بقلم/ محمد يوسف
الإخوان يقدّمون دروساً مجانية لكل الذين تساورهم الشكوك في أوطانهم، واعتقدوا بأنهم إذا تحزّبوا وتحالفوا مع حركات ومنظمات وأجهزة استخبارية أجنبية سيكون لهم صوت مسموع ومكانة محمية.

ها هم، وبعد تسع سنوات من السقوط العظيم وتشتّتهم وذهاب ريحهم، وما تركوه من غبار في سماء البلاد التي عملوا على تدميرها، أقول لكم، ها هم يتقاتلون على اقتسام الغنائم ليدخلوا مرحلة الانتفاع والاختباء في قصور أوروبية أو منتجعات جزر في المحيطات الواسعة، وما هذا الصراع القائم بين قيادتين من قياداتهم بعد أن دخل الصف الأول وعلى رأسه المرشد ونوّابه سجون مصر إلا نتيجة حتمية لمن يفعل ما فعلوه.

«غسيلهم القذر» ينشر على العلن، فهذا الصراع غير قائم على المبادئ، فهم لم يكونوا أصحاب مبادئ طوال عمرهم الذي يقارب القرن، هم فقط أصحاب نظريات تذر الرماد في العيون لتظهر صورة جميلة أمام الناس، وأصحاب مظاهر، زينوها بلباس مميز، ولحية تدلّ على تقوى ليست بداخلهم، و«خنخنة» في الحديث تضفي نوعاً من الإبهار على من يسمعهم، كل ذلك في الظاهر، أما الخفي من أعمالهم فقد انكشف بعد 2011 ليحدث ردّة فعل ما زالت تداعياتها تتفاعل في بعض الدول، هم جعلوا الغاية التي حددت منذ البداية مبرراً لاستخدام كل الوسائل، ولم يردعهم دين.

ولم تقف حائلاً أمامهم أسس الحلال والحرام، أجازوا كل ما يمكن أن ينقلهم خطوة واحدة إلى الأمام، أرادوا الثروة، وأرادوا الحُكم، وجمعت الثروة حتى أصبحوا من أثرياء العالم الخفي، أموالهم تستثمر في كل شيء، وكل شيء هنا يعني ما هو مباح وما هو غير مباح، ووصلوا إلى الحُكم، فباعوا كل شيء حتى الخمّارات ليجمعوا الأموال، ودمّروا مقومات الدول التي حكموها، وحجتهم بنائها من جديد على قواعد فكرهم، وانهارت دولهم، وجاعت شعوبهم التي أسقطتهم، وبقي الهاربون بالأموال يتصارعون على اقتسامها، وباعوا المبادئ وفلسفات كتبهم، واستباحوا ذممهم.

إنهم الذين خانوا أوطانهم، ومن يخون وطنه سيخون رفاقه وتنظيمه، فهؤلاء هم الإخوان.

نقلاً عن البيان


حول الموقع

سام برس