بقلم/الدكتور /علي أحمد الديلمي
لا يوجد في اليمن حزب واحد أو أي كيان أخر يستطيع ان يدعي لنفسه دون غيره انه يمتلك مشروع وطني يمكن أن يجتمع حوله جميع اليمنيون وتبقى الحقيقة الاهم أن هناك مسلمات راسخة في بلادنا بأن شعبنا ووطنا اليمن كيان مستقل وحر يؤمن بالنظام والديمقراطية والتعددية ودولة القانون وسيادة الدستور والجميع لدية الرغبة الكاملة أن تكون اليمن أفضل رغم الخسائر البشرية والمادية وأنهيار الدولة وضعف الحكومة وفشلها في أدارة البلاد واستبداد الأطراف السياسة التي حلت بديلة لسلطة الدولة في كل أجزاء البلاد

في ظل كل هذه الأحداث والحرب المستمرة في اليمن لأكثر من سبع سنوات ودخولها العام الثامن والتحولات السياسية التي عصفت ببلادنا تأكد لمعظم اليمنيين أن معظم الأحزاب السياسية والمكونات والأطر الجديدة التى تشكلت في اليمن لا تمتلك رؤيا أو مشروع وطني واضح يساهم في وقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب اليمني وأجراء مصالحة وطنية تؤدي إلى حل سياسي شامل بل على العكس من ذلك أصبحت هذه الاحزاب والمكونات هي المشكلة وليست الحل والاسباب معروفة وواضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التحليل

أنا في تقديري أن ماتحتاجه بلادنا في الوقت الحالي هو قيادة جديدة تحمل عنفوان الشباب وتؤمن بالتجديد وتستشرف المستقبل بكل ثقة والحقيقة ان الارادة السياسية والوطنية يجب أن تكون هي الأساس وراء تفعيل وتجديد الحياة السياسية والديمقراطية في اليمن من أجل التغيير نحو الأفضل دعونا نري قيادات جديدة تكون مهمتها أدارة كل المؤسسات المدنية التي تلامس حياة الناس وتقدم الخدمات لهم وتكون موجودة مع الناس على أرض الواقع تعمل معهم جنبا الي جنب يشعرون بها وتشعر بهم.

لقد سئم اليمنيين من مجموعة العاجزين الذين يدعون حكم اليمن من بعد وهم أبعد من ذلك بكثير فالواقع يؤكد أنهم مجموعة من الفاسدين الذين ساهمو في قتل اليمنيين ونهب ثرواتهم والتاريخ لن ينسي فشلهم وعجزهم حتي في تقديم أبسط الحقوق والخدمات للمواطن اليمني بل هم أحد الأسباب الرئيسية في كثير من ماحدث للشعب اليمني من دمار ومعاناة وهم في الغالب خارج الوطن ولايعلمون حقيقةً حال الناس ومايجري لهم على الأرض

أنا في تقديري أن اليمنيون اليوم قادرون على تغيير الواقع الحالي من خلال وسائل كثيرة ومتعددة ولعل أهمها الرأي العام الذي يجب أن يكون قائما على الصدق والامانة في تقويم كل مايحدث ومواجهة هؤلاء العاجزين بكل شجاعة ووضوح من أجل إعادة الثقة للشعب اليمني ومعالجة أثار الحرب و الظلم والقهر والفقر والمرض الذي أصابة ليقوم بدوره في إعادة البناء والاستقرار فاليمن الجديد يجب أن يكون تأسيسه قائم على مبادئ الحرية والمساواة والعدالة ودولة النظام والقانون بعيدا عن دعاة المناطقية والعنصرية والاقصاء .

إن ما يمر به الوطن من حروب مدمرة تأكل الأخضر واليابس ومن مؤشرات على قدوم موجات جديدة من العنف وما يلوح في الافق من بوادر واضحة لجعل اليمن ساحة لحروب أقليمية ومعارك داخلية مستمره لاشك أنها ستقضي على ما بقي من النسيج الاجتماعي لمجتمعنا اليمني ولهذا يجب علينا جميعا تحكيم العقل والمنطق ورفض كل ما يمزق بلادنا ويمزق نسيجنا الاجتماعي وينسف مبادئ التسامح والتصالح

لقد زادت في الفترة الاخيرة التحليلات السياسية حول المناطقية والعنصرية والقبلية والشمال والجنوب وغيرها من المسميات والاسقاطات السياسية التي تخدم كل طرف بطريقة بائسة بعيدة عن الواقع وغابت كل الافكار والرؤى حول الحل والمستقبل مما يؤكد حالة العجز والفشل الكامل في أطار العمل السياسي الوطني

وعليه وحتي لاتنزلق البلاد إلى ما لاتحمد عقباه تأتي أهمية وجود قيادة جديدة وشابة قادرة على أن تعمل على وقف الحرب والدخول في عملية سياسية تفضي إلى حل سلمي يجنب اليمن مزيدا من الكوارث والاحتراب غير المجدي وفي الوقت نفسه اليمن في الوقت الحالي تحتاج إلى قوة نزيهة قادرة على تحمل المسؤولية بكل اقتدار لأن أسس الحل السياسي للصراع في اليمن تحتاج إلى مثل هذة القيادة قادرة على بناء الثقة بين أطراف الصراع وتحجيم حالة الانقسام العميق القائم الآن بين اليمنيين على جانبي الصراع وبين شمالٍ وجنوب

ربما أصبح اليوم وفي رأي كثيرين أهمية وجود قيادات بديلة ومقبولة من قِبل كل أطياف الشعب اليمن تعمل على تأسيس مرحلةً انتقاليةً جديدة لضمان التحول السلس والآمن نحو مرحلة سلام سياسية جديدة ودائمة.

سفير بوزارة الخارجية

حول الموقع

سام برس