بقلم/ حمدي دوبلة
مع الاحترام لكل الآراء المغايرة وللمشاعر التي تذوب عشقا في وحدة اليمن لابد لنا اليوم وبعد اكثر من ثلاثة عقود من تجربة الوحدة الاندماجية بين الشطرين ان نعترف بان هذه الوحدة ليست الها ولا هي قرآنا ولم تك يوما فرض عين على احد وانما هي اسلوب حياة واذا لم تحقق الاهداف المرجوة منها وترتقي بها حياة الناس فلتذهب غير مأسوف عليها ..

اما بقائها على هذا النحو الذي نشاهده يوميا في مناطق الجنوب فلن تكون سوى باب لبث الاحقاد وتوسيع نطاق العداوا ت بين ابناء البلد الواحد ..

لااظن ان يمنيا واحدا في الجنوب او الشمال لم يكن يحلم بالوحدة قبل ثلاثين عاما لكن ماآل اليه حالها اليوم قضى على جمالها في النفوس واحال سحرها وجاذبيتها الى كابوس مخيف جعل الناس في الشمال يحنون بشغف الى الجمهورية العربية اليمنية بدرجة لاتقل ابدا عن حنين الجنوبيين الى دولتهم .

أعيدوا براميل كرش والشريجة الى قواعدها سالمة غانمة يرحمكم الله فاليمن هنا وهناك لاتحتاج اليوم الى وحدة تنطوي على كل هذا الحقد والضغينة التي ينفثها البعض من الداخل والكثير من خارج الحدود بل هي في امس الحاجة الى قيادة وطنية مخلصة لاترتهن في قراراتها وولاءاتها الى الشرق او الغرب او لهذا الطرف الاقليمي او لذاك
لكن قبل ذلك يجب معالجة اوضاع الناس وحقوقهم وارى ان يتم منح فترة زمنية محددة ولتكن لمدة عامين على الاقل للشماليين في الجنوب وللجنوبيين في الشمال لكي يعيدوا ترتيب اوضاعهم وبيع املاكهم قبل ان يعود كل واحد الى وطنه واعادة الامور الى ماكانت عليه قبل الـ22من مايو 1990ولنبقى اشقاء وجيران فلسنا في الشمال محتلون ولامستوطنون ولانتطلع الى استثماراواستغلال ثروة احد ولا هم قابعين تحت نيران لاحتلال والاستعمار.

حقا سئمنا هذه الوحدة التي لم يبق منها الا اسمها وشرعية ضعيفة مرتهنة لا تستطيع حتى العودة الى عدن واشتقنا الى دولتنا الصغيرة التي تقارب مساحتها المائتي الف كيلومتر مربع وحان الوقت لفك الارتباط فمنذ اعادة الوحدة لم نر خيرا ولم نعرف غير المشاكل والتعقيدات مع كل التمنيات لاخوتنا في الجنوب كل التطور والازدهار فمن حقهم ان ينعموا بثرواتهم ومن حقنا ان نرتب امورنا ونستخرج ثرواتنا وليبقى الود والحب رابطا قويا بين الشعبين الشقيقين فهذه الوحدة لم يبق منها الا اسمها وشرعية ضعيفة مرتهنة لا تستطيع حتى العودة الى اي من مناطق البلاد وبقاؤها بهذه الصورة القاتمة لن تكون الا عامل اضافي للفرقة والشتات وكيرا ينفخ على الجانبين نار الكراهية والبغضاء ليلا ونهارا .

وعلى رأي شاعرنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح

(فَقَد طَفَحَ الدَّمُ

واحتَرَقَت سُفُنُ الحُبِّ

في يَمَنِ الحُبِّ

ماتَ الضَّمِيرُ على أَرضِها

جَفَّ نَهرُ السَّلامْ..


مجرد رأي ووجهة نظر

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس