بقلم/ جميل مفرح
تنشيط الدوري اليمني لكرة القدم والتمثيل الكروي الخارجي وتفعيل العمل الرياضي والشبابي داخليا وخارجياعموما، أيا كان من يقف وراءه، عمل يستحق الاحترام ويستدعي الشكر والتقدير.. فذلك أفضل وأجدى من أن يظل كل منا يلعن ظلام الآخر وأن تظل أفواهنا لا تجف عن قذف سموم التعادي والتخاصم في أجواء وأوضاع لا تحتمل ذلك الكفر المتبادل ببعضنا.. وإذا كان لا بد من فجور في التخاصم والتلاعن والتلاسن، فأعتقد بل أجزم أن علينا أن نثبت حسن نوايانا في تلك الخلافات والتعارضات بتقديم جهود إيجابية تخدم الصالح العام للشباب والرياضة وأن نتنافس في ذلك..

لماذا نلجأ دائما إلى الجانب المظلم في اختلافاتنا وخصوماتنا ونستظل به، بينما متوفر لنا وميسر لإمكانياتنا أن نكون متواجدين في الجانب المضيء والمشرق حتى ونحن في حالات خصامنا واختلافنا..؟!
لماذا لا نقدم العمل الإيجابي الممكن من قبلنا لنثبت أننا على حق في خصامنا وفي دعاوانا ضد الآخرين..؟!
لماذا نظل نلعن ونستدعي اللعن من العامة ضدنا وضد خصومنا، بينما بإمكاننا أن نحسن ونجيد فنحصل على الشكر والثناء مقابل ما نبذله من جهود ونقدمه من أعمال هي وحدها ما سيقوي ويمتن موقفنا ضد خصومنا مهما كانت قدراتهم..؟!
وهل علينا أن نماثل وننافس خصومنا (إذا ما اعتبرناهم سيئين) في سوئهم لننتصر عليهم ولنكون أفضل منهم..؟!

بالطبع لا وألف لا ما دمنا بشرا طبيعيين، ولا أقول مثاليين، طبيعيين فقط.. فالإنسان الطبيعي هو الذي يتبنى الجانب المشرق والنافع والإيجابي في مشاريعه أيا كانت.. بينما الذي ينحو منحى الفجور في الخصومة والتعالي في الاختلاف وعدم القبول بالآخر ويكتفي بالتنازع اللفظي والفعلي وإن كان هداما، ذلك إنسان نشاز وغير مقبول في مجتمعه في كل الثقافات والحضارات الإنسانية.. ومجمل الأديان والثقافات والنصوص والكتب السماوية تنظر إلى ذلك السلوك على أنه سلبي مرفوض مثلها في ذلك مثل القوانين والثقافات البشرية الوضعية..

عموما ما أريد قوله أن من يقدم عملا فيه خدمة للشباب علينا أن نستحسنه، بعيدا وبغض النظر عن أية خلافات واختلافات وراء الحجب ليس لنا فيها كمواطنين عاديين لا ناقة ولا جمل..
وسيكون علينا دائما أن نحترم كل من يقدم خدمة للشباب وتطوير مهاراتهم وتمثيل أنفسهم ونواديهم ووطنهم داخلا وخارجا، حتى وإن كان ذلك من كلا المتخالفين والمتصارعين معا وكل بحسب قدراته وإمكاناته، ما داموا يحققون غاية مثلى تتمثل في خدمة الشباب والوطن، وسيزيد احترامنا لهم حين يمارسون صراعاتهم وخلافاتهم بعيدا عن القيام بالمهام المناطة بهم في أماكنهم الاعتبارية والمسئولة.

أعود وأقول وأتساءل لماذا لا يختلف المختلفون بعيدا عن تقديم الأدوار المناطة بهم..؟! لماذا يعكسون اختلافاتهم نكوصا على الواقع من حولهم..؟! وهل من الضروري أن تتوقف عجلة الحياة لأنهم مختلفون..؟! وهل على الشباب والرياضة في اليمن مثلا أن تتوقف وتتعطل حتى تنتهي أو تتفاقم الخلافات بين (س) و (ص) من الناس..؟!

نحن لسنا معنيين بتلك الخلافات التي لها حساباتها وأسبابها بين هذا وذاك.. نحن كشباب وكرياضيين وكموطنين عامة علينا أن نكون دائما مع من يحسن نواياه في تقديم ما يناط به من خدمة لنا.. بعيدا وبغض النظر عن ماهيات وكيفيات وأسباب تلك الخلافات التي لا يرى منها سوى نتائجها السلبية والكارثية..

وكلنا أمنيات أن ينتهج القائمون على الرياضة كمسئولين أو معيين، حكوميين أو غير حكوميين، هنا أو هناك، هذا النهج الطبيعي والإيجابي، وأن يجعلوا خلافاتهم وصراعاتهم بعيدا عن ما يمكن بل عن ما يجب أن يقدموه من أجل الشباب والحركة الرياضية.. وأن يثبتوا دائما للشباب مقولة أن الرياضة فن وأخلاق، بدلا من أن يوغلوا صدورهم بصراعات اللاجدوى ويشغلوهم بخلافات عبثية تؤدي إلى حرمانهم مما يجب أن يحصلوا عليه من خدمات وواجبات، يعول عليها الكثير والكثير في ظروف سيئة كالتي نعيشها اليوم..

أيها المعنيون بالرياضة اليوم، لتثبتوا حقا حسن نواياكم وطيب سرائركم ونقاء مقاصدكم، قدموا عملا حسنا يخدم الشباب والرياضة وتنافسوا في مجال خدمتهم فهذا ما ينقصهم، وليس المزيد من الخلافات والاختلافات التي وصلت بالوطن إلى ما وصل إليه.

والله من وراء المقاصد والمشيئات.

حول الموقع

سام برس