بقلم/ نجاة علي
معرض الدوحة الدولي للكتاب منارة قطر التي تنير ظلام بحور العقول بالعلم والمعرفة، وهو قبلة لمنسوبي عالم الثقافة من كل حدب وصوب، ينتظره عُشاق العلم لينهلوا من نهر المعرفة والإبداع...

انطلق معرض «العلم نور» وانطلقت معه آمال الكُتّاب، خاصة الجدد منهم، نحو تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، وإبراز مهاراتهم ومواهبهم في عالم الفكر والثقافة، فالمعرض هو نافذة يُطلّون منها بأعمالهم الإبداعية على جمهور القرّاء لينطلقوا بطموحاتهم إلى آفاق أرحب، وهو طريق تحقيق أحلامهم وتجسيدها على أرض الواقع، وأنا واحدة من هؤلاء الذين غمرتهم السعادة وبُثت فيهم روح التفاؤل بمستقبل أكثر إشراقاً؛ حيث يشهد المعرض تدشين كتابي «الامتنان ثقافة حياة».

العرس الثقافي رغم إقامته في ظروف وباء كورونا، فإنه شهد تنظيماً متميزاً والتزاماً تامّاً بالإجراءات الاحترازية، وتضمن فعاليات متنوعة مهمة تناسب كل فئات المجتمع لإثراء المحتوى الفكري والثقافي، فمن أهداف المعرض «توطين الكتاب في دولة قطر»، وهو فرصة للانطلاق نحو العلم والمعرفة، خاصة أن هذه الدورة هي الأكبر في تاريخ المعرض، حيث تسجل مشاركة 430 عارضاً من 37 دولة موزعين على 845 جناحاً، كما شهد المعرض حضوراً لافتاً من الجمهور.

الكتاب رحلة تبدأ بالقراءة وتنتهي بالمعرفة، فهو راحلتك للسفر عبر الأزمان والأقطار، وهو أنيسك في وحدتك، وقنديلك في ظلمة الأيام، وهو نافذتك لترى الحياة من منظور شخص آخر، وتطّلع على خلاصة تجارب الآخرين، وهو شريان المخزون المعرفي والثقافي والمهارات الإبداعية، فالغوص في أعماق كتاب بالقراءة يقوي الذاكرة ويوسّع مدارك العقل ويساعد على تكوين شخصية مستقلة، كما أنه يخفف من الضغط والتوتر، ويحسّن المفردات اللغوية، ويكسب مهارة الكتابة والتحليل...

الكتاب هو حياة أخرى تعيشها بفكر وعقل آخر، قد تتماهى معه لإقناعه إياك، وقد تطلع على ما يحويه وتمسك بغيره سريعاً عسى أن تجد مبتغاك... اقتنِ كتابك ولا تفوّت فرصتك في تغذية عقلك وأخذ روحك في رحلة إلى عالم آخر لا يعرف حدود الزمن والمكان.

المعرض في نسخته الحادية والثلاثين يبلغ عامه الخمسين بعد انطلاقته عام 1972، ويمثل الريادة الثقافية لدولة قطر، واستمراراً لعطائها في نشر الثقافة والمعرفة في ربوع العالم. وجاء تصميمُ أجنحته فريداً، وسط مشاركات متميزة سواء محلية أم خليجية أم دولية، حيث يعد معرض الدوحة للكتاب حدثاً ثقافياً بارزاً تتابعه الأوساط الثقافيّة والأكاديميّة والإعلاميّة وتوليه اهتماماً كبيراً.

قطر تبدع دائماً وتقدّم للعالم نموذجاً فريداً حتى في أحلك الظروف، حفظك الله يا بلادي من كل سوء.

نقلاً عن العرب القطرية

حول الموقع

سام برس