بقلم/ احمد الشاوش
عندما يتحول الصعلوك والفاسد واللص والقاتل وقاطع الطريق والمرتزق والعميل والمخبر على أبواب سفارات الشرق والغرب الى ثائر وقائد وواعض وملاك ومفتي ومثقف على طريقة 11 فبراير فإعلم ان على الدنيا السلام ، وان مقولة سعد زغلول " مافيش فايدة ياصفية" هي لسان حال اليوم في ظل سقوط الاخلاق والتدمير الممنهج وضياع البلاد والعباد.

وعندما يحتفل المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة بكل بجاحة على مآسي وأحزان وجثث ودماء واطلال اليمنيين والقفز على الواقع فذلك قمة الحماقة والسقوط والجنون.

وعندما يحتفل الفاشلون والعاجزون والمخدرون والمصاريع والمصاطيل والمحنطون والاغبياء بقبحهم وفجورهم وسقوطهم حتى اليوم دون ادراك للوعي أومراجعة للنفس أوتأنيب للضمير أواعتراف بالخطأ الفادح الذي هد البيت اليمني الآمن خدمة لاحزاب ومراكز قوى عابثة ودول أقليمية ماكرة ودولية طامعة فتلك جريمة مع سبق الاصرار والترصد وآفة يجب التخلص منها وسرطان لابد من أجتثاثة لتنظيف الجسد اليمني والارض الطاهرة التي أرتوت بدماء الابرياء وضحايا ثوار وأثوار اسطنبول والدوحة وواشنطن ولندن والرياض وغيرها.

إذا قدك رايح كثرت الفضايح:

والعجيب في الامر ان " الراسبين" يحتفلون بفشل ثورتهم الدموية التي حولت اليمن الى الجحيم والاحتكام لفوضى الشارع ، ويطلقون الالعاب النارية ، مجسدين المثل اليمني القائل " اذا لم تستح فاصنع ماشئت"، بينما العالم يحتفل بالناجحين والعباقرة والمخترعين والصادقين الذين قدموا مشاريع عصرية لخدمة اوطانهم والبشرية وليس تقارير للسفارات بالغزوات والدمار ومن ثم الهروب الى شقق وشاليهات وغرف فندقية على حساب أوطانهم.

وكما يقول المثل اليمني اذا قدك رايح كثرت الفضايح ، فالرئيس هادي بعد ان فلتوا عليه الجن طار الى عمان ومنها الى الرياض ، والجنرال علي محسن تحول الى حرم للسفير السعودي والشيخ عبدالمجيد الزنداني صاحب أشهر مقولة في التاريخ " أحرجتمونا" فر الى تعز وتحول الى عروسة قمر 14 على غرار انسة الفرقة أولى مدردح في موكب كبير يتقدمه الشيخ حمود سعيد المخلافي وعلى انغام زفة الفناة الشهيرة منى علي تم تهريبة الى الحدود السعودية وتم أستلام الوداعة والتحفظ عليه سابقاً في غرفة فندقية خمسة نجوم كما نقل لي البعض ممن يعرفه عن قرب والله اعلم

وواصل اليدومي والانسي وغيرهم من قادة حزب الاصلاح الزرة مغلقين الطبلون من الفجيعة بعد ان كانوا أبطال وأصحاب سلطة وثروات.

وواصل ثوار النكبة من أبطال ومغاوير الحزب الناصري وفي الطليعة عبدالملك المخلافي والعتواني وغيرهم التفحيط ولارتماء في أحضان الرجعية الذي ناصبوها العداء من فوق الطاولة حيناً من الدهر ومن تحت الطاولة سمن على عسل .

كما لحق بهم الرفيق والاشتراكي المتحرر ياسين سعيد نعمان وشلته بعد ان كانوا أشهر من نار على علم في التحريض وخطاب الكراهية في ساحات التغرير لكنهم تحولوا الى نعاج وأشبه بالتلفونات الهزازة في الرياض ولندن بعد ان كانوا رجال دولة وسلطة وأصحاب رأي وموقف ومحل احترام .

وعلى ايقاعات اذا كنت في نعمة فرعها ، تحطمت أسطورة وغرور وهيبة الشيخ حميد الاحمر وأخوانه وصار الشيخ الذي كان دولة داخل الدولة وجيش داخل الجيش وأمن داخل الامن وحبس داخل حبس ، يحرك الاصلاح وحاشد وبكيل برنة تلفون للتمرد على الدولة والشرعية التي كان محمياً في ظلها ، ورغم امتلاكه أبار نفط وشركات ووكالات تجارية واموال وبورصات وعقارات ومباني تثير أكثر من علامة تعجب واستفهام ، إلا ان الغرور والفجور عصف بإحلامه وفر من العاصمة صنعاء كبقية ثوار اللاوعي .

لقد ساد الفجور والانتقام جميع القيادات والقوى السياسية الفاسدة في العام 2011 ، وأصطف الكثير من اليمنيين في الستين والسبعين دون وعي أوادراك للخطر القادم والمؤامرة الدولية لاسيما وان صراع 2011 كان صراع بين مراكز القوى الفاسدة المولودة من رحم دولة نخرها الفساد والمجاملات والاحزاب والنُخب الفاسدة والادوات التابعة للدول الاقليمية والدولية ، ليكتمل خراب مالطا .

فالاحتفال والمزايدة دون خجل في أحد شوارع مدينتي تعز ومأرب أوصنعاء وعدن بإطلاق بعض المفرقعات والالعاب النارية المضيئة والرقص على جثث وجماجم ودماء الابرياء والجرحى يمثل قمة الفضائح والسقوط وأشبه بالنعامة التي تغرس رأسها في الرمل وتكشف عن سؤتها، لاسيما بعد ان تسبب ثوار الفوضى الخلاقة في مانحن فيه من دمار الدولة اليمنية وانتشار الفقر والجوع والبطالة وانقطاع المرتبات وأرتفاع الاسعار وغياب الخدمات وانهيار المؤسسات وغياب الامن والاستقرار .

لذلك سيظل كابوس 11 فبرير يوم أسود في حياة اليمنيين الشرفاء ونكبة تاريخية ومؤامرة أقليمية وسيناريو دولي قذر الهدف منه تدمير الدولة ومؤسساتها ومنجزاتها وجيشها وسلاحها واقتصادها ونسيجها وهويتها وجغرافيتها ومدنها وقراها وموانئها وثرواتها وقيمها وعاداتها وتقاليدها المكتسبة منذ آلاف السنين

أخيراً .. الثورة التي يوقد نارها اللصوص والقتلة والعابثين والمزايدين والمرتهنين والظالمين والمنافقين ، لايمكن ان تصحح وضع أو تنجح في انتشال أمة وبناء وطن لان فاقد الشيء لايعطية ومابني على باطل فهو باطل.

حول الموقع

سام برس