بقلم/ احمد الشاوش
يتصاعد غبار المعارك الطاحنة في العديد من جبهات القتال اليمنية ، وتفوح روائح الغبار والبارود والدم وتزداد رياح الاشتباكات المسمومة بين امراء الحرب تحت عناوين عديدة ظاهرها الرحمة وباطنها الانتقام.

وعلى ايقاع المثل اليمني القائل " اذا تضاربت الرباح أنتبه على جربتك" طارت رواتب وحقوق الموظفين وغابت الخدمات وولعت الاسعار واشتعلت أسعار الغاز والبترول والديزل وأرتفعت بورصة ولهيب المواد الغذائية مثنى وثلاث ورباع بدون مأذون ، دون ان يُحرك الاخوة الاعداء بنادقهم تجاه الفساد أو القيام بمسؤولياتهم لانقاذ المواطن الذي مازال يُمسك بقشة حكومات الانقاذ الميته والشرعية المخروطة التي جعفرت بكل مواطن يمني بإستثناء الغلاظ الشداد.

جعفارة تجار الحروب من وكلاء الانس والجن وصلت الى كل محافظة ومدينة وقرية يمنية وواصلت العبث في كل حي وشارع وسوق وجامع ومدرسة وسوبرماركت وكَوَرَت الى كل معسكر ودشمة لتكون خير شاهداً على غياب العقل وانعدام الضمير والرؤية الوطنية وفقدان الاهداف النبيلة في ظل سياسة الفساد والرعب المبرمج.

وبقدرة قادر دخل الشعب اليمني القصبة وفي رواية أخرى جحر الحمار الداخلي.. بينما ... أغلق أبوابه تجاه جماهير الشعب في غياب فطنة وذكاء المواطن اليمني الشريف وشيطنة القوى السياسية وألاعيب الزناقلة وليات أم رجال على مستوى الداخل والخارج الذي حولت معيشة اليمنيين الى جحيم من خلال تفخيخ الاسرة والمجتمع اليمني بايدلوجيات وثقافات مدمرة وأوهام وأساطير ورهانات خاسرة رغم تقطيع أوصاله وطرقه ومدنه وسيادته ومصادرة ورواتبه وبطونه ومصادرة حريته وتشتيت عقله والهاءه بالازمات المتلاحقة بالارتفاع الجنوني للاسعار وغياب الخدمات وتحويله الى عاطل تحت خط الفقر وشحات يستجدي تجار الحروب والمنظمات الدولية.

لم يدرك المواطن اليمني ان غالبية الاحزاب والسياسيين ورجال الدين والقادة العسكريين والمسؤولين ومشايخ القبيلة والدين والمثقفين ودراويش الاعلام والمزايدين تم تجنيدهم منذ زمن بعيد لتنفيذ أجندات لهدم الدولة وتدمير الجيوش والمنجزات وقبلها الاخلاق تحت عناوين القيم الديموقراطية والحرية وأثارة الشارع ضد بعض الاخطاء والتجاوزات والجرع إلا عندما أصبح مجرد هيكل عظمي من كذب ومزايدة ثوار النكبة وماتلاها بعد ان أمل المواطن فيهم الخير ، لكنهم وغيرهم من القوى الصاعدة صاروا أكثر عبثاً وفساداً وتسويقاً للكلام والخطابات الاستهلاكية!!؟ .

لقد تحول خونة الوطن ومرتزقة اليمن والحالمين بشبق السلطة والتسلط في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه الى شركاء للهدم والتدمير والقتل واشعال النيران وتقسيم البلد ، وصاروا وكلاء ومخبرين لشياطين الشرق والغرب بعد ان بَصَروا للقوى الاقليمية والدولية باليمن السعيد وواصلوا مسيرة امتصاص دماء الابرياء وجعلو البلد رهينة للبند السابع.

أخيراً .. هل تحتكم القوى السياسية الى صوت العقل والحكمة والمنطق لايقاف نزيف الحرب وحمام الدم واستنزاف الاطفال والشباب في معارك السلطة ، وهل يتسابق امراء الحرب الى تقديم الخدمات للمواطن وايقاف لهيب الاسعار وتوفير الغاز والبترول والديزل بدلاً من الاسواق السوداء والبيضاء والدخول في تسوية سياسية لحفظ ماء الوجه ومخرج للجميع مالم فإن القادم أسوأ ..

فاذا غابت عدالة الارض حضرت عدالة السماء .

وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ.. آية 192 ال عمران

حول الموقع

سام برس