بقلم/ احمد الشاوش
يحمل يوم الثامن من مارس من كل عام "رمزية" خاصة واحتفال عالمي للتذكير بنضال وريادة المرأة التي تحاول انتزاع حقوقها والمطالبة بالحرية والعدالة والمساواة والمشاركة في بناء المجتمعات.

وما كفاحها المرير عبر التاريخ الذي أختلط بالأمل والالم والطموح والدموع والدماء والتفاؤل في مواجهة ثقافة طغيان ارباب العمل وقساوة الاباء والازواج والاخوان وجبروت القريب والبعيد إلا دليلاً على محاولة انتزاع حقوقها التي كفلتها القيم الدينية والشرائع السماوية والقوانين الانسانية بعد ان تعرضت " حواء" في شتى بقاع العالم للظلم والاضطهاد والاهانة والسخرية والاستنقاص والحرمان من أبسط حقوقها ومتطلبات الحياة.

يأتي يوم الثامن من كل عام كبارقة أمل في استمرار مسيرة ونضال المرأة للتذكير بحقوقها ومشاركتها وانتهاز الفرصة لعرض قضاياها الحقوقية والانسانية والوقوف على مواطن النجاح والفشل كدليل على مدى احترام المرأة وتقديرها وتألقها ، لاسيما وقد حققت العديد من الانجازات وتقلدت العديد من المناصب الرفيعة ، كرئيس جمهورية ورئيسة وزراء ووزيرة دفاع ومستشارة ووزيرة خارجية وصحة وحقوق انسان وقاضية ومحامية لكفاءتها وجدارتها وتميزها في كافة المجالات.

لقد نبغت المرأة في العديد من مجالات الحياة وصارت نداً وشريكاً ومنافساً وقائداً في العصر الحالي ، وبرعت في ميادين الطب والهندسة والاقتصاد والسياسة والفيزياء والاعلام والاجتماع والتربية والتعليم والطيران وعلوم الفضاء والبحث العلمي ، وصارت معيدة ودكتورة جامعية ومربية اجيال.

وما الدكتورة والسياسية المخضرمة السورية بثية شعبان ، وعالمة الفلك والفيزياء السورية شادية حبال ، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة السعودية في امريكا ، والدكتورة حياة سندي المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية ، والبروفيسورة السعودية غادة المطيري التي قدمت بحث نادر قد يُغني عن الجراحة ، والسفيرة القطرية علياء أحمد بن سيف آل ثاني ، والاماراتية مريم مطر التي تقلدت أكثر من منصب والدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المُعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة ، والفلسطينية سها القيشاوي مهندسة برمجيات الفضاء ، والاردنية رنا الدجاني عالمة البيولجيا والمغربية ، إلا نماذج لتلك الهامات .

وتتواصل مسيرة العطاء والابداع بتألق مريم شديد عالمة البيتكولوجيا والباحثة الجزائرية حليمة بن بوزة ، وعالمة الفضاء السودانية وداد إبراهيم ، وعالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى، وعالمة هندسة القوة الكهربائية المصرية غادة محمد ، والمعمارية العراقية زها حديد.

وتتصاعد أنغام والحان واصوات وكلمات الفنانة أسمهان وكوكب الشرق ام كلثوم وفيروز وعزيزة جلال ووردة الجزائرية واحلام ونجوى كرم ونانسي عجرم واليسا والشاعرة غزال المقدشية و نازك الملائكة ومي زيادة وفدوى طوقان والعداءة الرياضية نوال المتوكل ، والجزائرية حسيبة بلمرقة والسورية غادة شعاع نجمة السلة والسباحة المصرية رانيا علواني، والممثلة فاتن حمامة ومنى زكي ،، .

وفي اليمن ذاع صيت الاعلامية امة العليم السوسوه وهدى الضبة ورؤوفة حسن والدكتورة سامية الاغبري ، والاذاعية فوزية الرموش وزهرة طالب وفاتن اليوسفي والاعلامية سيدة يحي الهيلمة والدبلوماسية رمزية الارياني والدبلوماسية والمخرجة خديجة السلامي ، والاكاديمية وهيبة فارع.

كما ظهر نجم فتحية الجرافي أول جامعية خريجة في الادب الانجليزي ، والدكتورة عزة محمد عبده غانم المتخصصة في الرياضيات وعلم النفس وامة الزاق حُمد ، وعاتكة الشامي مديرة مدرسة التمريض ، والدكتورة فاطمة اسماعيل الاكوع أول طبيبة ولادة تخرجت من ليننغراد ، والدكتورة الصيدلية زينب شاذل التي تخرجت من القاهرة عام 1969

والسياسية رضية احسان التي أسست اول اتحاد نسائي واول من خرجت في مظاهرة ضد التخلف ومحاربة الاستعمار البريطاني، والكثير من المبدعات ، إلا عنواناً لمسيرة النضال والكفاح والصمود ولانتصار والنجاح والبناء وخدمة الانسانية .

يذكرنا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، بالادوار العظيمة للرئيسة الاندونيسية ميجاواتي سوكارنوبوتري ، ورئيسة سنغافورة حليمة يعقوب ، والشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش ورئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر ، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن ووزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، والبولندية ماري كوري الفائزة بنوبل لابحاثها في علاج السرطان والاشعة السينية ، والناشطة الامريكية روزا باركس ، والسياسية البريطانية إميلين بانكيرست التي ساعدت المرأة على حق التصويت ، ومبرمجة الكومبيوتر آدا لوفلايس ، والممرضة فلورنس حاملة المصباح ، والاميرة ديانا ، والام تريزا ، والكاتبة الهولندية يوكه سميت التي دافعت عن المرأة ، وسفيرة السلام انجيلينا جولي والكثير من العبقريات والا قمار التي أضاءت سماء الشرق والغرب.

اليوم على " آدم" ، في اليمن وبعض الدول العربية والعالم الاسلامي أن يدرك أن الثقافة الذكورية قد تراجعت وان الوضع قد أختلف وعجلة العلم والتغيير تمضي على قدم وساق وتتحطم امامها جدران الجهل ومخلفات الاستبداد وأسوار العادات السيئة ، لتبشر بعالم جديد يقوم على العلم والعمل واحترام المرأة باعتبارهن شقائق الرجال .

وشاهد الحال اليوم ان المرأة اليمنية وفي المقدمة الريفية بحاجة الى بناء تمثال يجسد كفاحها اليومي وصبرها المتواصل وتحملها ويلات الحروب الطاحنة والفقر والجوع والبطالة والنكبات وصراعها الفظيع مع دوامة العنف الاسري والتنمر المجتمعي والجهل الذي صادر حريتها ورأيها وحقوقها وحرمانها من ميراثها من خلال شيطنة الدين والمذاهب والقوانين والعادات والتقاليد المتوارثة التي لا تتفق مع العقل والعدالة .

فرغم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المرأة والكد والشقاء والهموم والعمل اليومي المُرهق في ادارة شؤون المنزل وتربية الاولاد والاحتطاب واحضار الماء من مسافات طويلة وزراعة الارض في غياب الزوج والاخ والابن واهتمامها بالثروة الحيوانية والجهد والزمن الذي ينهش عقلها وتفكيرها وجسمها وصحتها وسعادتها إلا انها ماتزال شامخة في مواجهة رياح التنمر وأعاصير الجهل وتحلم بالمستقبل الآمن الى جانب اخيها الرجل.

يجب أتاحة المزيد من الفرص وأفساح الطريق أمام المرأة واعطائها الثقة وتشجيعها على التعليم العصري والانطلاق نحو عجلة البناء والتنمية في كافة مجالات الحياة مع الاخذ بعين الاعتبار المشاركة في بناء الفرد والاسرة والمجتمع والدولة والتسلح بالقيم والعادات والتقاليد الفاضلة التي تتماشى مع روح العصر وبعيداً عن السقوط والابتذال والمتاجرة والمزايدة.

ورغم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة ، إلا ان الكثير من نساء اليمن ماتزال تعاني من ظلم الاسرة ونظرة المجتمع ، بدليل ان اقسام الشرطة والمحاكم والنيابات والسجون تضج من قضايا الطلاق والنفقة والميراث والنصب والاعتداء والسرقة والقتل والتلفيقات السياسية وغيرها من القضايا التي يشيب لها الرأس ، فلا أقسام شرطة تبت في قضاياها ولامحاكم تنصفها ولانيابات تنتصر لها ولا قضاء أو شرطة تحميها في ظل سياسة الجهل والنظرة القاصرة وتسيد المال وغياب المسؤولية القانونية والاخلاقية والانسانية ورغم ذلك الضياع تبرز العديد من نجوم حواء في الدفاع أو عرض بعض القضايا المؤلمة في غياب المنظمات الحقوقية والانسانية التي تشتغل لأجندات سياسية على حساب الجوانب الانسانية.

أخيراً .. تحية للمرأة في يومها العالمي المصادف 8 مارس 2022م ، تحية لزوجتي المناضلة والمجاهدة والصابرة في زمن قطع الرواتب وتخييط البطون وغلاء الاسعار وتغييب الغاز المنزلي وامتصاص دماء وأموال الشعب .. ومزيداً من العلم والعمل والمشاركة والتألق والانجازات في ميادين الانسانية وسماوات العالم ومواصلة الدرب لتحقيق الآمال والتطلعات.

shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس