بقلم/ إبراهيم الهاشمي
في عهد السبعينات تحديدا وأوائل الثمانينات كان القادر على القراءة والكتابة يستطيع أن يتقلد منصبا جيدا براتب مجز كالمدرس والمسؤول ومدير الأرشيف وغير ذلك، في زمن كان فيه المال شحيحا والفرص معدومة إلى حد ما.

كنا نسمي غير القادر على الكتابة في ذلك الوقت بالأمي، حتى حلت الألفية الجديدة ليصبح كل شخص لا يعرف التقنية أو استخدام الكمبيوتر أمي، لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فكما ذكرت الدراسات أنه خلال عشر سنوات سيكون الأمي هو الشخص الذي لا يستطيع البرمجة، أو بالأحرى لا يتحدث اللغة الانجليزية ولكن كيف ذلك؟
يتجه العالم اليوم إلى جعل الأجهزة (الجوال والكمبيوتر) هي شريان الحياة لكل شخص يريد أن تسير حياته بسلاسة فمن خلال جهازك تستطيع السفر وطلب قرض بنكي وتحويل أموال والتقديم للجامعة.. الخ
مما يعني أن الشخص العاجز عن مثل هذه المهام التي ستكون ضرورية في حياتك ستجعلك أميا في عالم يضج بالخوادم الضخمة والأبراج الشبكية وبلايين البيانات المتبادلة، ورويدا رويدا سيصبح للبرمجة دخل في الأمر لدرجة أن الأمية هو من سيكون عاجزا عن البرمجة أو التحدث بالانجليزية لأنها أمية المستقبل.

فالبيوت ستصبح ذكية حيث إن منزلك بأكمله يعرف حالة مزاجك وموعد وصولك ودرجة حرارة منطقتك وأكلك المفضل، ومن خلال البيانات الضخمة التي يمتلكها عنك سيقوم مطبخك الذكي بطبخ الأكلة التي تحب وستقوم غرفتك الذكية بوضع الإضاءة على درجة ولون مناسب مراعاة لحالتك المزاجية وسيكون المكيف في وضع تبريد مناسب للطقس الخارجي الذي كنت به حتى إن منزلك سيعرف عنك ما لا تعرفه عن نفسك.

يظن البعض أنني أتحدث في أمور هي من الخيال العلمي ولكن بوادر المنزل الذكي قد أصبحت بالفعل موجودة كموجه الأوامر اليكسا كما قد توفرت الإضاءة الذكية والمطبخ الذكي والتلفزيون الذكي ومستشعرات الحركة والكاميرات الذكية مما ينذر بالدخول إلى عالم يتصل كله بالانترنت حيث إن السيارات ذاتية القيادة والفرن ذاتي الطبخ والبيت يدير نفسه بنفسه وهو عالم من الرفاهية قادم للنور.

نقلاً عن العرب القطرية

حول الموقع

سام برس