بقلم/ انور العنسي
بسبب الحرب القذرة التي سقط في براثنها اليمن أصبح السفر من البالد وإليها ال يقل مأساوية عن باقي الكوارث األخرى الناجمة عنها.

اليمنيون عبر تاريخهم شعب مهاجر ، يحبون الذهاب إلى مختلف عوالم الارض والعودة إلى عوالم الذات في الوطن.

أكثر من عشرة ملايين يمني يعيشون في الخارج من قبل الحرب وبعدها ، كلما كان يضيق الحال بأحدهم يقطع تذكرة ويعود لاهله.

ولكن في ظل الحصار المزدوج الذي فرضه التحالف الخارجي والانقسام الداخلي الغشوم أصبح اليمني المغادر أو العائد إلى وطنه ضحية ًلهذا البؤس المركب.

يقوم مسلحون منفلتون على جانبي الصراع بما يتجاوز تعسف المغادرين والقادمين إلى حد ممارسة الاختطاف والسلب والنهب والاحتجاز لبعض المسافرين لمجرد الاشتباه في الاسم وباحتمال أن يكون هذا المسافر محسوب أو يعمل لصالح هذا الجانب أو ذاك.

يجتهد كل طرف في الصراع في احتجاز أكبر عدد من العابرين الابرياء لمجرد مقايضتهم بمحتجزين تابعين له لدى الطرف الاخر .. أي همجية أسوأ من هذه التي تحدث في اليمن؟

في مأساة الطالب الشاب الامريكي من أصول يمنية عبدالملك السنباني الذي تم احتجازه خلال عبوره من محافظة لحج عائدًا لزيارة أسرته في صنعاء ونهبه ثم قتله ، والتقاط بعض الصور لمسلحين تابعين لقوة أمنية تعمل خارج القانون والمؤسسية .. في هذه الجريمة وغيرها ما يرتب مسؤولية قانونية وأخلاقية على الرياض التي تقود تحالفًا تسميه )دعم الشرعية( في جعل أكثر من خمسة وعشرين مليون في شمال اليمن بلا منفذ جوي يعفيهم من مهانة السفر عبر مطاري عدن وسيؤون الواقعين تحت سيطرة أجهزة أمنية غير محايدة ولا مدربة أو مسؤولة!

كانت الامم المتحدة أشارت في عام سابق إلى أن أكثر من إثني عشر ألف شخصًا يموتون بسبب أمراض يمكن علاجها بسهولة خارج البلد.

بالمقابل فإنه يتعين على سلطات الامر الواقع في صنعاء أن لا تستخدم هذه المعاناة للمطالبة بفتح مطار صنعاء بشروطها الخاصة ، وأن تقبل بأي تدابير للتحقق وتفتيش الطائرات سواء في صنعاء نفسها أو في أي من دول العبور أو الوصول.

لايجب بعد أن وصلت معاناة المسافرين من اليمن وإليه إلى هذا الحد المزايدة بمسألة السيادة والكرامة الوطنية على حساب هؤلاء ، وهم في الاغلب مرضى أو طالب أو مغتربون!.

ينبغي أن يتذكر الحوثيون أن إعادة فتح مطار صنعاء في هذا البلد الواقع تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة حتى التوصل إلى حل سياسي شامل تحتاج إلى قواعد ضبط جديدة لضمان امن الرحلات الجوية وعدم استخدامها لغير الاغراض المدنية.

حول الموقع

سام برس