بقلم/ عائشة سلطان
بمناسبة الجدل المحتدم حول فيلم (أصحاب.. ولا أعز) وبمناسبة الذين اعتبروه فيلماً عظيماً مستوفياً لكل أدوات ولغة السينما من حيث القصة والسيناريو والحوار والتمثيل والإخراج، نود لو نتوقف قليلاً لنرد بجملة رسائل قصيرة ومختصرة!

أما من حيث الفكرة والسيناريو فإن الفيلم لا يعتبر صناعة عربية، فقد أُنتج منه سابقاً 18 نسخة بـ18 لغة، العرب أخذوه كقالب جاهز، وأنتجته نتفليكس لتمرير ما تريد، لكن وفق شروط صاحب المنتج الأصلي دون تغيير ولا تبديل، علاقة العرب بالفيلم أنهم مثلوه فقط.

أما اللغة فسوقية في مقاطع عديدة، بعيداً عن ذلك العذر الذي يقول بأنها لغة الواقع والناس يتحدثونها في الشارع؟ نقول بأن الواقع فيه أكثر من ذلك وكلنا نعلم، وأنه منذ قرون ولغة الشارع بكل انحرافاتها موجودة لكنها لم تكن يوماً لغة تصلح للمسرح أو للسينما، لقد شاهدنا النسخة الإيطالية، لكننا لم نسمع لفظاً خادشاً أو خارجاً بالطريقة التي ظهرت في النسخة العربية! لأننا مجتمعات تعيش بوجهين!! هذا ليس عذراً للصفاقة!

المشهد المثير للغضب والجدل لمنى زكي كان مشهداً مقحماً، وكان بالإمكان التخلي عنه ومعالجته بشكل أو بآخر، لكنه مبالغة في تحدي حساسية المشاهدين لا أكثر.

هل الخيانة سلوك واقعي موجود فعلاً؟ نعم ومنذ الأزل، هل المثلية كذلك؟ نعم! هل الفيلم شجاع؟ لا ليس شجاعاً أبداً لكنه نجح في أن يصنع حالة جدل مجتمعي شديد الحدة، هل هذه الممارسات التي تم الحديث عنها موجودة ونحن ننكرها أم غير موجودة والفيلم اخترعها؟ الحقيقة أنها موجودة، لكن هل جميع الناس يعيشون علاقات مماثلة بهذا الانحطاط؟ هل كل الصداقات مخترقة بالخيانة لهذه الدرجة؟ هل نجلس يومياً مع أشخاص مثليين؟ وهل مطلوب أن نتعامل مع أبنائنا بهذا التساهل تربوياً؟

ما حاول الفيلم أن يوصله أنّ هذه المجموعة التي تكشفت أسرارها هي نموذج لعلاقات سائدة في المجتمع وعلينا أن نقبل ونعترف ونتعايش! فهل الأمر كذلك فعلاً؟

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس