بقلم/ امين درهم
اصدقائي الاعزاء نلتقي اليوم مع فنان يجيد العزف على آلة العود ويتمتع بصوت جميل جهوري عمره الفني لايتجاوز الـ21 عاماً..
ظهر على الساحة الفنية مع كوكبة من الفنانين الشباب ..اختط له طريق فني مختلف عن اقرانه من الفنانين الشباب.. تابعته منذ ظهوره على الساحة الفنية..والتقيت به في حفل تكريم الفنان الراحل محمد حمود الحارثي في المركز الثقافي بصنعاء عام 2005م وقدم يومها مجموعة اغاني رائعة بصوته الجميل للفنان الحارثي..
لفت انتباهي وتنبئت له بمستقبل فني واعد وانه سيكون امتداداً لجيل الرواد الكبار من سلاطين الاغنية اليمنية..وانه سيترك بصمته الخاصة به في مجال الغناء اليمني.. وبالفعل كان تحركه الفني مدروساً.. وحدد لنفسه محطات فنية حيث كانت اولى سفرياته خارج الوطن في العام 2018م الى عمان عاصمة الاردن ومنها الى صلالة بسلطنة عمان ومنها الى الرياض عام 2019م ومن ثم الى مدينة دبي وفيها عاش 3 سنوات كما اقام حفلة غنائية على مسرح اكسبو 2020 ولم ينس السفر خارج الوطن العربي حيث سافر الى فرنسا وسويسرا واقام حفلات غنائية هناك للجاليات اليمنية والعربية واستقر مؤخرا في عاصمة الفن العربي فناً وعلماً وتاريخاً.. مدينة القاهرة.. واثبت وجوده الفني فيها بين الجالية اليمنية الكبيرة ناقلاً لهم الاغنية اليمنية بالوانها المتعددة..وخصوصاً الاغنية الصنعانية واللون الكوكباني الحارثي وحاز على اعجاب الكثير هناك.. مما حدى بالسفير اليمني الدكتور محمد مارم ان يوكل اليه منصب مدير المركز الثقافي اليمني في القاهرة.. ليتولى خدمة الثقافة والفن بجميع مجالاته.. من خلال اقامة المؤتمرات والورش والحفلات الفنية والمعارض للتعريف بالثقافة اليمنية بالوانها المختلفة.. وارجو منه الاخذ بابدي المواهب الفنية المهاجرة بالقاهرة وتقديم المساعدة اللازمةلهم في مجال الدراسة وتقديمهم فنيا في القاهرة..كما ساير العصر وبدأ بتسجيل اعماله الغنائية الاخيرة بنظام الفيديو كليب وادخال آلات موسيقية جديدة الى جوار العود واهتم بالتسويق لاغانيه عبر نشرها في الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي..
اكيد عرفتموه إنه الفنان الشاب صاحب الصوت الشجي والقادم من اللون الصنعاني المتطور والقديم الاصيل..الشاب حسين محب ..من مواليد قرية العرشي عام 1985م التي اخرجت لليمن كفاءات متعددة..وينتمي لمديرية همدان التاريخية التابعة لمحافظة صنعاء..أول ظهوره الفني كان عام 2000م.. في الاعراس بمدينة صنعاء ومع مرور الوقت بدأ يختط طريقه الفني ويوجد لنفسه كيان فني مختلف عن الفنانين الآخرين..واول ظهور له على شاشة التلفزيون اليمني كان عام 2004م..
وبالرغم من اعجابه الكبير بالفنان الخالد والمبدع المرحوم محمد حمود الحارثي..الذي يعتبر تاريخ فني قائم بذاته يحتاج لدراسة.. كتبت عنه صفحات بكتابي عن الفن الذي سيصدر في الربع الاول من العام القادم باذن الله..
والفنان حسين محب غنى اجمل اغاني الفنان الحارثي واجادها بشهادة الكثيرين.. لكنه تنبه ان الناس بدأت تطلق عليه المقلد للحارثي.. فأتجه للبحث عن شعراء وملحنين يتفهموا طبقات صوته المخملية.. واصدر البومات خاصة به شعرا ولحنا.. ونجحت هذه الاعمال الغنائية ولقيت اقبال جيد لدى الناس.. حتى اصبح احد نجوم الاغنية اليمنية..في العصر الحاضر..
والفنان حسين محب من المعجبين بالفنان الكبير فريد الاطرش عازفاً ومغنيا.. والموسيقارالخالد رياض السنباطي والموسيقار اليمني احمد فتحي وعازف العود الفنان العراقي نصير شمة واسطورة الاغنية اليمنية الراحل ابوبكر سالم بلفقيه..قمم فنية بارزة خدمت الاغنية العربية واليمنية بكل اقتدار..
ومااعجاب حسين محب بهؤلاء الرواد إلا دليل على انه وضع لنفسه هدف يسعى للوصول اليه من خلال السفر الى الخارج..والاستقرار في القاهرة..لذلك كان لزاماً عليه السفر نحو الدول المجاورة لليمن والتوجه بعد ذلك نحو القاهرة للاستقرار فيها لما تمثله من اهمية لجميع الفنانين فهي عاصمة الطرب العربي..واخيرا شارك في مهرجان اكسبوا 2020 في دبي باقامة حفلة فنية نالت اعجاب الحضور في المهرجان وتركت لدى الجمهور انطباع جميل عن الاغنية اليمنية.
كما قرأت للفنان حسين محب لقاء صحفي في احد المواقع الالكترونية تحدث فيه عن قضايا فنية مختلفة.. واعجبني في اللقاء الصحفي رده عن سبب عدم انتشار الاغنية الصنعانية خارج اليمن حيث اوضح ان السبب يعود لعدم وجود المعاهد الموسيقية والفرق الموسيقية الكبيرة وعدم كتابة الاغنية الصنعانية بالنوتة الموسيقية..
كما صرح ان له شعار يلتزم به دوما يقول 🙁 السهم يحتاج إلى الرجوع إلى الوراء قليلاً حتى ينطلق بقوة).. ومدلول هذا الشعار انه بين الوقت والآخر يراجع اعماله الغنائية ويعمل على تطويرها كلمات والحان ليعود للساحة الفنية باعمال قوية.
_ ورسالتي الى الفنان حسين محب هي : لكي تحقق هدفك الفني الكبير وتكون نجم يمني كبير يُشار له بالبنان ويضم اسمك الى جوار الفنانين اليمنيين الكبار الذين خدموا الاغنية اليمنية وعملوا بكل جهودهم لنشرها في الخليج والدول العربية الاخرى..وهناك من خرج للدول الاوروبية وقدم الاغنية اليمنيه كذلك.
وانا عاصرت الكثير من المطربين اليمنيين الكبار امثال الفنان ابوبكر سالم بلفقيه واحمد بن احمد قاسم وعلي بن علي الآنسي ومحمد مرشد ناجي واحمد فتحي واحمد يوسف الزبيدي وايوب طارش عبسي والدكتور عبدالرب ادريس.. هؤلاء لم ينجحوا إلا بجهودهم الكبيرة وصبرهم واختياراتهم المميزة للكلمات والالحان المختلفة للعديد من الشعراء والملحنين ومسايرتهم للعصر الحديث مع الالتزام باللون الغنائي اليمني الاصيل.. وصقل مواهبهم الفنية عبر الدراسة الاكاديمية خارج اليمن وتثقيف انفسهم فنيا بجهودهم الذاتية البحتة.. حتى اصبحوا من كبار نجوم الاغنية اليمنية من السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات والى اليوم اعمالهم الفنية خالدة.
و انت يا فنان حسين محب استغل فرصة اقامتك الآن في القاهرة.. التي يتواجد فيها اكبر المعاهد الموسيقة واكبر الشعراء العرب والملحنيين.. وادعوك للالتحاق بأحد هذه المعاهد لتصقل نفسك علمياً وتكون فنان اكاديمي متسلح بالعلم والموهبة وانا متاكد بعد التاهيل الاكاديمي ستقدم اعمال غنائية مختلفة ومتطورة تستطيع من خلالها ان تكون امتداد لجيل الرواد.. وتستطيع ان تقدم الاغنية اليمنية عموماً والصنعانية بشكل خاص باسلوب عصري متطور مع الحفاظ على الموروث الغنائي اليمني الاصيل..
كما ابارك لك تعيينك مديراً للمركز الثقافي اليمني في مصر..وارجو ان لايشغلك عن اداء رسالتك الفنية اولاً.
كما ارجو ان اسمع عنك اخبار طيبة وانك حصلت على مؤهل علمي موسيقي اكاديمي لتتمكن من تطوير الاغنية اليمنية.. وان تقوم بكتابة الاغنية ليمنية والصنعانية بالذات عبر النوتة الموسيقية للحفاظ عليها ونشرها على مستوى العالم العربي..ليعرف المتذوقين للفن جزالة وعراقة الاغنية اليمنية كلمات والحان وذوق راقي وان اليمن كانت وستظل مهد الفنون والآداب بانواعها..
خالص امنياتي لك بالتوفيق والنجاح الدائم ياسفير الاغنية اليمنية الجديد.
ملاحظة:الصورة الجماعية للفنان حسين محب يظهر فيها الشاعر المتالق زين الضبيبي صاحب الكلمات المعبرة التي تناولت اوضاع الوطن وهو يعاني من ويلات الحرب بعنوان نكابر..والتي غناها الطفلين كريم ومحمد صاحبا الصوت الرائع ولحنها الملحن سليم الوادعي..وارجو ان يستمر التعاون الفني بينهم..
صنعاء - 10ديسمبر 2021
من صفحة الكاتب بالفيسبوك
