بقلم/حسن الوريث 
قال الراوي.. انتشرت خلال الايام الماضية أسراب جراد صحراوي في عدد من المحافظات وخاصة في المناطق الزراعية وتحركات الجراد وانتشاره بشكل واسع مؤشر لافت ينذر بكارثة خطيرة تهدد الزراعة ومصادر الأمن الغذائي في البلاد وقد اطلق عدد كبير من المزارعين في مناطق انتشار  أسراب الجراد نداءات واستغاثات مستمرة لوزارة الزراعة وما تسمى باللجنة الزراعية العليا للتدخل لمساعدتهم في مكافحة الجراد والتقليل من مخاطره على المزارع ولكن لا حياة لمن تنادي وكل يضع إصبعه في اذنيه كي لا يسمع تلك النداءات.

قال الراوي .. هل تصدقون ان أحد مسئولي وزارة الزراعة الذي تم تعيينه مؤخرا في منصب مهمته وقاية النباتات يرفض رفضا قاطعا التعامل مع المنظمات الدولية الداعمة للقطاع الزراعي ومنها الفاو بحجة انهم كفار وهذا الموقف منه ادى الى حرمان المزارعين من دعم هذه المنظمات خاصة في مجال دعم مكافحة الآفات النباتية والجراد وتسبب في إيقاف أعمال المكافحة الميدانية للجراد ما أتاح المجال سائبا أمام هذه الآفة التي دمرت معظم محاصيل المزارعين كما انه جاء باستحداثات وقام بتعديلات عبقرية اقتضت تغييرات في مركز الجراد الصحراوي واستبدال وتغيير الكوادر الفنية المتخصصة في مجال الجراد بمن يقدمون الولاء والطاعة ناهيك عن تخصصاتهم التي قد لا تكون موجودة أصلا .

قال الراوي.. هل يعرف هذا الكرتون الذي تم تعيينه في هذا المنصب ان الطاووس ومجلسه يستلمون رواتبهم من هذه المنظمات الدولية التي وصفتها بالكفار وعليك ان تنصح زميلك الطاووس بأن يمتنع عن استلام الرواتب منهم لأنهم كفار .. وهل يعرف هذا الكرتون الذي تم تعيينه في هذا المنصب الخطير أنه بقراره هذا سيؤدي إلى انهيار العمل الزراعي لانه لايخدم توجهات التنمية الزراعية ولا يشجع المزارعين ولا يقدم لهم المساعدة في مجال مكافحة الآفات النباتية وربما أنه يريد أن يتجه المواطنين لاكل الجراد كأفضل حل لمكافحته وهو لا يدري ان الجراد سياكل الأخضر واليابس وسيقضي على محاصيل المزارعين ومنتجاتهم ويصبح الأمن الغذائي في خبر كان بسبب قرار اهوج من شخص كرتوني تم تعيينه في هذا المكان مثله مثل غيره من الشخصيات الكرتونية التي تدير العمل في الكثير من مفاصل العمل بالوزارات والمؤسسات والهيئات وتم تعيينها كما قلنا بالقرابة أو الولاء أو المجاملة وكل همهم تلميع انفسهم في الاعلام حنى لو كلفهم ذلك الملايين وهذه هي النتيجة الطبيعية التي يمكن أن نصل إليها .

قال الراوي.. هل صارت وزارة الزراعة إسما فقط دون عمل بعد إنشاء اللجنة الزراعية العليا التي استولت على عمل وزارتي الزراعة والثروة السمكية وفي طريقها للاستيلاء على عمل وزارات أخرى كما فعلت الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى التي تم تشكيلها لتكون بديلا عن الوزارات ؟.. وهل سيصبح وزيرا الزراعة والثروة السمكية من ضحايا هذه الهيئات والمجالس العليا واللجان الأعلى وينضما للقائمة ؟ وهل تعرف هذه اللجنة التي تهتم بتعطيل وزارات قائمة للاستحواذ على عملها ان الوضع الزراعي والسمكي في بلادنا يحتاج إلى جهود كبيرة وخبراء وكفاءات لاننا نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وليس تعيين كراتين يسمعون ويطيعون ولا يفهمون؟ وهل تشاهد هذه اللجنة عشرات الآلاف من الأطنان من المنتجات الزراعية ترمى في الشوارع ومقالب القمامات نتيجة عدم وجود سياسات زراعية تسويقية حقيقية وصحيحة ؟ وهل تعرف هذه اللجنة العليا ومن قامت بتعيينهم أهمية التسويق الزراعي وكيف تعمل على حماية المنتج الزراعي المحلي وحماية المزارع حتى يستمر في عملية الإنتاج والزراعة باعتبارها اساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية؟ .

قال الراوي.. يقال ان من يمتلك قوته يمتلك قراره ونحن قرارنا بيد غيرنا لانه يتحكم في قوتنا وسياساتنا الزراعية مازالت تسير في نفس الطريق وربما أسوأ من خلال هذه الكراتين التي يتم تعيينها في مناصب أكبر منها .. فهل وصلت الرسالة أم ان الوضع سيبقى كما هو جراد وكراتين والضحية المزارع والمواطن والوطن؟.

وللحديث بقية عن القطاع الزراعي والسمكي ولكننا نأمل من القيادة السياسية إعادة النظر في قرار هذا الكرتون ووضع حل سريع وعاجل لموضوع مكافحة الجراد لحماية الزراعة والأمن القومي الغذائي ..

حول الموقع

سام برس