سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
" نساء بلادي " ...و أعمال فنية متنوعة تعكس حيزا جماليا من المسيرة و التجربة ...
شمس الدين العوني

المكان و المكانة ..حيز من أناقة الحال و تمجيدا لسحر الفن و فصاحة ذوقه و فداحة التخييل و الابداع حيث القول بالابداع يؤثث المكان و يعلي من القيمة وفق نظر تجاه القامات و التجارب و الرموز..هكذا و وفق رؤية مخصوصة يمنح المكان زائريه شيئا من عناوينها و بوحها و فلسفتها ..من هنا يمر الفنان يحمل سنوات التجربة و يرنو لاغنائها بالمزيد..و هنا نعني الفنان الأمهر صاحب التجربة الطويلة علي الزنايدي الذي يحتفي به رواق الموزاييك بحي النصر من خلال معرض مميز يتناغم مع أناقة الفضاء لصاحبته الفنانة لمياء بن خليفة الفريني حيث يكون الافتتاح يوم الجمعة 11 من شهر فيفري الجاري ليتواصل هذا النشاط الى غاية يوم 25 منه.الرواق أعد بعناية جمالية مميزة.. تدخله فتخال نفسك في رواق ببلد أوروبي أو باحدى غاليريهات العالم المتطورة نظرا لأناقة المكان و جودة الاعداد لشكله الخارجي و الداخلي في ضرب من جمالية الاطار المفتوح أمام مختلف الأعمال الفنية و أشكالها...جودة في الهندسة الداخلية و هذا يعود لباعثة الرواق و مهندسة فكرته و وعيها الجمالي السيدة لمياء بن خليفة الفريني و هي صاحبة الخبرة و المعرفة و الجانب العلمي من حيث التخصص..و النتيجة ..تحفة فنية اسمها " موزاييك " ..فسيفساء.

الرواق شهد العديد من المعارض لنذكر مثلا معرضا مميزا لعدد من أعمال الفنان التشكيلي الصادق قمش " رؤى متجذرة " و كذلك المعرض الفني الخاص بتجربة الفنان التشكيلي فاضل غديرة من خلال عوالمه التجريدية الساحرة.كما سعى الرواق للانفتاح على فنون و ابداعات أخرى كعرض الكتب الأدبية من ذلك مجموعة قصصية بعنوان " مباراة ساخنة " للكاتبة نورا خليل اضافة لحضور فن الشعر من خلال برمجة قراءات شعرية .
و من الفنانين الذين عرضوا بالرواق منذ افتتاحه نذكر سامية بن صالح و ناجي الثابتي و هند عبد الناظر و مصطفى الدنقزلي و جاك بيريز و ليليا بن زيد و حاتم الغربي و حنان بن صالح و مجموعة شريفة مصلي و الحرفيين ضمن معرض " حرف " و باكر بن فرج و محمد المالكي و ايران وناس و سارة بن عطية و ايزابيل لوريتيف و سارة شوشان و مجموعة من الشبان الفنانين و مجموعة الحفر و فاضل غديرة و صولا الى المعرض الخاص هذه الفترة للفنان علي الزنايدي الذي يقدم عددا من أعماله الفنية ضمن عنوان لافت و هو " نساء بلادي " ...و يعد الفنان علي الزنايدي أحد أبرز التجارب الفنية التشكيلية المعاصرة في تونس و الوطن العربي يشتغل على مشهدية تشكيلية و تنوع بين اليومي و التراثي في حالات من شاعرية التلوين و الرسم..و الفنان الكبير علي الزنايدي اتخذ لفنه نهجا مخصوصا ضمن تجربة امتدت لأكثر من أربعة عقود تميزت بدأبها الجمالي و جديتها من حيث العمل على رصد الجميل في الحياة التونسية ..المدينة و عناصر حيويتها و حركتها المفتوحة على شتى العناوين و الألوان..هناك حميمية فارقة تطبع أعمال الزنايدي منها الحكاية المبثوثة في العمل التشكيلي بما بجعله يتجاوز القماشة الى فضاءات أخرى منها الذات المتقبلة و ما تزخر به من كيانات و أحاسيس الأمر الذي يحدث ذلك التفاعل الوجداني و الجمالي ليصير ضربا من الثقافة البصرية المتشبثة بالأصيل و الحديث لتجعل منهما جناحين للشخصية التونسية الآن و هنا..هذا الأمر يرافق أعمال الفنان التشكيلي علي الزنايدي في مختلف معارضه السابقة و الحديثة سواء في تونس أو خارجها..

و هذا ما نلمسه في لوحاته ... مسحة من التجديد و عناوين شتى و تقنيات مختلفة كانت في اللوحات لتعبر عن هذا النسق الجمالي المتجدد عند الزنايدي و هو ينظر تجاه العناصر المختلفة يحاولها و يحاورها ضمن القول بالتعاطي الثقافي و الفكري و الوجداني معها ..الفنان علي يسعى لتقديم أعمال ضمن عنوان المشهدية في أشكالها المختلفة لنشاهد على اللوحات حالات من الحكايات فيها البانوراما و فيها المواضيع المحددة و لكنها تحتفي بذاتها بعيدا عن الاجترار حيث الألوان الدالة على الأعماق العربية الاسلامية و العلامات التونسية المستلهمة في الحياة الومية..حيات تنبض حركة ..و تدرج في الموضوع للوصول الى بنورامية الحالة ..هكذا هو التجوال في بستان الزنايدي الفني..لتبرز القيمة و العلامة في تجربة فنان تونسي رأى في اللوحة اطارا حرا و فسيحا لمحاورة الذات و الآخرين و العالم وفق ايقاع تشكيلي هاجسه التجدد و مزيد التوغل في البيئة الثرية ..البيئة التونسية بحكاياتها و أشجانها و بمختلف رموزها و علاماتها ...و لا شيء سوى نشدان الامتاع و الابداع..قولا بالعذوبة..و السحر و الجمال الوجداني و المكاني المبثوث في الحالة و هي في عنفوان بهائها ..النادر . هناك عشق مبثوث في تفاصيل الأعمال ..

هو عشق البيئة الغنية و المتنوعة..الغنية بثقافتها و المتنوعة في ممكنات التأويل ..ان الفنان علي الزنايدي يستبطن جيدا جغرافيا المدينة و دلالات ألوانها و عطورها من حكايات و ذاكرة و مناسبات و علامات و تقاليد...ان أسلوب الزنايدي اتخذ خطه الخاص به حيث المفردة التشكيلية لا تلوي على غير القول بالعمق المرادف للبساطة وفق عنوان عام هو حميمية الفهم لحظة النظر ..معرض متعدد التلوينات وفق عنوان دال " نساء بلادي " يتواصل الى غاية يوم 25 من هذا الشهر.

حول الموقع

سام برس