بقلم/ د.رولا الابيض
تعيد صحيفة " سام برس" نشر مقال يمثل قصة انسانية مؤثرة تستعرض كفاح انسان يكسب لقمته بيده الشريفة وعرق جبينه.. انسان يتدفق عطاء وحنان ورحمة وانسانية أستطاع ان يبني اسرة عظيمة واولاد مؤهلين متحررين من العقد والغرور وفي قمة الادب والاخلاق ، ورغم ان المقال نشر في العام 2020م إلا انه للفائدة تشرفنا بننشره.

المقال " بنت الزبال":

( بنت الزبال ) هيك كانو ينادوني بالمدرسة بالحارة بكل مطرح نسيوا اسمي و نادوني بنت الزبال.

أبي كان عامل بالبلدية و كنا ساكنين ببيت بسيط بمنطقة مخالفات ما كنا ناكل زبالة متل ما كان ينحكى علينا كنا عيلة متل اي عيلة نطبخ و نسهر و نضحك سوا تلات صبيان و بنتين انا أكبرهم.

بالمدرسة ما التفتوا لشطارتي و تفوقي شافوني بس بنت الزبال بالصف قلال كتير الي يحكو معي و كتار منهم خجلو يقعدو حدي او يمكن قرفو فكروني ما بتحمم او ريحتي زبالة.

و لما سألتني المعلمة شو حلمك بس تكبري ردت بنت ورايي حلمها تلم الزبالة و ضحكوا كلهم بس انا بكيت .

ضمتني معلمتي و همست بأدني لا تزعلي و لا تخجلي من شغل ابوكي من زمان ابي كان يشتغل ناطور بناية و يشطف الدرج و يلم التياب القديمة و نلبسها و نفرح فيها كمان كوني قوية .

اي رح كون قوية هيك قررت ما رح اضعف ما رح خلي حدا يضحك عليي علمت اخواتي يكونو أقوى مني
علمتهم ٱنو لازم ما نضعف و ما نسمح للزمن يكسرنا مرت سنين طويلة و نجحت بالبكالوريا و تفوقت و دخلت كلية الطب و هون تغيرت صارو ينادوني إجت الدكتورة و راحت الدكتورة
حسيت اني عم طير فرحت بحالي و كأني كسرت كل شي كان قاهرني كل الي ضحكو عليي اجى وقت و احتاجوني و الله بيعلم اني ما قصرت بحق حدا منهم.

كبرت و كبرو اخواتي تغيرت الأحوال و أبي ما عاد بحاجة يشتغل غيرنا بيتنا و ضلينا ايد واحدة اخواتي الشباب تنين مهندسين و التالت عم يدرس طب أسنان و اختي بكلية الصيدلة تجوزت و صار عندي ولدين و اخواتي منهم خاطب و منهم متجوز الله يوفقهم .

أبي يلي كانت هالكلمة تدبحو اكتر منا بس نحنا ما نسينا فضله و لا خجلنا فيه.

علموا ولادكم يكونوا حناين و لا يقسو اذا الزمن قسي

*‎أستاذة طب الأعصاب في جامعة حلب

نقلاً عن اخبار الدنيا

حول الموقع

سام برس