بقلم/عبدالله الصعفاني
لأنهم باختصار (أبطال)، فهم يستحقون أن يرفع لهم القاصي والداني كوافي وقبعات الاحترام، ونرمي تحت أقدامهم “صمايط الجيهان”، ولكن ليس قبل مناقشة الغث الذي سبق إنجازًا كبيرًا صنعته مهارات فردية استثنائية للاعبين موهوبين جامحين، وحنكة مدرب حاذق استحق الإعجاب.

* أما كيف، فلا غِنى عن التذكير بأن الذين أهملوا منتخب الناشئين ولم يهتموا بمعسكره، ولا بتأمين مباريات تجريبية للاعبيه، وتركوه لوعثاء السفر ومشقة التفتيش والنقاط الأمنية من عدن إلى الدمام قرابة ثلاثة آلاف كيلومتر عن طريق البَر، هم أنفسهم الذين تركوا منتخب الكبار يسافر ذات مرة عن طريق البحر الأحمر (في باخرة تحمل جلود البقر..)، والكلام صحيح وموثق.

* وحتى الذي يضرب ابنه إذا اكتشف أنه يلعب كرة قدم في الحارة أو المدرسة هو الآخر زاحم كذابي الزفة، وما يزال يتصور حتى عندما يكون في وضع المستحي، ويا سريع الغارات والزحمة..!

* الجميع (هبُّوا) بسرعة العدّاء سعيد عويطة، حالقين ومقصرين، ومتسلِّقين ظهور اللاعبين، مصممين على تمثيل دور المثل القائل (لولا سعيدة لبيت ردم ما زِد بقي ردمي..!)

* ولو كان عند المسؤولين عن منتخب الناشئين جرأة الاعتراف بالأخطاء لقاموا بالاعتذار لمنتخب الناشئين ضمن فعاليات التكريم القادم، وقالوا لهم بصريح الخط والتعبير: اعذرونا يا شباب؛ فقد أهملناكم..!

التمسوا لنا الأعذار.. أي أعذار.. كأن يقولوا لهم أنتم والجمهور في قلوبنا، ولكن كنا مشغولين بإصلاح الحنفية والماطور، ونعدكم بمعسكرات إعداد محترمة في قادم المهمات..! أي حنفية، وأي ماطور.. مش مهم.. المهم عذر وخلاص..!

* ولا بأس بعدها لو طلبوا من رجال الإعلام أن يكونوا منصفين، ولا يغفلوا حقيقة أنه لولا أن اتحاد كرة القدم وفّر البواتي لسدّد اللاعبون ضربات الترجيح إلى الآوت..

وصدق من قال بأن للفوز آباء كثيرين، بينما الهزيمة يتيمة، بل ولقوها بجانب برميل القمامة.. وقبل أن يطلع أحدهم من بين العصيد، ويقول: ووووووو.. مالك يا خبير تشتي تنخِّس علينا الفرحة..؟ أقول له، ولغيره: صلوا على رسول الله.. وزيدوه صلوات، ويا ليت تسبِّحوا وتحوقلوا، وتتعوذبوا من إبليس، وتلتمسوا العذر عن أي انكماش من الرأي العام على هامش حفلات الانتعاش التام.

* ولمن يعلن استغرابه مما يسميه مبالغة الرأي العام في الفرحة ببطولة إقليمية لصغار اللاعبين، يجدر تذكيره بكون، جميعنا، عاطشين للبطولات، محرومين منها، وجل رصيدنا من المشاركات هي هزائم تقطع الخميرة من العيش، وجميعنا بحاجة لأن يلتقط لنفسه صورة مع الكأس.. ومش ضروي النوم..! وهذا العطش لن يرويه إلا الاستفادة من الأخطاء القيادية والإدارية القديمة، بالعمل على انتظام المسابقات المحلية بالصورة التي تتناسب مع الأوضاع العامة للبلاد.. فالجمهور اليمني داخل البلاد وخارجها يطالب بإعداد منتخبات وطنية تحترم اسم اليمن ومشاعر أبنائه.

* لقد فرح الشعب اليمني كله، وتوحَّد الفرقاء حول منتخب الناشئين الذين انتصروا بمواهبهم الفطرية الخلاقة، وأبهجوا الجميع في زمن الحرب، فلا تعتبروا النقد انتقاصًا من الإنجاز المحترم.

* وبالمناسبة.. لم تعد في حلوق محبي المنتخب غصة بسبب تأخر عودته إلى اليمن ما دام في تأخره حصاد للمكتوب من فوائد السفر السبع.. وما حدث من مطالبة بعودتهم كان فقط بدافع الخوف من أن يرجع النجوم، وقد الجمهور ناسي..!

* صحيح فاز منتخب الجزائر ببطولة كأس العرب في العاصمة القطرية، وغادر عائدًا إلى بلاده، ثم لعب الأهلي المصري في الدوحة نفسها، وفاز بكأس السوبر الأفريقي، وعاد إلى مصر، فيما منتخبنا يلف من مطعم إلى آخر، ومن سفارة إلى عمارة، وكأنه يصور الجزء الأخير من مسلسل (حاوي لاوي)، ولكن لا تستعجلوا.. وقدِّروا أن بعثة المنتخب كلها في مرحلة تكريمات وبقششات، ويحتاجون للتشجيع في زمن العملتين، وغياب المرتبات.

* صحيح تمنَّينا لو نحتفل بنجوم المنتخب من الوجه إلى الصورة قبل أن ننسى، أو تفتر بطاريات الحماس، ولكن مش مهم.. المهم أن الناشئين كانوا أبطالًا ونجومًا، وأحسنوا تمثيل وطنهم الجريح.

* أما منطق اللحظة المنظورة، فيفرض علينا أن نشارك نجومنا حفل التكريم الذي سيُقام في القاهرة مساء الخميس بقرون الاستشعار، ولا بأس لو تأخروا؛ لأننا سنشحن بطاريات الحماس من جديد عندما يعودون إلى وطن أحسنوا تشريفه بعروض جميلة ونتائج مثيرة فاستحقوا المؤازرة والتكريم.

* وأكبر تكريم ينتظره عشاق كرة القدم، من وجهة نظري، أن يكتب اتحاد كرة القدم تعهدًا في ثلاثة أقسام للشرطة بأنه لن يكرر الأخطاء التي جعلت منتخب الأمل يختفي مع أم قشعم..!

أما من هي أم قشعم، فعلى من لا يعرفها الاستعانة بالعم جوجل.. وفي ظني أنه طيب، ولا يقصِّر مع أحد.!

نقلاً عن صفحة الكاتب بالفيسبوك وموقع صحيفة اليمني الأميركي

حول الموقع

سام برس