيادات المنظمات الفلسطينية تفقد مصداقيتها وإستراتيجية وجودها .

فيما أحمد جبريل , قد ركن الي سوريا منذ تخرجه من الكلية الحربية بمصر , وناضل مع جيشها وكون مع جورج حبش الجبهة الشعبية – ثم انفصل متفردا بالجبهة الشعبية " القيادة العامة"- وخاض مع الجيش السوري فى لبنان – ويحمد له انه لم يترك سورية مؤخرا زمن المؤامرة الكونية عليها , وناضل من خلال منظماته مدافعا عن التراب السوري , ومخيم اليرموك .

ورغم أن عبد الناصر , قد حذر حتى ياسر عرفات ,من تلبية الاستقطاب ( بتعبيره له بعد أن أتى به فى أتون مذابح أيلول 1970 الي القاهرة – مش قلت لك يكلوكم), إلا أن سوريا صارت الآن عنوانا كبيرا للمقاومة , وضد التطبيع .
أحمد جبريل ودوره من خلال الجبهة الشعبية – القيادة العامة – فى النضال من أجل فلسطين عربية لابد أن يلقى عليه مزيد من الأضواء :

نفذت الجبهة عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي، وأنجزت صفقات تبادل أسرى كان أشهرها "عملية الجليل"، خلالها تمكنت الجبهة عام 1985 من إطلاق سراح 1150 أسيرا لدى إسرائيل في صفقة تبادل مقابل 3 جنود إسرائيليين أسرتهم الجبهة، وكان بين المحررين آنذاك مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين.

عملية الليطاني، حين هاجم أفراد من الجبهة شاحنة عسكرية إسرائيلية فقتلوا 4 جنود وأسروا جنديا وقد أفضت أيضا إلى صفقة تبادل أسرى في مارس عام 1979 بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، وإسرائيل التي أطلقت 76 معتقلا فلسطينيا من سجونها مقابل إطلاق جندي إسرائيلي .

فيما كان الفعل بتعديد المناقب , لتكون مثالا يحتذى للشباب.
وعلى طريق النضال لابد من الاستفادة من المثالب لتكون عبرة وعظة .

ولا نريد أن نغوص , فيما الهدف الأمثل للنضال هو والوحدة , وعدم افتقاد البوصلة , لتنحرف فوهة السلاح الي صدور الرفاق " وأعنى حصار عرفات فى بيروت .
أسئلة كثيرة تثار بمناسبة علو روح أحمد جبريل الي السماء
أولها الانشقاق عن الجبهة الشعبية , وتكوين – القيادة العامة ؟!
حصار عرفات فى بيروت ؟!رغم خطأ عرفات
ومن أخطر الأخطار التي ارتكبتها قيادات الفصائل الفلسطينية انشغالها في الأمور الداخلية لبعض الأقطار العربية ... والتورط بالخلافات العربية? .

لماذا نضجت مقاومة حماس والجهاد على حساب باقي المنظمات – مع العلم إن الجبهة الشعبية – القيادة العامة – هي من اجبر اسرائيل على تحرير , الشيخ أحمد ياسين ؟
مراجعة النفس , واستحضار التاريخ , وتعظيم الكفاح والنضال واستدعاء المعارك والعمليات الفدائية التى قادتها المنظمات الفلسطينية من اجل فلسطين عربية –وايضا النقد الذاتي , واستدعاء المثالب والاحتراب , وما حدث فى الأردن ولبنان؟!

أسئلة كثيرة لابد أن تثور أمام الجيل الجديد , جيل أطفال الحجارة , و دهس المستوطنين القتلة , وطعن الجلادين من جنود العدو الذين يبقرون الحوامل من نساء فلسطين , وإجابات عن ما حدث بتجرد لابد أن تثور ,من أجل الهدف الاستراتيجي , ومن أجل توحيد كل الفصائل الفلسطينية , وإيجاد قيادة موحدة تقود العمل الفردي الفلسطيني البطل , ليبزغ نهار فلسطين عربية .

فى وداع أحمد جبريل المناضل الذي لم يحد عن الكفاح المسلح ضد عدو الإنسانية ( إسرائيل)
لابد أن نلقى نظرة فاحصة وشاملة وأمينة , تحلل الماضي وتصنع الحاضر لتحقيق مستقبل العودة لفلسطين عربية .

هنا فقط تستريح روح أبو جهاد ( أحمد جبريل ) فى سلام
وغير ذلك لاعزاء.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس